قمة مصرية إيطالية لبحث إحياء عملية السلام

2009 عام التعاون التكنولوجي مع ايطاليا
أكد الرئيس حسني مبارك الثلاثاء أن مشاوراته مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني تناولت الوضع الاقليمي في الشرق الأوسط ، بالتركيز على قضية السلام ، والتطورات ذات الصلة بأمن منطقة الخليج والوضع في كل من دارفور والصومال .
وأضاف الرئيس مبارك - في كلمة افتتاحية في مستهل المؤتمر الصحفي المشترك مع بيرلسكونى عقب مباحثاتهما - أنه استعرض مع برلسكونى نتائج لقائه الاثنين مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ولقائه الاسبوع الماضي مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس . كما استعرضا جهود مصر حيال الوضع في غزة وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني .
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية ،اشار مبارك الى اننا استعرضنا تداعيات الأزمة الراهنة للاقتصاد العالمى . والمخاطر المستمرة للارهاب وأسلحة الدمار الشامل وما تمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين .
وعقب الجلسة الثنائية ، عقد مبارك وبيرلسكونى جلسة مباحثات موسعة ظهر الثلاثاء ركزت على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وزيادة الاستثمارات الايطالية فى السوق المصرية وزيادة عدد السائحين الايطاليين إلى مصر.
وخلال القمة ، شهد الرئيس مبارك وبيرلسكونى توقيع اتفاقيات دعم التعاون الثنائى بين مصر وإيطاليا.
2009 عام التعاون التكنولوجي مع ايطاليا
من جهته قال سيلفيو بيرلسكونى رئيس الوزراء الايطالي : "لقد وقعت مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بروتوكول التعاون , ونحن نبدأ 80 مبادرة ملموسة للتعاون خلال عام 2009" , مضيفا : "إننا نعلن بروح التميز فى التعاون عام 2009 عاما للتعاون فى العلوم والتكنولوجيا بين البلدين".
واضاف فى كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك إن شخصية الرئيس حسنى مبارك تحظى بتقدير الجميع . منوها بأن مصر تقوم بدور جوهرى للتوصل إلى حلول للمشكلات التى تعانى منها منطقة الشرق الأوسط . وأبدى ارتياحه ورضاه عن نتائج الشراكة المتميزة بين البلدين .
معربا عن أمله في نجاح المشاريع التى ستنجز فى إطار هذه الشراكة وأشاد بدور الرئيس مبارك فيما يتعلق بالسيطرة على الوضع الصعب فى الشرق الأوسط . موضحا أنه استفاد من خبرة الرئيس فى تقديم صورة مفصلة حول الأوضاع فى المنطقة .
ونوه رئيس الوزراء الايطالى بالتعاون المصرى - الايطالى المشترك وما بذله الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فى هذا الصدد لتحقيق التميز فى العلاقات بين البلدين .
وقال برلسكونى إنه قدم إلى مصر لتوقيع العديد من الاتفاقات وأن المحادثات تطرقت أيضا إلى استعراض العديد من المشروعات التى سيتم انجازها فى المستقبل . معربا عن أمله فى أن ترى النور فى القريب العاجل .
ونوه برلسكونى بتوقيع اتفاق بين وزارة البترول في مصر وكبرى الشركات الايطالية العاملة فى هذا القطاع والتى ستؤدى إلى مضاعفة قدرات انتاج الغاز فى دمياط والقيام بعمليات تنقيب فى سيناء حيث يعتقد وجود إمكانيات هائلة من الغاز .
وتوقع أن يؤدى هذا التفاعل بين البلدين إلى تحقيق نتائج إيجابية جدا ومرضية جدا لمصلحة الشعبين مؤكدا أن الأهمية الكبيرة لهذه الاتفاقيات .
وأعرب عن تطلعه إلى المضى قدما في التعاون العلمي عن طريق الجامعة الايطالية المصرية .
وأكد اعتزام ايطاليا تقديم الدعم للدول الافريقية التى تحتاج إليه وذلك من خلال اجتماع "ال جى إيه" بحضور رئيس الاتحاد الافريقى (قائد الثورة الليبية) العقيد معمر القذافى .
وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون من المهم لايطاليا والدول الأخرى الحصول على دعم دولة مثل مصر ممثلة فى شخص الرئيس مبارك تعرف مشكلات افريقيا وعلى دراية كبيرة بهمومها .
وأشاد برلسكونى بالجهد الكبير الذى بذله الرئيس مبارك فى هذا الصدد حتى الآن . مشيرا إلى أن أوضاعا في القارة الافريقية تثير انزعاج العالم برمته وليس الغرب وحده .
وتمنى رئيس الوزراء الايطالى فى ختام كلمته التوفيق لرجال الأعمال الايطاليين وأن يتمكنوا من تحقيق النجاح فى مصر .
وردا على سؤال بشأن الهجرة غير الشرعية قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس حسني مبارك عقب مباحثاتهما في شرم الشيخ "تكلمنا عن مشكلة الهجرة وضغط الهجرة من القارة الافريقية المتوجهة إلي ايطاليا والدول الأوروبية الأخرى وتوقفنا تحديدا عند دراسة الأمم المتحدة التي تتوقع ارتفاعا في عدد سكان العالم بمعدل ملياري نسمة خلال العقدين القادمين" .
وأشار إلى أن هذه الزيادة متوقع أن تتحقق بشكل خاص في الدول التي تقع اليوم خارج نطاق الرخاء والرفاهية وأذ ذلك يعني أنه خلال ست سنوات سنجد أنفسنا أمام ستة مليارات نسمة يعيشون في الدول الموجودة حاليا في حالة فقر ومليار و800 مليون شخص يعيشون في الدول التي تتمتع بالرخاء والرفاهية والثروة .
ولفت إلى أن هذا سيؤدى إلى زيادة حدة ضغط الهجرة التى ستصبح غير قابلة للمواجهة إذا لم تتغير الأمور في هذه الدول التي تعيش اليوم خارج نطاق الرفاهية .
وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس حسني مبارك عقب مباحثاتهما في شرم الشيخ إنه تحدث مع الرئيس مبارك عما يمكن أن يقوما به من أجل دول افريقيا .
وأضاف : "أنا التزمت بأن أنقل عرض التعاون من قبل الرئيس مبارك على طاولة رؤساء مجلس أوروبا" .
وأكد أن المساعدة التي يمكن أن تقدمها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية لها أهمية كبيرة . مشيرا إلى أنه اتفق مع الرئيس مبارك على أن المساعدات يجب ألا تتمثل في معونات مالية بل يجب أن تكون ملموسة مثل مشاريع المدارس والمستشفيات والطرق .
وتابع رئيس الوزراء الايطالي: "هذه هي الفلسفة التي نتفق عليها ونريد أن نساهم معا في إشراك الدول الأخرى العربية والغربية فيها" .
من جانبه قال الرئيس مبارك: "اتفقنا خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء الايطالي أن يقوم وزيرا الخارجية في الجانبين ببحث هذا الموضوع ووضع خطة حتى يتبناها الرئيس برلسكوني مع الاتحاد الأوروبي" .
وعن مطالب مصر خلال الزيارة المرتقبة للرئيس إلى أمريكا قال الرئيس مبارك إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحسين صورتها خصوصا بعد الادارة السابقة موضحا أن ما يهم المنطقة العربية هي القضية الفلسطينية بالأساس .
ولفت إلى أنه التقى الاثنين مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وتحدث معه في هذا الموضوع وأن نتنياهو له أفكار أخرى بالنسبة لدول أخرى .
وأوضح الرئيس مبارك أنه تحدث مع نتنياهو عن القضية الفلسطينية التي هى لب المشكلة في المنطقة وتسبب الكراهية لإسرائيل والعزوف عن الولايات المتحدة مضيفا أن نتنياهو أبلغه أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة "حكومة سلام" وستبذل أقصى جهد .
وأشار إلى أن نتنياهو يرغب في العمل على ثلاثة مسارات على أن يكون كل مسار متوازيا مع الآخر .
