المنع العربي يحبط إحياء ذكرى النكسة في لبنان وقطاع غزة رعب داخل إسرائيل على كل حدودها العربية في ذكرى النكسة رعب داخل إسرائيل وأجواء ملتهبة على كل حدودها العربية.. تلك كانت هي الصورة التي يأملها الشباب الفلسطيني في الذكرى ال 44 لنكسة 5 يونيو عام 1967 لتشابه مع حدث في ذكرى النكبة منتصف مايو الماضي. ولكن تلك الصورة لم تكتمل بصورة كلية، فبرغم الأحداث الملتهبة على هضبة الجولان السورية وفي معبر قلنديا برام الله في الضفة الغربية، إلا أن حالة المنع التي فرضتها قوات الأمن على الحدود اللبنانية والأردنية، علاوة على رفض الشرطة الفلسطينية تنظيم مسيرات في بيت حانون بقطاع غزة. حيث لم يكن التأهب الأمني من جانب القوات الإسرائيلية فقط، بل احتشدت قوات الأمن اللبنانية لمنع أي فلسطيني يسعى للتظاهر السلمي أمام الحدود معبراً عن رفضه للاحتلال. حيث رفعت قوات الجيش اللبناني درجة تأهبها للقصوى ومنعت تنظيم أية مسيرات لحدودها، والتي كان من المتوقع أن تكون في كفر كلا القريبة من بلدة مارون الراس التي شهدت في ذكرى النكبة سقوط عشرة شهداء وإصابة نحو 112 شخص. وأعربت عدد من الفصائل الفلسطينية عن أسفها وخيبة أملها من الموقف الرسمي الأمني اللبناني، ونظموا أكثر من وفقة احتجاجية على المنع الأمني اللبناني لهم. ولم يكن الأمر مختلفاً في بيت حانون بقطاع غزة، بعدما اختزلت الاحتجاجات في نصف ساعة فقط بمسيرة شارك فيها عدد من الوفود الرسمية للفصائل الفلسطينية منعتها الشرطة الفلسطينية من الاقتراب من معبر إيريز الإسرائيلي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طاردت الشرطة الفلسطينية واعتقلت مجموعة من الشباب حاولوا اختراق الحواجز الأمنية التي نشرتها على الطريق المؤدي للمعبر. لكن الرعب انتشر في عيون جنود الاحتلال عند معبر قلنديا برام الله، واقتحموا المنازل والمحال التجارية في مخيم قلنديا لإحباط مسيرة كان من المزمع أن تصل من رام الله إلى الحاجز العسكري شمال القدسالمحتلة. واعتلى الجنود الإسرائيليون أسطح المنازل موجهين القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي للشباب الفلسطيني، وانتشرت حالة من الكر والفر بين الطرفين أسفرت عن وقوع إصابات عدد من المتظاهرين. ورغم القمع العنيف تجاه كل المسيرة السلمية، إلا أن عشرات من النشطاء أبرزهم السياسي الفلسطيني البارز مصطفى البرغوثي تمكنوا من الوصول للحاجز العسكري، لكن الجنود الإسرائيليين تعرضوا لهم بالضرب. وكانت الأمور أكثر اشتعالاً عند قرية مجدل شمس في هضبة الجولان، حيث سعى الشباب الفلسطيني والسوري لتكرار اختراقهم الحدود مع إسرائيل كما حدث في ذكرى النكبة، وهو ما قابلته قوات الاحتلال تلك المرة باستعدادات كبيرة بحفرها خندقاً على طول الشريط الحدودي لمنع تدفق المتظاهرين. وكانت طلقات الرصاص في استقبال كل من حاول عبور أو الوصول للخندق الحدودي؛ ما أسفر عن سقوط العشرات من المصابين بالإضافة إلى "استشهاد عدد آخر" بحسب ما أعلنه التليفزيون السوري.