سيلفيو برلسكونى رئيس الوزراء الإيطالي يبدو شاحبا فى قراراته السياسية، وبخاصة بعد الهزيمة المدوية لحزبه فى الانتخابات البلدية الجزئية والتى جرت فى إيطاليا قبل أسبوعين، وبخاصة فى معقله ميلانو، بيرلسكونى الخاسر دائما أعلن بعد لقائه برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو رفضه اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في شهر سبتمبر المقبل، ومطالبة القيادة الفلسطينية باستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الصهيونية كخيار وحيد لحل القضية الفلسطينية. للاسف بيرلسكونى لايتعلم من اخطائه ، وتعرض لخسارة جديدة تضاف الى خسائره التى لاتنتهى، النكسة الجديدة فى إقبال الإيطاليين بنسبة عالية على التصويت في استفتاءات أطلقتها المعارضة حول إسقاط الحصانة الجنائية بيرلسكونى ، والإلغاء النهائي للطاقة النووية ومنع خصخصة توزيع المياه، حيث تجاوزت نسبة المشاركة فى الاستفتاء ال 50%، بل يؤكد البعض انها وصلت الى 57% أي أعلى بكثير من نسبة الخمسين بالمئة زائد واحد المطلوبة لكي تعتمد نتيجة هذه الاستفتاءات وفقا لأرقام وزارة الداخلية المتعلقة ب 50% من المناطق ، وكانت المعارضة الايطالية من اليسار والوسط قد روجت لهذا الاستفتاء لالغاء القوانين الذى يعتزم بيرلسكونى اقرارها ، وهى خصخصة المياه والطاقة النووية ، ولم تسجل هذه النسبة في إيطاليا لهذا النوع من الاستفتاءات الشعبية منذ 16 سنة. الى جانب استطلاع للرأي أجراه معهد «اي ام جي» اكد أن غالبية ساحقة من الإيطاليين (اكثر من 90% عن كل سؤال) رفضت قوانين برلوسكوني التي تنص على العودة إلى الطاقة النووية وفتح إدارة وتوزيع المياه أمام القطاع الخاص ومنح نوع من حصانة لرئيس الحكومة، وحتى قبل انتهاء عمليات التصويت أقر برلوسكوني بأن «الشعب الإيطالي يقرر على الأرجح وداع المحطات النووية». لكن برلوسكوني الذي يحاكم حاليا في ثلاث قضايا منها فضيحة روبي جايت، يخشى بشكل خاص الاستفتاء حول إلغاء قانون معروف ب»التغيب المشروع» الذي يسمح له بألا يمثل أمام المحكمة بسبب التزاماته كرئيس للوزراء. برلسكوني الهمام جاب آخره معانا ، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو بعد اجتماعهما في روما امس “نحن لا نؤمن بأن السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يتحقق من خلال الحلول الفردية من الجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي. أعتقد انه لا يمكن بلوغ السلام إلا عبر المفاوضات”. وتفادى الإجابة مباشرة عن سؤاله عما إذا كانت إيطاليا ضد اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين ، طبعا نتنياهو وجه كلامه لبيرلسكونى ، “أشكركم على موقفكم الواضح ضد محاولة الالتفاف على مفاوضات السلام”. وأضاف “صديقي سيلفيو، صديق شخصي رائع، ولكن أيضاً صديق رائع للشعب اليهودي والدولة اليهودية. وهذا الكلام نابع من قلبي”. رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو وجد ضالته المنشودة فى روما اثناء لقائه ببيرلسكونى ، ووجد حليفا للصهاينة فى الوقت المناسب ليسانده الرأى بضرورة رفض الاممالمتحدة لقيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد ، وبخاصة اذا علمنا ان الفلسطينيين فى حاجة الى موافقة حوالى 130 دولة لاعلان قيام الدولة الفلسطينية ، وعبر نتنياهو عن حبه وتقديره لرئيس الوزراء الايطالى حينما قال له امام الصحفيين فى المؤتمر الصحفى صديقي سيلفيو، صديق شخصي رائع، ولكن أيضاً صديق رائع للشعب اليهودي والدولة اليهودية ، وهذا الكلام نابع من قلبي ، ولكن رئيس الوزراء الصهيونى نسى ان بيرلسكونى يعانى الامرين من شعبه بسبب افعاله واتهامات بافعال فاضحة مع جايت ، او الاستفتاء الاخير الذى عبر فيه الشعب الايطالى عن رأيه وعارض كل قراراته ، او استطلاع الرأى الاخير الذى قال فيه 90% لا لبيرلسكونى ، وقبل كل هذا الانتخابات البلدية الاخيرة الذى خسرها بيرلسكونى فى ايطاليا ، وبخاصة فى معقله ميلانو ، وتصريحات بابا الفاتيكان امس بشأن الملف النووى الايطالى وحذر من التكنولوجيا المحفوفة بالمخاطر ، مذكرا بما حدث فى اليابان ، وفى النهاية فان شمس بيرلسكونى اصبحت على وشك المغيب القسرى ، بعد افعاله المشينة التى لاتنتهى ، سواء السياسية ، او الاخلاقية ، ليس هذا فقط فقد تعرض للضرب المبرح من احد مشجعى ناديه ميلان ، نقل بيرلسكونى الى المستشفى قى مشهد تابعه الجميع على شاشات التلفاز ، ويصر بيرلسكونى ان يكون الخاسر الاكبر دائما .