* الاتهامات طالت أمناء شرطة وضباط بينهم نقيب وعميد بالتورط في وقائع التعذيب * مقتل مواطن في بولاق واتهامات بتزوير التقرير الطبي له.. واستئصال أمعاء سائق وكلبشته في المستشفى.. وبلاغ بتعذيب أخر بالكرباج تحقيق – أشرف جهاد : انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك الدعوات لتنظيم تظاهرات احتجاجية ضد “عودة انتهاكات وتجاوزات الشرطة”.. وانتقد ناشطون على الفيس بوك وتويتر عودة الشرطة إلى ممارسة نفس الأساليب والسياسات التي كانت تنتهجها خلال عهد النظام السابق, والتي كانت أحد أهم أسباب ثورة 25 يناير. ورصدت البديل 5 وقائع لاتهامات موجهة للشرطة خلال الفترة من 20 مايو وحتى 3 يونيو فقط , أسفرت اثنتان منها عن وفاة مواطنين, وفقأ عين طالب صيدلة بجامعة الإسكندرية, وإطلاق الرصاص على سائق توك توك مما أدى إلى استئصال جزء من أمعائه, فيما اتهم الأخير وهو سائق وأمين شرطة سابق الشرطة بتعذيبه بالكرباج وتعليقه على باب الزنزانة لمدة يومين. ولم تتوقف الاتهامات الموجهة للشرطة عند حدود القتل والتعذيب والضرب, فقد اتهم محامو وأهالي الضحايا عن قيام ضباط الشرطة بتلفيق قضايا وتزوير محاضر لتبرئة أنفسهم من أية اتهامات, ففي آخر القضايا وهي مقتل سائق الأزبكية قال بيان الداخلية إن السائق توفي بعد شعوره بحاله إعياء وإصابته بسجحات وكدمات بعد تعدي المواطنين عليه لتعديه على مأمور القسم, وهو ما نفاه شهود عيان. واتهم محام بالإسكندرية , وائل الفيني الضابط الذي أطلق الرصاص على طالب بكلية الصيدلة بتحرير محضر للطالب وزميل له اتهمهما فيه بالاتجار بالمخدرات وضبط كميه من الهيروين بسيارتهم، ومحاولة الفرار من الكمين.. قبل أن تعود النيابة العامة لتتهم الضابط بالشروع في قتل الطالب. كما اتهم بلاغ قدمه المحامي مالك عدلي الداخلية باحتجاز سائق العمرانية في قسم الجيزة, رغم حاجته لرعاية صحية بعد استئصال أمعائه, وقال بيان الداخلية إن السائق مطلوب لتنفيذ حكم في قضية, إلا أن محامي المتهم كشف بالمستندات أن القضية انتهت بالتصالح ولم يصدر بها أي أحكام. وطالت الاتهامات في القضايا الخمس التي رصدتها البديل عناصر بالداخلية برتب مختلفة بدء من أمناء الشرطة مرورا بالضباط أحدهم برتبة نقيب والآخر عميد. وتعد حادثة قسم الأزبكية أحد أبرز وقائع التجاوزات التي حدثت بعد الثورة, فقد شهد شارع الجلاء ومنطقة رمسيس أمس اشتباكات عنيفة بين مئات من الأهالي وجنود الأمن المركزي على خلفية أنباء عن وفاة السائق محمد صباح سعيد نصر تحت التعذيب داخل قسم الأزبكية. واتهم الأهالي مأمور القسم بتعذيب السائق بعد مشادة كلامية جرت بينهما قام على إثرها المأمور بصفع السائق الذي رد بضربه بالرأس ليقوم أمناء الشرطة بضربه وسحله حتى القسم. ونقل الأهالي عن سائق آخر احتجز مع محمد صباح قوله إن أفراد القسم عذبوه وصعقوه بالكهرباء حتى فارق الحياة. بدورها, نفت الداخلية رواية الأهالي, مؤكدة في بيان رسمي حول الواقعة أن السائق تعدى على مأمور القسم الذي طالبه بإتباع تعليمات المرور, وقام المواطنون بالتعدي على السائق بالضرب بعد صفعه المأمور. وفي واقعة أخرى كشفها عاملون بمستشفى بولاق الدكرور, اتهم العاملون بالمستشفى أمناء شرطة بتعذيب المواطن رمزي صلاح الدين محمد حتى الموت في يوم 23 مايو الحالي. وقال العاملون إن إدارة المستشفى أصدرت تقريرا مغايرا للحقيقة حمل رقم 2539 زعمت فيه أن المجني عليه وصل إلى المستشفى في حالة احتضار وتم عمل الإسعافات الأولية له وأنه توفى نتيجة هبوط في الدورة الدموية دون ذكر أية كسور تعرض لها.. أما المفاجأة الثانية فكانت اختفاء الاشعات التي أجريت له . وأكدت إيمان صلاح الدين شقيقة رمزي صلاح الدين أن تصريح الدفن الذي أصدرته مشرحة زينهم لشقيقها جاء مخالفا لتقرير مستشفى بولاق الذي قال انه مات نتيجة هبوط في الدورة الدموية مشيرة أن التصريح الدفن وشهادة الوفاة أشارا إلى أن وفاة شقيقها جاءت نتيجة نزيف داخلي وانه مصاب بكسر في الحوض وضلوع الصدر. من جهتها, أعلنت وزارة الداخلية في 31 مايو الماضي عن فتح تحقيق في الواقعة إلا أنها لم تعلن بعد ذلك أية نتيجة لهذه التحقيقات. وبعد ذلك بيوم واحد, رصدت البديل اتهاما أخر بالتعذيب حيث اتهمت صفاء عبد