المادة الخاصة بوفاة «جذع المخ» تسمح بتجارة الأعضاء د.شريف مختار أكد الدكتور شريف مختار - رائد طب الحالات الحرجة في مصر - أنه لابد من مناقشة موت جذع المخ بعيدًا عن الدين ناصحًا بعدم إقحام كتاب الله في مناقشة قضايا طبية بحتة. جاء ذلك في الوقت الذي احتدم فيه الجدل الطبي والديني حول هذه القضية بمجلسي الشعب والشوري ونبه د. مختار إلي خطأ تسمية الحالات التي تعرضت لغيبوبة طويلة لايفيق منها المريض بوفاة «جذع المخ» كحالتي الممثلة الشهيرة «سعاد نصر» و«إريئيل شارون»- رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق - وشخص هذه الحالات ب «وفاة الشخصية» وليس الشخص نفسه، خاصة أن أعضاء جسم المريض تعمل حتي إن كانت مرتبطة بجهاز التنفس الصناعي. ولفت د. مختار نظر الحضور في الندوة التي أقيمت بقسم الطب الشرعي بكلية طب قصر العيني برئاسة الدكتورة دينا شكري - حول حقيقة جذع المخ بين الطب والدين والتي حضرها عدد من الشخصيات العامة وبعض رواد الطب ومنهم الدكتور صالح فخري - أستاذ الطب الشرعي -0 والدكتورة هبة قطب - أستاذ الطب الشرعي بكلية طب قصر العيني - كما كشف عن وجود ردة فعل علمية وفكرية تسود فئات المجتمع المصري بإعلاء ما يسمي بقيم التدين المزيف فضلاً عن المشاريع العلمية بدعوي الدين منبها أن رفض قانون زراعة الأعضاء يمثل مصيبة قد تعيق إصداره لعشر سنين مقبلة. شدد علي ضرورة إسناد مسئولية تحديد وفاة جذع المخ لمجموعة من الأطباء الثقاة غير المعنيين بمصالح شخصية في إعلان الوفاة أو استقطاع الأعضاء واعترض مختار علي تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين. من جانبه أكد الدكتور فخري صالح - كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل السابق - وجود عدد من المعوقات القانونية والشرعية التي تعترض تطبيق مادة وفاة جذع المخ موضحًا أن من أبرزها الآثار القانونية المترتبة علي الوفاة مثل المواريث والمعاش والزواج. قال صالح إن مادة وفاة جذع المخ تعد النافذة الخلفية للاتجار في الأعضاء مؤكدًا أنه لا يمكن الحكم بالوفاة علي الشخص المشخص بوفاة جذع المخ، وأن الطبيب الشرعي أو مفتش الصحة لن يستطيع إعلان وفاة الشخص قانونيا طالما لا يزال مرتبطا بالأجهزة. ونفي إطلاق وصف وفاة «جذع المخ» علي مرضي الغيبوبة مشيرًا إلي أن الأقرب للصواب هو إطلاق وصف إصابات جذع المخ الناتجة عن الحوادث القدرية أو الجنائية بدلاً من ذلك، موضحًا أن وفاة جذع المخ ستخلق العديد من المشاكل القانونية والجنائية والأخلاقية بالمجتمع واقترح فخري إنشاء هيئة خيرية للإنفاق علي مرضي إصابات جذع المخ بغرف العناية المركزة بدلا من قتلهم - علي حد وصفه-. في الإطار ذاته شدد الدكتور صلاح سند - أستاذ أمراض النسا والتوليد بطب قصر العيني - علي وجود العديد من الدلائل في القرآن علي وفاة جذع المخ مؤكدًا علي إسناد تحديد حالات وفاة جذع المخ للجنة من الأطباء الثقاة المدربين من مختلف التخصصات، مثل أطباء العناية المركزة والمخ والأعصاب والقلب والتخدير محذرًا من عدم التسرع في إطلاق الحكم علي هذه الحالات. وناشد د. صالح جميع الجهات المعنية بهذا الأمر علي ضرورة الاعتراف بحالات وفاة جذع المخ، خاصة أن تلك الحالات لاشفاء منها وأن المريض لا يعود من خلالها للحياة مرة أخري.