من حق مانويل جوزيه إذا حصل على بطولة الدورى هذا العام أن يخرج لسانه للجميع ويقول "بالفم المليان" أنا أسطورة لن تتكرر فى تاريخ الكرة، لكن عليه أيضا أن يتذكر أنه أسطورة صنعها حسام حسن ولاعبو الزمالك! هذه هى الحقيقة التى غالبا ما تكون صادمة، فجوزيه ليس المهدى المنتظر لجماهير الأهلى لكن بفضل حسام حسن ولاعبيه الأفذاذ صار كل شئ، فالأهلوية أصبحوا يرون أنه معجزة تدريبة وفلته من فلتات القدر ولا يرون أنه واحدا من كثيرين قاموا بتدريب الأهلى وحصلوا معه على كل البطولات التى اشتركوا فيها، وبعد ان تركوا الأهلى استطاعوا تحقيق بطولات مع أندية أخرى بينما جوزيه لا يوجد فى تاريخه سوى الأهلى الذى يحصل على البطولات قبل مولده. لكن هذا الدورى شئ وال35 دورى التى حصل عليها الأهلى طوال الستين عاما الماضية شئ آخر، فهذا الدورى جاء من بعيد جدا ويعود الفضل لقربه لعوامل كثيرة أهمها ياسر محمود "حكم العام" الذى أتمنى أن يوقع عليه الكشف الطبى ليس من باب التهكم ولكن من باب التأكد أنه كان يستحق أن تصرف له إعانة عاجلة لشراء نظارة طبية ليدير بقية مباريات دورى التنس لأنه لا يوجد به سوى لاعبين فقط حتى يراهم الحكم بوضوح. لكن يجب الاعتراف انه إذا حصل الأهلى على الدورى يجب أن يحصل حسام حسن ولاعبوه على وسام النادى الأهلى من الطبقة الأولى عن جدارة واستحقاق فلولاهم ما أصبح جوزية أسطورة وما صار الأهلى فوق الجميع. فلاعبو الزمالك لم يعودوا ملوك "الفن" سوى فى الهزائم ولم يصبحوا أساتذة "الهندسة" إلا فى التآمر وإلقاء اللوم على كل شئ إلا أنفسهم لدرجة أنهم أصبحوا يتفنون فى اصطياد الهزيمة مهما كانت بعيدة، ومن هنا جعلوا من مدرب برتغالى لم يكن يعرفه أحد خارج محيط أسرته، مدرب فذ وعالمى وساحر لا يمكن مقاومة سحره الذى يفوق سحرة فرعون! وربما وجدنا بعد نهاية الدورى أن بعض الجماهير تتطالب بعمل "مقام" له باعتباره من أولياء الله الصالحين الذين حققوا المعجزات، فبعد أن ظن الجميع -وبعض الظن إثم- أن الدورى انتهى وذهب لصاحب نصيبه بعد نهاية الدور الأول جاء الساحر البرتغالى الذى أعاد الروح للأهلى ونفخ الحياة فى درع الدورى وأعاده إلى موطنه الأصلى الكائن بالجزيرة ليثبت أن الدرع لا يضل طريقه إلى الأبد.. لكن هذا إن عاد الدورى للأهلى فعلا!.