الرؤوف نقيبا بمباحث قسم البساتين تحتفظ البديل باسمه بتعذيب شقيقها وهو سائق وأمين شرطة سابق داخل القسم بالضرب بالكرابيج وتعليقه علي باب الزنزانة لمدة يومين . وقالت صفاء في بلاغ قدمته في 31 مايو للنائب العام تحت رقم 13451 إن الضابط اعتقل شقيها عماد يوم الثلاثاء 24 مايو الماضي ولم نعلم عنه شيئا حتى اخبرنا احد الجيران بوجوده في محكمة جنوبالقاهرة ،وعندما رأيناه وجدنا أثار التعذيب ظاهرة علي ظهره . وأضافت صفاء حينما ذهبنا إلي المحكمة قال عماد لنا أنهم يعذبوني وتم تعليقي علي باب الزنزانة لمدة يومين ، وكشف عن ظهره لنري آثار التعذيب بالضرب بكرباج وأمرت المحكمة بعرضه علي الطب الشرعي ، وأضافت عماد أخي لم يعرف عنه الظلم وسيرته طيبة بين جيرانه . وفي واقعة رابعة, اتهم المحامي عبد الرحمن الجوهري الضابط بمباحث العامرية بالإسكندرية وائل الفيني بإطلاق الرصاص على طالب بكلية الصيدلة مما أدى إلى فقأ عين الطالب, فيما حرر الضابط محضراً للطالب وزميل له اتهمهما فيه بالاتجار بالمخدرات وضبط كميه من الهيروين بسيارتهم، ومحاولة الفرار من الكمين. وأمرت النيابة العسكرية بالإسكندرية بحبس كل من محمد شمس الدين طالب بكلية الصيدلة وخالد سليم مهندس 15يوماً علي ذمه التحقيقات والإفراج عن ضابط مباحث العامرية وائل الفيني، قبل أن يوافق ياسر الرفاعي محامي العام الأول لنيابات الإسكندرية علي إعادة محاكمة شمس أمام القضاء المدني. وفي تطور لاحق, اتهمت النيابة العامة اليوم الضابط وائل الفيني بالشروع في قتل طالب الصيدلة الذي فقأ عينه بالرصاص. وعلى الأثر, دعا طلاب بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية لوقفة احتجاجية يوم الأحد أمام مجمع نيابات الإسكندرية بمنطقة المنشية تضامنا مع زميلهم طالب الصيدلة الذي فقد عينه ويتعرض لفقد مستقبله على يد الضابط الذي اتهموه بتلفيق قضية له ليبرر إطلاق الرصاص عليه. و كشف محامي المتهم في تصريحات خاصة أنه فوجئ حال استدعاء الطالب من محبسه بناء على طلب نيابة العامرية لمواجهته بالضابط بأن مأمور القسم وضباط المباحث قد قاموا بترحيله إلى السجن من جديد رافضين تنفيذ قرار النيابة الذي يوجب عليها عرضه عليها.. الأمر الذي تقدم بسببه المحامي ببلاغ جديد يتهم فيه مأمور القسم ورئيس المباحث ومدير أمن الإسكندرية بالتواطؤ مع الضابط المتهم لإخفاء جريمته. وفي واقعة خامسة, قام ضابط بإطلاق رصاصتين من سلاحه الميري على محمود صبحي حسين 28 سنة، سائق توك توك بالعمرانية إثر مشادة كلامية جرت بينهما على خلفية قيام الضابط باحتجاز “التوك توك”. وقال المحامي والناشط الحقوقي مالك عدلي إن ضابط بالمرور استوقف السائق حسن صبحي حسين أثناء سيره في اتجاه مخالف وقام برفع التوك توك علي ونش المرور، فقام السائق بالاتصال بأخيه محمود وطلب منه إحضار أوراق ملكية التوك توك و200 جنية طلبها الضابط. ونقل مالك عن أهالي سائق التوك توك إن مشادة كلامية حدثت بينه وبين الضابط فقام الأخير بسب أم السائق, فرد : أمك مش أحسن من أمي ورد عليه نفس السباب، فأمطره الضابط بسيل من الشتائم مؤكدا أنه لو لم يرحل سيضربه بالنار.. فرد: أنه ليس من حقه, فقام نقيب الشرطة بإخراج سلاحه الميري وأطلق رصاصتين على محمود . وكشف مالك عن تعرض محمود لعدة تجاوزات بعد قيام الشرطة باحتجازه, مشيراً إلى أن الداخلية ألقت عليه القبض وأخرجته من مستشفى أم المصريين رغم عدم استكماله العلاج الطبي، وبعد استئصال 250 جرام من أمعائه إثر إصابته بالعيار الناري, وأصرت على إيداعه حجز قسم الجيزة. وقال مالك أن المجني عليه يعاني من نزيف بسبب جراحه والمأمور يرفض عرضه علي طبيب، بدعوى أنه من القرار يجب أن يصدر من قسم العمرانية لأنه ليس من المفترض أن يحتجز داخل قسم الجيزة. وأكد التقرير الطبي الذي خرج به المجني عليه من المستشفى أن المريض يحتاج إلى وجبات متكررة ولينة وغير مشبعة مع حزام للبطن وغيار يومي لمدة عشرة أيام. ونفى مالك أن يكون السائق مطلوبا لتنفيذ حكم في قضية كما ذكرت وزارة الداخلية في بيانها حول الحادث، مشيراً إلى أن القضية التي تحدثت عنها الداخلية ( رقم 2008/ 26934) انتهت بالتصالح ولم يصدر بها أي أحكام وفقا لشهادة مستخرجة من نيابة جنوبالجيزة الكلية.