خبراء: الشباب تصرفوا بنفس الطريقة القديمة المستميتة للهجرة لأنهم لم يشعروا بتغيير الإدارة السياسية للبلاد ولم تصلهم الثورة حادثة جديدة من حوادث مراكب الموت البحر غضبان مبيضحكش أصل الحكاية متضحكش ! ..القصة ليست جديدة فمن كثرة ما تكررت في الماضي لم تعد تسبب وجعاً في القلب لسامعيها ولا تستثير فيهم سوي مصمصة الشفايف والترحم علي شباب مصري "زي الورد" ذهب علي "مراكب الموت" مهاجراً لبلاد غنية للهروب من شظف العيش أملا في العودة بعد سنوات وقد بدت عليه آثار النعمة.. الضحايا هذه المرة 60 شاباً مصرياً ابتلعهم موج البحر الغاضب بعد عطل مفاجيء بمركب الصيد الذي حملهم منذ أيام من منطقة سان استيفانو بالإسكندرية قاصداً إيطاليا وانتشلت 30 جثة منهم حتي الأن ومازال البحث جاري عن 30 آخرين ترقد أجسامهم في ظلام البحر ويجثم الحزن علي قلوب ذويهم .. "هم ضحايا سوء إدارة المرحلة الإنتقالية الذين لم تصل لهم فكرة وروح الثورة كملايين غيرهم من المصريين الذين لم تطرق الثورة أبوابهم " كما أكد دكتور وحيد عبد المجيد –الخبير السياسي بمركز الأهرام للدرسات – مضيفا أن ما دفع هؤلاء الشباب للمغامرة بأرواحهم علي مركب صيد متهالك بحثا عن هجرة غير شرعية هو عدم شعورهم بأي تغيير فالأمور تدار بنفس الأمور الطريقة القديمة من قبل الحكومة والمجلس العسكري والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هو من دون تغيير . عبد المجيد أكد أن هؤلاء الشباب لو شعروا بأن لهم رأي ودور في صنع مستقبل بلدهم أو حتي بتحسن طفيف في أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ربما كانوا سيشعروا عندها بأنهم أصحاب حقيقيون لهذا الوطن وهم مالم يحدث لذلك جاءت ردة فعلهم أيضا بنفس الطريقة القديمة وهي البحث عن الهجرة ولذلك فهم جزء من ضحايا سوء إدارة المرحلة الانتقالية. جمال عيد –مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان-اعتبر أن غرق 60 شاب مصري علي مركب الهجرة غير الشرعية "رسالة" للحكومة والمجلس العسكري للتعجيل بإصلاح الظروف الاقتصادية وتوفير حد أدني عادل للأجور والإسراع بتوفير الاستقرار السياسي بالتعجيل في المحاكمات العادلة لرموز الفساد ،لافتا أن الثورة لن تغيير الوضع بين يوم وليلة ولكن اتخاذ خطوات جاد من الحكومة والمجلس العسكري سيحسن من الظروف الاقتصادية والأمنية السيئة ويعطي الشباب أمل في المستقبل بما سيقلل من توجهاتهم نحو الهجرة غير الشرعية فهم يهاجروا من ظروف صعبة ولابد أن تتغير هذه الظروف حتي يكون تفضيلهم للاستقرار في البلد. في حين أكدت الدكتورة سامية السعاتي-أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس – أن نسبة من ييبحثون عن الهجرة قلت بشكل كبير لأن الشباب كان يريد الهجرة لأنه كان مهمش في بلده ويريد أن يجد لنفسه دوراً ويحقق ذاته ويحسن أحواله الأقتصادية وهو الأمر الذي تغيير إلي حد ما بعد ثورة ال25 من يناير فالشباب أصبح له دور وكلمته مسموعه ولا يسفه من رأيه وهو ما كان يفتفده قبل الثورة . مضيفة أن هذا التأثير لم يمتد إلي قطاعات أخري من الشباب في ظل الأوضاع الأمنية المتردية والمناخ الغير مستقر والتغييرات السياسية المتلاحقة الشديدة وهو ما ينشأ لديهم نظرة مستقبيلة حائرة تدفعهم إلي تفضيل الهجرة لبد أخر مستقر يحنو عليهم ويحتضنهم ويوفر لهم أحوال اقتصادية أفضل.