في عبارة خاطفة ذكر الكاتب الصحفي «إبراهيم عيسي» أن أستاذ الصحافة «مصطفي أمين» تزوج «أم كلثوم» وأحب «شادية».. جاء ذلك في مقاله قبل الأخير بالدستور الأسبوعي.. هذه المعلومة التي أخذت رائحة ومذاق الحقيقة لا أساس لها من الصحة ولا يمكن أيضاً أن تكون كذلك.. سبق وأن ذكرت حكاية الزواج «د. رتيبة الحفني» أستاذة الموسيقي والعميدة السابقة لمعهد الموسيقي العربية وأيضاً أعاد كتابتها الناقد الكبير الراحل «رجاء النقاش» سرت هذه الشائعة في أعقاب القبض علي «مصطفي» عام 1964، وذلك لأن رجل المخابرات المنوط به التحفظ علي متعلقات «مصطفي أمين» عندما فتح درج مكتبه في «أخبار اليوم» عثر علي ورقة زواجه العرفي من الفنانة «شادية» ورجل المخابرات الذي أتحدث عنه زوج للإعلامية الكبيرة «د. درية شرف الدين» مع مرور الزمن لم يتبق في الذاكرة سوي أن «مصطفي أمين» تزوج من مطربة شهيرة.. «أم كلثوم» في ذلك الوقت كانت زوجة «د. حسن الحفناوي» والذي اقترن بها منذ عام 54. ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل إن الحكايات لم تتوقف بين «أم كلثوم» و«مصطفي أمين» قالوا إنها بعد إلقاء القبض عليه في حفل عيد ميلاد الثورة أثناء لقاء جمع بين «عبد الناصر» و«أم كلثوم» و«محمد عبدالوهاب» تطرق الحوار إلي «مصطفي أمين» قال «محمد عبدالوهاب»: المسيء يأخذ جزاءه يا ريس، بينما قالت «أم كلثوم» إن «مصطفي» رجل وطني ولا يمكن أن يتجسس علي مصر.. وعندما غنت «أم كلثوم» هذا المقطع في قصيدة الأطلال كان التفسير السياسي هو المسيطر تقول فيه «أعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شيئًا» قالوا إن «أم كلثوم» توجه رسالة إلي «عبد الناصر» تستعطفه أن يطلق سراح «مصطفي أمين».. «آه من قيدك أدمي معصمي لما أبقيه وما أبقي عليّ».. كلها بالطبع من وحي خيالنا؛ لأن «إبراهيم ناجي» شاعر «الأطلال» رحل عام 53!! كان «مصطفي أمين» هو أقرب الأصدقاء لأم كلثوم وكتب لها قصة فيلم «فاطمة» كما كتب أيضاً لشادية قصة فيلم «معبودة الجماهير» وحكي لي الموسيقار الكبير «محمود الشريف» في مذكراته التي نشرتها في كتاب عنوانه «أنا والعذاب وأم كلثوم» أن «مصطفي أمين» هو الذي نشر في عام 1946 خبر زواجه من «أم كلثوم» وهو بعدها بأسبوع الذي كتب مقالاً آخر عنوانه «جنازة حب» عندما تدخل القصر ليمنع زواجهما.. وظل «محمود الشريف» غاضباً من «مصطفي أمين» ليس لأنه أحب «أم كلثوم» ولكن لأنه لعب هذا الدور لصالح القصر.. رحلت «أم كلثوم» في 3 فبراير 1975 وكان «مصطفي أمين» صديقاً مقرباً، بل هو الأقرب لها.. لكن لا حب ولا زواج، فقط صداقة!!