طبعة جديدة من الترجمة العربية لرواية "النمر الأبيض" للروائي الهندي الأصل آرافيند آديغا، الحائز جائزة البوكر البريطانية المرموقة عام 2008، صدرت عن سلسلة إبداعات عالمية (العدد 386/ أغسطس 2011م)، التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، بترجمة الدكتورة طيبة صادق، ومراجعة الدكتورة زبيدة أشكناني. رواية "النمر الأبيض" حازت شهرة كبيرة بعد فوزها بالبوكر البريطانية، وترجمت إلى عدد كبير من اللغات العالمية، ويعد آرافيند آديغا ثاني أصغر روائي يحصل على هذه الجائزة، إذ إنه من مواليد عام 1974، ويعيش في مدينة مومباي بالهند. صدر له كتاب يضم متواليات قصصية عام 2009 ومن المنتظر صدور روايته الجديدة "آخر رجل في البرج"، التي عكف عليها لمدة عامين، أواخر العام الحالي. يفرش الروائي الهندي آديغا تفاصيل روايته على امتداد مساحة الهند الضخمة، وفوق أوسع خارطة تحتملها الذاكرة من شمالها إلى جنوبها، وينسج بخيوط ملونة تفاصيل الهند السياسية والعقائدية والاجتماعية بكل تناقضاتها وأشكالها، من خلال سرد بطل الرواية قصة حياته منذ النشأة في قريته الفقيرة الغارقة في التخلف والجهل حتى ذهابه إلى المدينة النابضة بالحياة، ويرسم صورة لطبيعته وشخصيته في كل مرحلة من مراحل حياته، حيث تنمو وتتشكل شخصية بطل الروائية في خضم كل هذه التناقضات من قروي ساذج إلى قاتل محترف ثم إلى رجل أعمال مسعور. كيف لخادم وضيع أن يصبح رجل أعمال متمرسا؟ هل هي فطرة "النمر الأبيض" التي اكتشفها المفتش المدرسي من خلال اطلاعه على مهاراته المدفونة في الفصل الدراسي الذي كان مجرد مرتع للفساد والقمع والتخلف، أم هو تحدي الألم والحرمان حين أصبحت الحياة هي مدرسته الأولى والتي سرعان ما تعلم فيها كيف يكون جباراً يحصل على مبتغاه من منطلق "الغاية تبرر الوسيلة"؟ كما عرض الكاتب في روايته للتناقضات التي تشهدها الحياة اليومية على شكل رموز عدة أحدها اللون، فاللونان الأبيض والأسود يدلان على الرتابة والكآبة، وفي فضاء النص القصصي يرمز إلى الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أيضا، فيجعل الكاتب من مدينة (دلهي) عاصمة لدولتين (النور والظلام) لا دولة واحدة. في الجانب الثقافي من الرواية نتلمس استخدام الكاتب لغة سهلة وبسيطة قريبة من لغة الحياة اليومية واستخدم كلمات وعبارات هندية الأصل على الرغم من أن الرواية مكتوبة باللغة الإنجليزية.