اكد الرئيس حسنى مبارك أن علاقات الشراكة الإستراتيجية التى أطلقت بين مصر وإيطاليا عام 2008 وضعت التعاون بين البلدين على مسار جديد، وأعطت علاقتهما التاريخية الوطيدة دفعة جديدة إلى الأمام. جاء ذلك فى الكلمة الافتتاحية التى ألقاها الرئيس مبارك الأربعاء فى مستهل الاجتماع الموسع مع رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى بحضور وفدى البلدين والتى وجه فيها الشكر لبرلسكونى، الذى وصفه ب"الصديق العزيز". ركزت القمة بشكل أساسى على العلاقات الثنائية والتعاون فى مختلف مجالات الاستثمار والتجارة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتدريب العمالة، وتناولت مجمل الوضع فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود إحياء عملية السلام وتطورات الأوضاع فى العراق واليمن والسودان والقرن الأفريقى والصومال. وقد رحب برلسكوني عقب جلسة محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك -فى كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفى -بمحادثات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين وقال ان ثمة اتفاق كامل بينه وبين مبارك على ضرورة بذل كافة الجهود من أجل مداوة "الجرح" في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح برلسكوني أن الاتفاق بين الجانبين الايطالي والمصري يمتد أيضا الى البرنامج النووي الإيراني حيث يؤيد الجانبان الحل السلمي للمسألة. وأشاد برلسكوني بالرئيس المصري مبارك وقال"نحن سعداء بعودة الرئيس مبارك لكامل نشاطه". ويذكر أن مبارك تغيب عن حضور القمة العربية الأخيرة في ليبيا بسبب ظروف مرضه، وقال برلسكوني إن مبارك في كامل لياقته ونشاطه وحيويته وذلك خلال زيارته الحالية لإيطاليا التي تعد أول رحلة خارجية يقوم بها بعد مرضه الأخير كما أضاف أن مبارك يتمتع بشباب دائم. وتوجه مبارك82 عاما بالشكر لبرلسكوني ودعاه لزيارة القاهرة قريبا. وقد استعرض الرئيس مبارك وبرلسكونى خطة العمل الثنائى والتقدم الذى تم إحرازه بشأن العلاقات الإستراتيجية بين البلدين على ضوء القمة الثانية التى عقدت بينهما بمدينة شرم الشيخ العام الماضى، وكذلك خطة العمل الجديدة للانطلاق خلال المرحلة المقبلة فى ضوء مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون التى سيوقع عليها الوزراء من الطرفين، والتى من شأنها دفع التعاون الإستراتيجى بين البلدين والاستجابة لمصالح البلدين والاحتياجات الحقيقية والأولويات التى توليها مصر أهمية فى دفع عجلة التنمية. كما تم التطرق إلى مشروع الممر الأخضر لربط الموانىء الإيطالية بمصر لسرعة نقل البضائع إلى الأسواق الأوروبية وذلك من خلال ربط ميناءى دمياط وبورسعيد بميناء بكرستيا وميناء الأسكندرية بفينيسيا، والذى من المقرر تدشينه غدا الخميس فى احتفالية يشهدها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بالإضافة إلى بحث مراحل إنشاء الجامعة الإيطالية فى مصر التى أمر الرئيس بتخصيص الأرض لها على أن تكون مخصصة للتعليم الفنى وعلى أن تبدأ الدراسة بها عام 2017. وكان الملف السياسى والأوضاع الإقليمية فى قلب مباحثات الرئيس مبارك وبرلسكونى حيث تم تناول الأوضاع الإقليمية والدولية وجهود إحياء عملية السلام مع قرب انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستمع رئيس الوزراء الإيطالى إلى وجهة نظر الرئيس مبارك وتقديره حول الملف النووى الإيرانى والوضع فى اليمن والعراق والسودان ودارفور والقرن الأفريقى والصومال.