لم يكد يمر يوم واحد على كلام وزير الداخلية عن أن دفاع ضابط الشرطة عن نفسه لا يحتاج إلى قانون طوارئ,حتى فوجئت بخبر قطع الطريق على مأمور قسم بولاق الدكرور والاستيلاء على أربع طبنجات ميري ومتعلقاته الشخصية.,وإصابة الضابط وسائقه المجند .والحادث ليس في منطقة نائية بل أمام جامعة القاهرة يعني على بعد مئات الأمتار من مديرية أمن الجيزة, يعني في وسط وسط وقلب قلب العمار,وعمار يا مصر. ولا أريد أن أسارع بلوم الضابط فالله أعلم بملابسات الحادث وبمدى المفاجأة,وبالطريقة التي فكر بها وأنه ربما قال لنفسه لو قاومت أو ضربت فقد أكون متهما محبوسا معروضا على النيابة,وقد يكون المقتول شهيدا وأنا في نار السجن,ودعها تعمل دعها تمر,وما هي إلا أيام نقضيها في الوظيفة,ربما يكون هذا لسان حاله,ولا أريد كما قلت أن ألومه,بل وجهت السؤال لنفسي,ماذا لو كنت مكانه,ولو تفتح عمل الشيطان والشيطان شاطر,وقد يكون معي سلاح حاضر,وقسما بالله ما كنت لأتردد لحظة في الضرب بالرصاص الحي اليقظ الحاسم, وفي مقتل وليس على القدمين,ويا روح ما بعدك روح,ومن مات دون ماله فهو شهيد...ولو بقي هذا هو حال الأمن فكل عام أنتم طيبون,وتقبلوا العزاء في البلد الآمن,ودمتم غير آمنين,ولا عزاء إلا للسيدات بعد هروبنا معشر الرجال . وبقية القصة أن مدير الأمن أمر بسرعة تمشيط المنطقة وفحص جميع المسجلين خطر.والسؤال طالما أن المنطقة تحوي مسجلين خطرين مع بلطجية وشطار., فلماذا يمر الليل ويتعاقب النهار وهم مطلقو السراح,وقد تم تفعيل العمل بقانون الطوارئ,الذي يعني في بديهياته الاعتقال لمجرد الاشتباه.أم أن خطابات الاعتقال كانت تعرف طريقها وأصحابها من التيار المعروف قبل الثورة ثم بعد الثورة هي قد ضلت العنوان. قلتم سنفعل الطواريء إذن أرجوكم ابدأوا فورا,وقلتم سنضرب بيد من حديد ,فأرجوكم اضربوا فالفقراء في الحواري والحطابون في الجبال والفلاحون في الحقول والعمال في المصانع والناعمون في المكاتب المكيفة كلهم ينتظرون ريتشارد قلب الأسد,ويترقبون سمل عين بلطاي,وإلا (فبلطاي لسه حي بلطاي مش هياخد حكم) . الأمن الآن أو مصر في خبر كان,و قبل الشرطة وبعدها القضية كما قال وزير الداخلية ليست مجرد انفلات أمني ,نعم هناك انفلات أمني وهناك رجال أمن أو بعض رجال الأمن متكاسلون ومتواطئون وخائفون ونائمون ,لكن المسألة هي انفلات أخلاقي وانفلات مجتمع لم يجد حتى هذه اللحظة حاكما,أو أراد له البعض ألا يجد حاكما ربما بهدف البكاء والندم على نظام فاسد غار ولن يعود,أو ربما لأجندات حلفت بالطلاق: ألا يعود الأمن وألا تستقر مصر. والحل هو الإسراع بالإجابة على سؤال رسول جنكيز خان(أكلم مين لما أحب أخاطب شعب مصر) نتمنى الإجابة بحاكم قوي أمين,أو حتى كما قال داهية السياسة وخبير الحكم عمرو بن العاص رضي الله عنه: "إمام جهول ظلوم غشوم خيرٌ من فتنة تدوم..يا بني استراح من لاعقل له".