الساحر «جوزيه» والعميد «حسام» وتوءمه إبراهيم عنوان مثير لصراع شرس كل الشواهد تقول إنه سيكون حديث الشارع الكروى فى عام 2011 وشرارة فتنة قابلة للاشتعال. عملية اختزال اسم الأهلى والزمالك فى التوءم حسن وجوزيه بدأت فعلاً بتصريحات نارية متبادلة انطلقت بعد ساعات قليلة من إعلان الأهلى التعاقد مع الساحر البرتغالى العجوز تراوحت ما بين استعراض القوة والنفوذ إلى المباهاة بالألقاب والبطولات والتقليب فى صفحات قديمة ففتحت الجماهير باب المراهنات مبكراً. الساحر جوزيه أسطورة أهلوية صنعتها 19 بطولة، بينما العميد حسام هو قائد مسيرة زملكاوية رائعة بدأت من حافة الهبوط إلى القمة تبشر بمولد مدرب عملاق وتكمل مشواره الأسطورى الذى بدأه كلاعب قدير. جوزيه حصانة جماهيرية الاسمان الكبيران يتمتعان بحصانة شعبية وغير مسبوقة على مستوى المدربين الذين قادوا الفريقين طوال تاريخهما.. «جوزيه» هو ملهم «الأهلوية» وحامل أختام الأمجاد والبطولات فى السنوات الست الأخيرة باستثناء العام والنصف عام الأخير الذى حصل فيه على أجازة «تفرغ» تنقل خلالها من أنجولا إلى الجزيرة العربية بدون إنجازات تضاف له، لكنه هو أمل جماهير الأهلى فى عودة الكبرياء بعد النتائج الباهتة فى فترة غيابه.. بينما «العميد» هو بالنسبة للبيت الأبيض «أيقونة» الانتصارات سواء امتداداً للسنوات الأربع التى قضاها كلاعب لم يغب فيها شمس البطولات عن ميت عقبة أو الفترة الصعبة التى قاد فيها النادى من مستنقع الهبوط فى المركز الثالث عشر إلى المركز الأول بجدارة واستحقاق. الأخطر من القيادة الفنية للداهية العجوز والعميد الأسطورة أنهما تحولا إلى متحدثين رسميين للأهلى والزمالك «أهلى جوزيه» وزمالك العميد إن جاز التعبير. فلا صوت يعلو فوق صوتيهما .. خلفهما «محمية طبيعية» جماهيرية ضخمة فجوزيه والعميد اجتمعت الآمال حولهما وجاءا لكرسى القيادة بناءً على طلب الجماهير، وربما يكون هذا حدثا غير مسبوق فى تاريخ الأهلى والزمالك ويتضاعف بحالة العشق المتبادلة بين نجوم الفريق والمدربين الكبيرين. اللافتات فى المدرجات فقرة ثابته للعميد والساحر فقرة ثابتة العميد الأسطورة والثعلب جوزيه نجوم شباك حقيقيون وأصحاب فقرة ثابتة فى المدرجات تتمثل فى فاصل منفرد من «التشجيع» والهتاف مع وجود لافتات باسميهما، وهذا نادراً ما يحدث بين أبرز مدربى العالم باستثناء مورينيهو وجوارديولا.. جوزيه انفرد وقت ولايته السابقة بصورة رسمها عشاقه بالبرنيطة والبايب.. ونفس المشهد تكرر مع «العميد حسام» حيث تحمل الجماهير البيضاء صورة مرسومة له بالحجم الطبيعى على طريقة محرر الثوار، وقد لخص عشاق الزمالك حبهم لحسام بأغنية انطلقت بعد الصحوة التى قادها، الأغنية بعنوان «احنا معاك يا عميد» أهداها له الملحن عزيز الشافعى فى حدث فريد من نوعه فى مصر وبعد وقت قصير تلاها بأغنية أخرى خرجت بعد جراحة ناجحة أجراها فى ركبته فى نهاية العام الماضى بعنوان «سلامات يا عميد». وإذا كان العميد حسام قد نجح فى إعادة جماهير الزمالك المحبطة إلى المدرجات وتجميع أشلائهم بأن المتوقع أن يعود جمهور الأهلى الغاضب من سوء الأداء إلى المدرجات بعد عودة «جوزيه» معبود الجماهير الحمراء. التؤم قيادة وإدارة الكاريزما والقبول الجماهيرى لم يكن من فراغ بل لتمتع المدربين الشهيرين بشخصية قيادية لاتخطئها عين سواء من الناحية الإدارية والتنظيمية أو الخططية فى قلب الأحداث.. فجوزيه وحسام تطبيقً حى للمدير الفنى «القائد».. القيادة التى يتوحد حولها الجميع