تحركات نوعية يقوم بها المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى، فبعد حضوره لفرح شعبي، وجولاته للإفطار في أماكن مختلفة في شهر رمضان قرر موسى تناول إفطاره مساء الأحد مع سكان مقابر الإمام الشافعي بناء على دعوة من جمعية "العالم بيتي" التي تهتم بشئون العشوائيات. وترجل موسى على قدميه وسط المقابر وسكانها وطرق أحد المنازل هناك وفتحت له صاحبة المنزل التي أعربت عن دهشتها، ثم قالت له "ادي عيشتنا زي ما انت شايف" فابتسم لها موسي وقال "بعد 25 يناير مفيش مصري هيتهان أبدا". ثم توجه موسى مترجلا على قدميه متجها للمكان المخصص للإفطار والذي سيشارك سكان مقابر الإمام الشافعي إفطارهم ثم جلس بينهم لمدة عشرون دقيقه وانطلق مدفع الإفطار وتناول موسى وأعضاء حملته الانتخابية وسكان المقابر إفطارهم. ثم أدى صلاة المغرب بمشاركة مجموعة من الحاضرين وأم الصلاة أحد الدعاة السلفيين من أبناء المنطقة. وطلب الحاضرون من موسى إلقاء كلمة، فتفاعل موسى معهم وأمسك بالميكرفون وقال الوعود لن تكون وعودا في الهواء وسيكون هناك نقلة نوعية لأن مصر القادمة ستكون مختلفة عن مصر السابقة. وتابع موسى: "أموات فوق الأرض" هذا ما يمكننا أن نقوله على سكان المقابر والعشوائيات في مصر. وتساءل موسى: هل هربوا من الفساد والظلم لينعموا براحة البال مع إخوانهم الأموات؟ هل يعانون الموت الاجتماعي أم ما زالت قلوبهم تعرف النبض والأمل في حياة كريمة؟ ولكن متى وكيف وهم المهمشون في الأرض كما تقول الأدبيات الاجتماعية، ويعيشون حياة لا يذوقون فيها سوى طعم الموت مع أرواح وأشباح الموتى في المقابر، يصحون على منظر شواهد القبور الصماء وينامون عليها، لا يسمعون سوى صمت الموتى أو صراخ أقاربهم، كل شىء في حياتهم يعبر عن الموت الذي يحاصرهم حتي ابتسامة الأطفال اختفت لتحل محلها هموم عميقة أكبر من أعمارهم هؤلاء الذين نسيتهم حكومات الحزب الوطني المنحل المتعاقبة. وسأله أحد المواطنين أيه رأيك في المنطقة ياريس فرد عليه موسى "حاجة تزعل، الناس حقها تفرح، وما رأيته اليوم صورة قاتمة والمواطنين لديهم شكاوي كثيره جداَ ويجب أن نتفهم أن هنا 2،5 مليون قنبلة موقوته وهم سكان المقابر". وغادر موسى بزفة بالدفوف، متوجها نحو أحد الفنادق الكبرى لحضور افطار حزب العدل.