في واحدة من أطرف الدعايا الانتخابية الرئاسية في العالم طرح الرئيس الإندونيسي سوسيلو يودويونو ألبومه الغنائي الثالث بعنوان «أثق في نجاحي»، في خطوة يراها فرصة لرفع شعبيته قبيل الانتخابات الرئاسية، و في الوقت الذي تمر فيه البلاد بكبوة اقتصادية عكس وعوده الانتخابية السابقة في 2004، ورآها المعارضون خطوة غير مناسبة في هذا التوقيت، وعلق الرئيس الذي يهوي موسيقي «البوب»: «مع كفاحي لخدمة البلاد، أعبر أحيانا في أوقات فراغي عن مشاعري بشكل فني». ويري المدافعون عن هذه الخطوة المثيرة للجدل أن الرئيس وجد أن الغناء وتلحين الأغاني نوع من التأمل، وهو يمارس ذلك منذ أن كان في المدرسة الثانوية وأثناء خدمته بالجيش، وذكر أنه لحن أغاني الألبوم علي مدار 18 شهرًا، وأنه يقوم بالتلحين في أي وقت وأي مكان، بما في ذلك الرحلات الخارجية وأيضا في القصر الرئاسي، ومن المقرر أن يتم التبرع بحصيلة بيع الألبوم لجمعيات خيرية تعليمية وغيرها. وبينما يحاول يودويونو استعادة شعبيته التي تأثرت بسبب مشاكل اقتصادية نتيجة لعملية إنقاذ باهظة التكلفة لبنك محلي في عام 2008، بإصدار ألبومه «أثق في نجاحي»، رآها البعض خطوة غير مناسبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، كان ذلك مفاجأة للكثيرين الذين يرون أن الرئيس أتيحت له فرصة الغناء بينما الشعب يبكي». يودويونو ليس رئيسًا عاشقًا للموسيقي فحسب بل «فيلسوفًا سياسيًا» فقد وضع للعالم تسعة شروط إلزامية لتحقيق التناغم بين الحضارات،أول هذه الشروط الإلزامية جعل القرن الحادي والعشرين قرن القوة الرقيقة ،والشرط الإلزامي الثاني هو تكثيف الحوار العالمي والامتداد إلي سائر أنحاء العالم. أما الشرط الثالث فهو الحاجة لإيجاد حل للنزاعات السياسية التي تدق إسفيناً بين العالمين العربي والإسلامي، والرابع هو تقوية أصوات الاعتدال في المجتمعات، والخامس التعدّدية الثقافية والتسامح، والسادس هو جعل العولمة تعمل لصالح الجميع، والسابع هو إصلاح الحاكمية العالمية والثامن هو التعليم. أخيرًا الشرط التاسع هو الضمير العالمي في الانتخابات الماضية عام2004 كان يودويونو هو المرشح الأكثر شعبية، وحصل الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه يودويونو علي نسبة عشرين في المائة من أصوات الانتخابات البرلمانية، ورأي الخبراء الاقتصاديون حينها أن يودويونو هو الرجل المناسب، حيث استلم مهام الوزير المنسق للشئون الاقتصادية. وقد ساهم بإنقاذ إندونيسيا من الأزمة الاقتصادية العالمية. وهذا ما يراه علي الأقل الكثير من عامة الناس الذين يدينون للرئيس يودويونو بخفض أسعار الوقود ثلاث مرات. ووضع يودويونو علي رأس وعوده الانتخابية مكافحة المحسوبية والمحاباة، وتقديم تعليم مجاني للفقراء، وكذلك رعاية صحية مجانية للفقراء ومكافحة الفقر، واعتمادات لرجال الأعمال الصغار وأنواع دعم أخري، وكان شعار حملته الانتخابية هو «الاستمرار»، وقال: إن هذا لا يعني فقط الاستمرار بالسياسة الاقتصادية الحالية، وإنما أيضاً الكفاح ضد الفساد، الكفاح الذي تتميز به حكومة يودويونو. وبشعار «الاستمرار» أيضا انتقد المرشحين المنافسين بشكل غير مباشر، وبالأخص الرئيسة السابقة ميجاواتي سوكارنو بوتري.