"مفيش حرق لقش الأرز ولازم تشوفوا اللي بتعملوا الوزارة للفلاحين"، قالها بعصبية شديدة المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة أثناء مؤتمر صحفي منذ ايام، نافيا ما يتردد عن حرق القش أو عدم قيام وزارة البيئة بأي مجهودات للتخلص منه، فذهب "الدستور الأصلي" إلى محافظة الدقهلية أحد معاقل إنتاج قش الأرز لتنقل على لسان مزارعينها ردا على أقوال الوزير . 500 ألف فدان هى إجمالي المساحات المنزرعة من الأرز فى محافظة الدقهلية وفق لإحصاءات وزارة الدولة لشئون البيئة حيث تنتج فى المقابل مئات الآلاف من أطنان قش الأرز الذي تؤكد وزارة البيئة على قيامها بإنشاء مصنعين بالمحافظة بطاقة 300 ألف طن لتدوير القش لإنتاج سماد عضوي وأعلاف غير تقليدية بدعم يصل إلى مليون و45 ألف جنيه. "ما حدش معبرنا ولا بيئة ولا دياوره" بهذه الكلمات نطق الحاج أحمد هندام – 53 عام- أحد المزارعين في منطقة العصافرة ردا على ما سمعه من قيام المسئولين بجمع القش وشراء الطن ب 40 جنيه، وقال "ما حدش بييجى يأخد القش مننا إحنا اللى بنجمعه و بنقدمه للمواشى أحسن ما نحرقة بس فيه ناس تانية بتحرق" . والتقط منه الحديث الحاج أحمد أبو على – 50 عام – صاحب إحدى الآراضي قائلا "لما بنروح عند الجمعية الزراعية عشان تساعدنا في ربط القش بدفع دم قلبى ولازم كمان اعمل حساب الدخان بتاع السواق وغداء وده بيخلينى أجيب أنفار على حسابي يربطوا معايا الرماريم" ( حزم تحوى كمية من القش ). وأضاف أبو على أنه يمتلك عشرة أفدنة يخرج منهم 500 رمروم من قش الأرز يقوم الآهالى بالمجهودات الذاتية بجمعهم من الأرض و بيعهم كطعام للمواشى أو لاستخدامهم لتسخين الأفران. "إحنا بنسمع من الجرايد والتلفزيون إن فيه ناس بتساعد المزارعين عشان يتخلصوا من القش بس إحنا أهوه بقالنا أكثر من 40 سنة فى الأرض بنزرع الأرز ومحدش قالنا إزيكم" كان هذا الرد التلقائى للحاج أحمد أبو السيد – 60 عاما – ردا على دور الجهات الحكومية فى مساعدة المزارعين للتخلص على القش وأوضح أن المزارع يتكلف العديد من الأموال لجمع القش من الأرض . وأشار أبو السيد إلى أن الكثير من الآهالى يلجئون إلى ماكينة "ضم" تؤجر ب 200 جنية للفدان، تساعد الفلاح على فصل الأرز عن القش وتساهم كذلك فى عملية تربيط القش فى حزم لنقلها لأماكن أخرى إما لبيعها كطعام للمواشى أو تعطى للأهالى للاستفادة منها فى أغراض أخرى، ولكن لا أحد من المسئولين جاء يوما لشراء هذه الأطنان منهم .