زمان - وميعرفش الحكاية دي غير العواجيز اللي زيي - كنا نستنى العيد الكبير م السنة للسنة عشان نبص م البلكونة او من فوق السطوح على صبيان الجزارين وهما بيسرحوا بالجواميس والبقر والخرفان ، لابسين لبس عرايس – اقصد الأضحيات طبعا – وهم ينادون : من ده بكره .. بقرشين .. عند الحاج عبده بقرشين .. وذلك من باب الدعاية لتحفيز أهل الحتة للذهاب إلى عم الحاج عبده الجزار لشراء اللحمة من عنده. طبعا هذه العادة الجميلة المُبهجة لم يعد لها وجود ، فلو جزار إتجنن في عقله النهارده وسرّح صبيانه بجاموسة قبل العيد ونادي : من ده بكره ب 200 جنيه ، حينزل السكان ويدبحوه هو ، وياخده الجاموسة ببلاش! وبما ان العيد الكبير على الأبواب ، قلت نضحك شوية وبلاها النهارده سياسة .. وخلينا في اللحمة والفتة والذي منه ، وفكرت في عمل مليونية بميدان التحرير تحت شعار : من ده بكره .. بقرشين .. وبقرشين بجد .. مش مجرد دعاية فارغة و" فنجرة بق " .. لأ بقرشين ، والسعر قابل للتفاوض لأن البضاعة هنا مش جواميس وبقر وخرفان .. لأ ، البضاعة اللي حنسرح بيها بني آدمين يستحقوا الدبح في هذا العيد. وأبدأ بهذا المحامي اللي مش حا اقول اسمه .. مش خوف والله إنه يروح يرفع عليا قضية ، ولكن كي أحرمه من شرف أنه كسب قضية واحدة في حياته ، ولو كانت قضية خايبة زي قضيتي ، فعلى حد علمي أن هذا الأخ المحامي كل قضاياه خسرانة ، مع إن لسانه عايز يتقص منه 100 متر ويبقى لسه برضه طويل .. هذا المحامي بعد أن قمت بعمل تحريات عنه ، عرفت إن الست والدته كانت دايما تغني له وهو صغير : الهي يحرسك م العين وتكبر ليا يا " .... " وتبقى محامي كبير ، ولما كبر الأفندي عرفت انه بيموت في أغنية عربية مشهورة اسمها " حمودة يا حمودة " .. هذا المحامي لو أخذته الجلالة وبدأ يتعصب ويتكلم بصوت عالي ، تحس انه " بالع " جاموستين في " بقه " ويقولك : انا الاستاذ الدكتور فلان الفلاني وواخد الدكتوراه بتاعتي من فرنسا .. انا لو عصرتني ح تنزل مني مواد القانون ، ولو نشّفتني ح انشف ريق أهلك ولا أقول لك الحقيقة أبدا. تصدقوا .. المحامي ده كان واحد من ضمن يجي 100 محامي اللي كانوا بيدافعوا عن " الموكوس " ممدوح اسماعيل بتاع العبّارة الهربان زي الفيران دلوقتي وقاعد في لندن ، وعليه حكم بالسجن شامل النفاذ ، مع إنك لو كنت سمعت مرافعة صاحب الدكتوراه عنه ، كنت رحت لاسماعيل بنفسك بعد البراءة وحبّيت على راسه إنك ظنيت فيه ظن السوء .. وبعد ثورة 25 يناير صاحبنا قال لك فرصة .. المتهمين ناهبين الثروة كلها في كروشهم وحيرموا اتعاب بالهبل وبالملايين .. فراح يترافع عن المتهم اللي ساكن في " الدخيلة " اللي كان في " عز " سلطانه يقولك يا أرض إتهدي ما عليكي قدي .. وفي حوار على قتاة " القاهرة الناس" لقيت هذا المحامي - اللي محشور في بقه جاموسة - بيقول عن موكله انه أشرف واحد في البلد .. اى والله العظيم قال كده .. شفتوا البجاحة ؟ .. وان بكره المستخبي حيبان .. وان له عظيم الشرف ان يدافع عن هذا المتهم الشريف .. " مقصدش صفوت الشريف على فكره " .. ومنذ أيام قليلة "إنطس " موكله 10 سنين في قضية واحدة ولسه – على رأى طلعت السادات – ما مطرتش .. دي يا دوبك بتندّع. عشان كده اخترت هذا المحامي " ابو جعورة " ممثلا عن كل المحامين اللي بيدافعوا عن متهمين يعرفون يقينا أنهم ارتكبوا جرائم توديهم حبل المشنقة ، وبيدافعوا عنهم مؤكدين انهم لا علاقة لهم من قريب او بعيد بكل " الهرتلة " اللي احنا قاعدين نقولها. وعلى فكره المحامي الجدع " الراجل " ممكن جدا يدافع عن قاتل .. عادي .. بس يقول انه قتل ، لكن بسبب كذا وكذا وكذا .. لو جاب له براءة ح نضرب له تعظيم سلام .. ولو حكم مخفف يبقى عمل اللي عليه وزيادة.. لكن توصل النطاعة انه يقولك بعين تندّب فيها رصاصة ، ده اللي بارك الثورة ولولا حنكته ماكنتش نجحت .. وده مسكين ، كان على عينه نقطة دم واحدة تنزل من جسم شهيد ، وإنه وهو في السجن قاعد يفكر ويفكر : مين ابن الكلب اللي قتل ولادنا الجدعان عشان أول ما ربنا يكرمه ويخرج ، يعلقهم كلهم في المشنقة. فاكرين إننا هبل وب " ريالة " .. وعشان كده حلال عليهم كلهم الدبح. ·وندخل على المجموعة التانية اللي حنسرح بيها ، وهى جماعة طره اللي بالبدلة البيضا والزرقا ، وحنمشي بيهم طابور .. الطويل ورا والقصير قدام .. مربوطين في حبل واحد .. ولو نادينا من هنا للعيد اللي بعده عشان واحد يعبّرنا ويشتري مش حنلاقي .. لا بقرش ولا بقرشين ولا حتى ببلاش ، ورغم إننا ختمنا على " قفاهم " بختم المجزر قبل الدبح أنهم صالحين للاستهلاك الآدمي .. برضه محدش حيشتري ، وفي الأخر حنضطر ندبحهم ونرميهم في البحر وخلّي السمك ياكل وينبسط .. ونصدر قراراً من وزارة الزراعة بحظر صيد الأسماك وبيعها لمدة عشر سنوات حتى نضمن خلوها تماما من الزفارة والنجاسة. ·نيجي بقى على إخوانا البعدا الصحفيين والإعلاميين بتوع التوك شو ، وكلنا عارفينهم بالأسم .. اللي كانوا مع النظام قبل الثورة وانقلبوا عليه بعدها " إلهي تنقلب عليهم معدتهم وميلقوش حمام يدخلوه " .. فقبل الثورة كانوا بيغنوا للنظام : " وحياة عينيك وفداها عينيه ، انا بحبك قد عنيه .. لأ قد روحي .. لأ لأ شوية .. طب قد عمري .. برضه شوية" .. وبعد الثورة راح بعضهم يغنوا له : تشيكي مش ح اسأل عليك .. تبكي مش ح ارحم عينيك .. والبعض الأخر بقى يغني : حلو وكداب ليه صدقتك .. الحق عليا اللي طوعتك .. كداب .. كداب .. حلو وكداب لييييه .. صدقتك. حبايبنا دول بقى مش حنسرح بيهم للبيع ، ولكن عشان نفرّج الخلق عليهم .. وكله مسموح إلا قلة الأدب بتاعت العيال الصغيرين .. الضرب ع القفا ممكن .. بالشلوت مفيش مانع .. حلة ملوخية من بتاعت " سنية تر تر وحسب الله السادس عشر" اوكيه .. وفي الآخر يقفوا كلهم جنب بعض وفي لحظة واحدة ونفس واحد كلنا : إسفخس عليكم! ·فاضل مين .. فاضل مين .. ساعدوني ياجماعة الخير .. اللي عايز له زفة لوحده تليق بيه وبمقامه .. أه .. بس مش حينفع .. الدكاتره حيقولوا لك : ميقدرش يمشي مربوط في حبل .. لو عايزينه بسريره خدوه .. بس بعد ما تدبحوه متنسوناش في " الفروة " بتاعته عشان نصلّي عليها ركعتين شكر لله إننا خلصنا منه.