أحرام على (ابن سيد بلال)الدوح....حلال للطير من كل جنسِ..أمحظور على سيد مقالة (آه)...ميسور للمظلومين من كل اتجاه..وهل ممنوع عن قاتليه الإعلان .. مكشوف القتلى في كل ميدان؟و إسكندرية لو شغلت بالخلد عنها...نازعتني إليها في الخلد نفسي...ولست إسكندرانيا ولست سلفيا.بل انتقدتهم كثيرا,وقد يتكرر النقد .لكن يعزُ عليّ أن يموت البريء صبرا,وتفرغ محتويات القضية,وما الثورة إلا تفاعلات تضخمت وتقاربت وتدانت حتى إذا ما جاوز الظالمون المدى وأريق دم مصري مسيحي بغير جريرة ولا سبب إلا الحقد و تخابيط وتخاطيط ومكر الليل والنهار و حدث الانفجار أمام كنيسة القديسين,بلغ السيل الزبى وكانت دخانا فأصبحت نيرانا مستعرة,وكادت مصر أن تقاتل مصر و أصبح كل مسيحي موجوعا ومجروحا و الحقيقة أن المصريين كلهم أوجعتهم الفاجعة والبلوى والخسة. وليت الأمر توقف عند هذا الحد., بل كشف الأبالسة المحققون عن شاهد رئيس , إسكندراني المولد سلفي الهوى مصري المحبة واسمه سيد بلال,والحر يعرف ما تريد المحكمة...وقضاتها سلفا قد ارتشفوا دمه,وقضى سيد بلال صبرا وكهربة وصلبا وتعذيبا وترهيبا وتكبيرا ومرحمة نحو الرفيق الأعلى في قاع مظلمة باردة كدماء جلاديه. يربط السكندريون بين سقوط مبارك وارتفاع الشهيد وينظرون لمساجدهم بإعجاب,لحزن منابر جوامع عروس المتوسط على عروس سكندري لم يرتكب جريمة حتى تثكل أمه وييتم ولده وترمل عروسه,لقد ضجت المساجد وحُق لها أن تضج,وأطت السماء للقلوب المظلومة وحُق لها أن تئط,والمصلون والمارون والجالسون على المقاهي القريبة يفتشون في سماء المدينة الزرقاء عن إجابة للشكوى. قامت الثورة فكانت الإسكندرية مختلفة ,قوية كالقائد إبراهيم وعالية كعنق محمد كُرِيم- مجاهدها ضد البرابرة الإنجليز- ,وهادرة كأمواج العجمي,وعميقة كبئر مسعود,ومزدحمة كظهر يوم صائف بميامي. كانت الإسكندرية كعهدنا برجالها,لكن مصر بعد الثورة لم تكن مصر الوفية لدماء سيد بلال على الرغم من أنها مصر التي صرخت في وجه قاتلي خالد سعيد.فماذا تغير يا بلد أم أن شيئا لم يتغير ولا زلنا غير مصدقين براءة سيد بلال ولا حاضين على طعام المسكين, بل آكلين حق اليتيم في الاقتصاص لأبيه. لا أعرف سيد بلال ولا لي معرفة بواحد من سلفيي الإسكندرية, ولكني أحفظ على الكمبيوتر صورة سيد مع طفله وأكاد أسمع الصورة تنبض وتناديني ابتسامة الصغير ماذا فعلت لدم أبي وتوشوشني ابتسامة الأب مخاطبا فيّ الأبوة ومحفزا كل ما في داخلي من مخاوف على ولدي الذي ينتظرني كل ليلة بالحلوى والعصير وفينو المدرسة وقبلة على الشفة. إيهٍ يا مصر قلتِ:كلنا خالد سعيد فصرنا خيفة وعلانية وراء الصفحة,فلماذا إذن تبخلين على سيد؟مع أن كليهما واحد ونحن الكل في واحد و ربنا واحد أحد ليس بغافل عما يعمل قاتلو سيد ولا من أمروا بدفنه ليلا فكان نهارا لمصر كلها...التي لا خير فيها لو ضاع حق اليتيم ودم البريء,ولا خير فينا لو سكتنا على دم لم تشربه الأرض. ويا ابن سيد بلال أعتذر فأنا قليل الحيلة وهذا جهد العاجز.