كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية - أمس - عن شهادات لضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي قطاع غزة، أقروا فيها بانتهاك حقوق المدنيين الفلسطينيين في الحرب، وتعمد استهدافهم. وأكدت الصحيفة أن هذه الشهادات من شأنها فرض ضغوط كبيرة علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء تحقيق مستقل ونزيه في الحرب التي قتل فيها الإسرائيليون نحو 1400 مدني فلسطيني. وقالت الصحيفة: إن ضابطًا كبيرًا كان قائدًا عسكريًا ميدانيًا خلال الحرب اعترف للمرة الأولي بأن إسرائيل تخطت القواعد التي كانت موضوعة سابقا فيما يتعلق ب «التزام إسرائيل بحماية المدنيين خلال الحرب». وأضاف القائد العسكري الإسرائيلي، في الشهادات التي حصل عليها مراسل الصحيفة في القدسالمحتلة دونالد ماكنتير، «لقد أعدنا صياغة قوانين الحرب في غزة». ونقلت الصحيفة عن ضابط آخر أقل رتبة القول: إن التدابير الجديدة التي اعتمدتها إسرائيل في حربها علي غزة هي «محاولة تقليص الخطر قدر الإمكان علي الجيش كي لا يتكبد خسائر كبيرة بحجم التي أصيب بها خلال حرب لبنان عام 2006». كما نقلت الصحيفة عن جندي آخر القول: إن كتيبته تلقت أوامر بإطلاق النار علي أي شخص يتحرك حتي وإن لم يكن يحمل السلاح أو لديه أي نية للقتال، موضحا أن قيادتهم أصدرت أوامر بإطلاق النار علي أي شيء يتحرك.. «إذا رأيتم أي إشارات علي الحركة أطلقوا النار، هذه هي الأساسيات». في الوقت نفسه رصد الكاتب البريطاني الشهير «روبرت فيسك» فاعليات مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي الذي حضره في القدس، وقال: إن زعماء إسرائيل في مؤتمر هرتسيليا أصابهم نوع من الفصام فتناسوا المذابح التي ارتكبوها في لبنان والأراضي الفلسطينية وغزة. وشغلهم كيف أن الدول الأوروبية تحاول «محاكمة ضباط جيشهم الأكثر أخلاقية في الحروب». وسخر فيسك من محاولة إسرائيل الظهور بمظهر الضحية والمستضعفة وتجاهلها اعتداءاتها وضحاياها ومحاولة اتهام العالم الخارجي بالتحيز ضدها والادعاء بأنها تواجه أخطاراً غير مسبوقة، مؤكداً استمرار أمراء الحرب في إسرائيل. وانتقد فيسك، في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية محاولات إسرائيل لإقناع العالم بأنها مهددة وتناسي اجتياحها الكارثي لبنان في عام1982، وكذلك مجازر صبرا وشاتيلا وتجاهل مجزرة قانا وضحاياها ال 106ونصفهم من الأطفال الذين قتلوا بالقذائف الإسرائيلية، إضافة إلي محو ذكري ال 1500 شهيد لبناني خلال عدوان إسرائيل علي لبنان في عام 2006 وال 1400 شهيد فلسطيني في العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة العام الماضي.