جوائز مهرجان أبو ظبي السينمائي للأفلام القصيرة منصفة للفائزين ومرضية للمشاهدين دعء سلطان الغربة داخل الوطن ثقيلة على النفس أكثر من لو كانت خارجه.. ليس أسوأ من أن تعيش وسط أهلك وفى بلدك وتمنعك قسوة الظروف وقسوة البشر من التواصل الإنسانى معهم.. ليس أسوأ من أن تعيش غربة فى وطنك، تحاول طوال الوقت أن تهرب منها بغربة خارجه.. هذا ببساطة محور الفيلم المغربى «سلام غربة» الذى حصل يوم الخميس الماضى على جائزة أفضل فيلم روائى قصير من العالم العربى، خلال حفل توزيع جوائز اللؤلؤة السوداء للأفلام القصيرة. بطلة الفيلم زوجة لشاب سافر إلى فرنسا وتركها مع ابنها دون أى مصدر رزق. تعيش الزوجة على أمل أن يرسل لها زوجها دعوة للذهاب إليه، ولا يرسل. ابنها الطفل يعمل ليحاول مساعدتها، وتحت قهر الفقر والحياة المقيتة تلجأ إلى الهجرة غير الشرعية، فيموت ابنها فى الرحلة، وتعود هى لتعيش غربة لا فكاك منها داخل وطن يقهر الفقراء ويقهر المرأة الفقيرة بشكل مضاعف، الفيلم استحق عن جدارة الحصول على جائزة أفضل فيلم لمخرجته لميا علمى، التى كانت شديدة الحساسية والرقة فى تناولها الموضوع، رغم قسوة التفاصيل داخل الفيلم. 31 فيلما قصيرا من 23 دولة، كانت تتنافس هذا العام على جوائز اللؤلؤة السوداء، وتتراوح قيمتها بين 10 و35 ألف دولار، بحيث يحصل أفضل فيلم روائى، وأفضل فيلم وثائقى، وأفضل فيلم من العالم العربى على 25 ألف دولار، فى حين يحصل أفضل فيلم تحريك على 20 ألف دولار، كما استن المهرجان هذا العام سنة جديدة، حيث خصص جائزتين إحداهما لأفضل منتج فى العالم العربى، والثانية لأفضل منتج، قيمة كل منهما 10 آلاف دولار، وقد حصل على الأولى منتج الفيلم الجزائرى «غدا الجزائر» ياسين بو عزيز، وحصل على الثانية آربين زاركو منتج فيلم «شريط زفاف»، من كوسوفو. وجاءت نتائج المسابقة مرضية للمشاهدين، ومنصفة كثيرا لمن حصلوا عليها، وغير مزعجة لمن شارك ولم يحصل على جوائز، فالفيلم النرويجى «زواج» الحاصل على جائزة أفضل فيلم فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، إخراج هينينج روزينلند، كان واحدا من أعمق الأفلام التى تتناول فكرة الزواج بعد قصة حب هشة، وكيف تتحول السعادة والرغبة فى الزواج، بعد اكتشاف حقيقة المشاعر، إلى قلق وتوتر.. وفاز الفيلم البولندى «مكتوب بالحبر» على جائزة أفضل فيلم تسجيلى قصير.. تدور أحداث الفيلم عن رجل يقرر زيارة شقيقته بعد 14 عاما من القطيعة بينهما. وفاز فيلما «ضوء» الأرجنتينى، و«قعر الزجاجة» الفرنسى، على جائزة أحسن فيلم تحريك مناصفة بينهما. قبل بدء توزيع الجوائز، تم الاحتفال بمرور عشر سنوات على انطلاق مسابقة أفلام الإمارات، وقد تم الإعلان خلال الحفل عن التعاون الجديد بين مسابقة أفلام الإمارات ومهرجان أبو ظبى السينمائى من جهة، وبين أكاديمية نيويورك للأفلام فى أبو ظبى، والمتمثل بتقديم الأخيرة جائزة عبارة عن ورشة عمل لمدة اثنى عشر أسبوعا فى الأكاديمية، تتيح للفائز بها إنجاز ثلاثة أفلام قصيرة خلال فترة التدريب. جدير بالذكر أن حفل توزيع جوائز الأفلام الطويلة أقيم، أمس الجمعة.