وأوضح الرئيس مبارك أنه أبلغ نتنياهو بأن هذا الطرح لا يمكن تنفيذه إذ لابد من البدء في خطوة كبيرة كي تتشجع الدول العربية من جانبها على أخذ خطوة هى الأخرى .
وعن الدعم الايطالي للرؤية المصرية فيما يتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني: "نحن نقدر ونثمن كثيرا الدور الذي يقوم به الرئيس مبارك والذي قام به خلال كل هذه السنوات بحثا عن التوصل لاتفاق" .
وأشار رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني إلى أنه التقى كثيرا خلال 15 عاما مع الرئيس حسني مبارك وقال: "أضفنا إلى جهوده تعاوننا حتى نتمكن من التئام الجرح الذي لا يعني الشرق الأوسط وحده ولكن يعني العالم برمته هذا الجرح هو القضية الفلسطينية".
وأضاف أنه قدم بعض المشاريع لتيسير التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لافتا إلى أنه طرح قبل سنوات مشروع خطط مارشال من أجل فلسطين .
وأوضح أن المشروع عبارة عن خطة لدعم وتنفيذ مشاريع لصالح الاقتصاد الفلسطيني تتضمن بين أمور أخرى إنشاء ميناء جوي في الضفة الغربية التي تضم أماكن سياحة دينية مثل بيت لحم وغيرها فضلا عن إقامة منشآت سياحية من قبل كبريات الشركات والفنادق العالمية التي استشرناها والتي أعلنت عن استعدادها للالتزام في هذا الاتجاه فضلا عن تنفيذ هياكل انتاجية في الضفة الغربية .
وأعرب عن اعتقاده بأن خطة مارشال التي حظيت بتأييد الأوروبيين يمكن أن تكون حافزا على تحقيق دفعة للتوصل إلى اتفاق .
وقال برلسكوني: "اعتقد أن ارادة التوصل لاتفاق يجب أن تكون من الجانب الإسرائيلي أيضا ولا شك أن إسرائيل بدورها يجب أن تتسم بالمرونة وأن تجلس على طاولة المفاوضات" .
وأضاف "للحظة اعتقدنا أننا قد صرنا قريبين من اتفاق عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت استعداده للتنازل عن الأرض المحتلة ثم جاءت مسألة الحرب في غزة وأصبحت الأمور أكثر صعوبة واليوم هناك حكومة يمين وسط في إسرائيل" .
وأشار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني إلى أنه التقى مع وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان خلال الأيام الماضية وأن الرئيس حسني مبارك التقى مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي أعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق .
وقال برلسكوني: "لكن هناك أيضا مسالة الانقسام والمسافة الموجودة بين فتح وحماس وقريبا ستكون هناك انتخابات ستحدد لمن سيكون الفوز من الجانبين" .
وأكد ضرورة المضي في اتجاه حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية "وأيضا إعطاء دولة إسرائيل ضمان وجود غير قابل للارهاب" لأن إسرائيل محاطة بدول إسلامية وعربية وهي بلاشك تدرك هذا الوضع .
وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت ممكن وتأييده الكامل لجهود الرئيس حسني مبارك في الوساطة بين الجانبين من أجل التوصل إلى السلام .
وعن المصالحة الفلسطينية قال الرئيس حسني مبارك إن الانقسام الفلسطيني لن يؤدى إلى حل القضية الفلسطينية على الاطلاق لأنه يعطى العذر للجانب الإسرائيلي وإذا استمر الوضع على ما هو ولم يتحد الجانبان في غزة والضفة فهذه "أجمل هدية لإسرائيل" لعدم التفاوض وعدم الحل موضحا أن إسرائيل في "أسعد حالتها" بسبب الانقسام الفلسطيني .
وأضاف الرئيس مبارك أنه عندما يتحدث مع الأمريكيين والدول الأخرى يقولون مع من التفاوض الضفة الغربية أم قطاع غزة مطالبا الفلسطينيين بالاتحاد من أجل تحقيق حل الدولتين .
كما طالب الرئيس مبارك الجانب الإسرائيلي بفتح المعابر بين الضفة وغزة كي يختلط الجانبان .
(أ.ش.أ)