هل جمعنا الثمرة قبل نُضجها ؟ .. هكذا تبدو الأمور لكل مدقق متفحص لبواطن الأمور ، ولأننا شعب أكلتنا كرة القدم سوف اتكلم بلغتها .. فأمر الثورة أصبح مباراة بين فريق من المحترفين المخضرمين والثانى من الهواة حديثى العهد باللعبة ، ومن هنا يظهر الفرق فريق المخضرمين يدافع بلا رعونة ولا يتسبب فى ضربات جزاء ضده وهجماته القليلة بأهداف وبالتالى يسيطر على خط الوسط فيهدئ المباراة أو يشعلها وقتما يحب ، أما الهواة فهم يلعبون بطريقة والله زمان يا سلاحى هجوم مستمر بلا صانع ألعاب ولا حتى مدير فنى فتسبب الهجمات ضغط على المنافس لكن دون أهداف فى الغالب نتيجة الرعونة والخلافات على التسديد ولعدم وجود صانع لعب يكثر الصراع على الكرة حتى تصل لأقدام فريق المحترفين .. وبأقل مجهود وتصبح هجمة مرتدة . هو ده الحال فى رأيى المتواضع ، فأجمل شئ حدث فى مصر على الإطلاق مع نصر اكتوبر وهو ثورة 25 يناير .. الثورة التى بهرت العالم بنقائها وذكائها ونُبل مطالبها ونظافة متظاهريها وبقدر ما كان عدم وجود زعيم للثورة قمة الإبهار . أصبح عدم وجود زعيم للثورة قمة الضياع . بعد أن وعدنا الشعب فور تنحى المخلوع بالنزول للشارع بين الطبقات الكادحة والمناطق العشوائية لمساعدتهم والنهوض بهم وتثقيفهم لمحاربة الفساد والرشوة وتعريفهم بالسياسة وثقافة الديموقراطية والإنتخابات ، لكن للأسف انشغلنا فى مهاجمة بعضنا البعض ليبرالى وسلفى اخوانى وشيوعى جماعات إسلامية وناصريين وآلاف الإتلافات ، ثم مهاجمة الشرطة والمساعدة فى كسر هيبتها والألعن محاولة كسر الجيش وهو التهلكة والضياع بعينه مهما كان فيهما من فساد فالواقع يحتم وجودهما ولا استقرار بدونهما .. نعم إنشغلنا بمحاكمة مبارك وتركنا البسطاء يُعانون شظف العيش مع ركود الأحوال حتى يعودوا لحضن فلول النظام الفاسد .. هاجمنا الشرطة بشراسة حتى أصبحت لا تقوى على مواجهة البلطجية والخارجين على القانون الذين للأسف أصبح جزء منهم مجموعة من المتعلمين الميسرين ماديا لكنهم من محبى كسر الإشارة والسير عكس الإتجاه " حاجة تكسف والله " يبقى راجل طويل عريض راكب عربية غالية جداً لكنه بيخاف من العسكرى يعنى لو مفيش عسكرى يبقى كل شئ مباح .. أخص على كده .. حاجة تقرف . حتى وإن كان هناك تقاعص من الشرطة .. وهو بالطبع موجود .. لكننا نساعد عليه ، فيعنى أيه تطلع أبواق وأقلام تُدافع عن خنوفة وتطالب بالتحقيق فى إنتحاره وطريقة القبض عليه .. ياخى يولع خنوفه وكل البلطجية أمثاله .. سوى الشرطة قتلته أو هو إنتحر المفروض لا أهمية مطلقا لهذا .. وإلا أين تكون هذه الأقلام عندما تُخطف الزوجات والبنات من أيدى عائلهم ويتم الأعتداء عليهن .. أين حقوق الإنسان هنا .. شئ مُحير ومقرف فى نفس الوقت . طبعا أنا عارف إنى ح أتشتم وأنُعت بالخيانة مثلما حدث بعد مقالى المُعقب على أحداث العباسية قبل رمضان لأننا صناع ثورة ضد الديكتاتورية ومع ذلك لانقدر على سماع انتقادنا .. شيزوفرينيا والله .. لكنى سأظل أقول ما يُمليه ضميرى فنحن لم نقم بثورة ضد حسنى مبارك وبطانته وخلاص .. لم تكن ثورة كارهى حسنى مبارك لكنها ثورة محبى مصر .. فلنكن مخلصين فى حب مصر . علينا أن نتحد وننتخب مجلس ثورة له مطالب ثورية ثابتة واضحة مجتمع عليها الجميع من أجل مصر ، يقوم المجلس بالمتابعة مع المجلس العسكرى والحكومة وعلينا أن نعترف أنه حان دور السياسة رغم تأخره جداً وعلينا إدراكه قبل فوات الأوان ، وعلينا أن نُعيد النظر فى المليونيات ولو مؤقتا لإنها إما أن تذهب فى إستعراض قوة فرقة على فرقة فتزداد الفُرقة ، وإما أن تكون مرتع لهدامى الثورة فريق المحترفين فعلينا قطع الطريق عليهم . لابد من مجلس ثورة .. لابد من كبير يمسك زمام الأمور ولا مانع أن يكون الكبير من شباب الثورة الحكيم فأنا هنا لا يعنينى السن فكل الزعماء الحق كانوا من الشباب . المهم أن نتحد ونمشى على خط واحد مستقيم له قائد حتى لا تغرق السياسة فى ملاعب الكرة على يد شباب لا يعرف سوى الإعتراض على الحكم ويلعن الحظ لأن الكرة مرت بجوار القائم فهو لايرى خطأ التسديد أبداً ، بالفعل أخطأنا التسديد فى مهاجمة السفارة للمرة الثانية فهل نحن نُريد أن نُلقى بالجيش لمواجهة عدو دون أن نعرف مدى الاستعداد لهذا أو أن يترك البلد للفوضى الداخلية .. فلنتقى الله يا جماعة ونضع مصلحة مصر أولاً . لقد قلت سابقاً ومازلت عند رأيى كثرة الثورة تؤدى إلى الفوضى ورغم أنى هُجمت عليها فالأيام الآن تُثبت ما قُلت ، أرجوكم ضيعوا الفُرصة على فريق المحترفين واحذروا من الميس باس " التمرير الخاطئ " . الوقت مازال معنا وعندما نتحد وننزل للشارع ومن المؤكد سنؤثر على كل البسطاء من محبى مصر لإننا نملك الصدق والحماسة فمن المؤكد سيكون لنا فى الإنتخابات ولا نتكلم على الوقت فنحن من أضعناه فى الفُرقة والغل فى محاكمة مخلوع . فلنتحد ونحترف والجون بيدخُل فى ثانية .. ومصر أولاً وأخيراً .