بينما يقبع الآن مسعد أبو فجر، الروائي والمدون والناشط السيناوي، فوق بلاط السجن البارد، ترقد طبعة جديدة من روايته المهمة «طلعة البدن» فوق الأرصفة وأرفف المكتبات. طبعة جديدة تنادي علي صاحبها الذي اعتقل ظلمًا لأنه كتب رواية عن واقع البدو الصعب، ولأنه أسس مدونة وحركة باسم «ودنا نعيش »، وليس «ودنا نقاتل» أو «ودنا نبقي إرهابيين ».. طبعة جديدة من «طلعة البدن» تذكر بأن من خطها يحتاج إلي كل تضامن ممكن لإطلاق سراحه، وتؤكد أيضا أنه حتي لو بقي أبو فجر في السجن فإن أفكاره وكلماته حرة، ومطلقة السراح، ولا يمكن خنقها أبدًا. جنة الحريات بنقابة الصحفيين كانت علي موعد مع وقفة احتجاجية تضامنا مع مسعد أبو فجر، الذي قررت أجهزة الأمن تجديد اعتقاله رغم حصوله علي 17 حكمًا قضائيًا بالإفراج عنه، وهو الذي اعتقل قبل عامين علي خلفية ما جري تسميته بأحداث «الماسورة الثانية» بزعم أنه كان يحرض البدو علي التجمهر والاعتصام احتجاجًا علي عنف الأجهزة الأمنية بحق المواطنين في سيناء. وقد شاركت في الوقفة زوجته وآخرون من تيارات سياسية مختلفة أبرزهم المناضل الاشتراكي كمال خليل، الذي هتف : «مسعد يا أخانا.. كيف العتمة في الزنزانة». النظام الذي لا يعرف لغة غير القمع، يخاف من مدون وصاحب رأي، يخاف من حرية الكيبورد.. يخاف من الأفكار المسالمة لأنه نظام لا يفكر. يقول مسعد أبو فجر عن روايته «طلعة البدن» : «الفنان هو من يسير بسيارته في اليسار دائما، لا أقصد اليسار بالمعني السياسي لكني أقصد المخالفة. أنا نشأت وعشت وذهبت إلي المدرسة تحت الاحتلال. انتظرت التحرير بفارغ الصبر.