وهى نفسها التى يعشقها المصريون وتعود أصولها التاريخية إلى أسماء مثل صلاح الدين وجمال عبدالناصر.. فعلى المستوى الإدارى احتفظ جوزيه بجهاز فنى من اختياره لم يقو أحد على تحريكه أو الاقتراب منه يتكون من حسام البدرى وعلاء ميهوب وأحمد ناجى طوال فترة ولايته الثانية وعند حضوره أصر على استقدام مدربين برتغاليين معه مع عودة ناجى ولم يقف أمامه أحد.. نفس المشهد تكرر مع حسام حسن عندما أصر على وجود جهازه التدريبى الذى بدأ معه مشوار الاحتراف منذ وجوده فى المصرى البورسعيدى المكون من إبراهيم حسن وطارق سليمان وطارق السعيد واستجاب الجميع له باستثناء رفض السعيد لاعتبارات عاطفية وجماهيرية واستجاب لرغبة الإدارة فى وجود العندليب عبدالحليم على ولأنه جاء دون رغبة العميد اختار وبذكاء وقت إقالته عندما شعر بوجود عزف منفرد خارج إطار نوتته الموسيقية. مدحت شلبى قدرات خاصة القيادة الفنية الرائعة والتوظيف الجيد داخل الملعب من السمات التى اجتمع فيها «المديران الفنيان» أضف إليها القدرة العبقرية على السيطرة على النجوم وإخراج أجمل ما لديهم وهذا يدين الكثيرين بفضل جوزيه أمثال أبوتريكة وبركات والحضرى وعماد متعب ومعهم الداهية الأنجولية فلافيو.. فى الوقت نفسه لايمكن تجاهل عبقرية حسام فى إدارة نجوم بحجم «ميدو» قبل رحيله وعمرو زكى و«شيكابالا» الذى أعاد صياغة مشواره الفنى ووضعه فى بداية الطريق السليم. تكتمل السمات المشتركة للنجمين القديرين بتميزهما فوق ما سبق بإرادة النصر ورفض الهزيمة فجوزيه وحسام من الشخصيات التى لاتقبل الهزيمة بسهولة وبعناد شديد مصحوب بعصبية واضحة تصل إلى درجة الخروج عن النص فى المطبات الصعبة والمؤثرة.. وستكون بطبيعة الحال تحت الملاحظة تارة والإصرار والترصد تارة أخرى برعاية لوبى إعلامى أعلن الطوارئ مبكراً برعاية «شوبير» الذى أعلن الهدنة مع جوزيه و«عبدالغنى» الذى أعلن الحرب على التوءم من ناحية وخالد الغندور ولكل ميوله وحساباته وهى غير خافية على أحد بينما سيلتقط «شلبى» الشظايا التى يجيد صناعة نيران صديقة بها فى حين ستتوه الحقيقة التى يبحث عنها مارادونا النيل طاهر أبوزيد وفريقه المحايد «الشاذلى» أبو جريشة فى استاد النيل..!! 6 نقاط و 6/1 فى المقابل فإن الفارق المتوقع لن يصنعه سوى الاختلاف والفروق الفردية بين أهلى جوزيه وزمالك العميد هذه الفروق التى قد تؤدى إلى منصة التتويج رغم النقاط الست التى تفصل القطبين الكبيرين التى يزعم الداهية «جوزيه» أنها لاتمثل له «قلقا ويسهل تحطيمها رغم تلويحه فى مؤتمره الصحفى بأسطورة «ستة / واحد».. فروق ربما تصنعها الخبرة والدهاء.. خبرة نجوم الأهلى ودهاء مدربهم وقدرته على إعادة ترتيب الأوراق.. «استراتيجية جوزيه» التى حققت تفوقه الكاسح ارتكزت على أسطورة «الوسط الحديدى» الذى أجاد تدعيمه كل موسم وقت ولايته وهو الداعم الحقيقى لهجومه الموهوب والقناص والمؤثر فى الوقت نفسه فى سد ثغرات دفاعه فى بعض الأحيان وهى الخلطة السحرية التى صنعت أسطورة جوزيه ولم يحقق فيها العميد- رغم تفوقه - سوى نجاح محدود اسمه «إبراهيم صلاح» وهو وحده لايكفى فهل يدفع العميد فاتورة إصراره وعناده على الدفع بحسن مصطفى تارة وهانى سعيد تارة أخرى واستبعاد «الميرغنى» ،فمع احترام ما يقدمه النجمان فلن يكونا فرسى الرهان فى معركته مع الداهية العجوز. شوبير رهان خاسر إصرار «العميد» الغريب على الإبقاء دون بديل «للصفتى» و «سلطان».. (راجع هزائم العميد منذ ولايته الناجحة للزمالك وفى المواجهات الحقيقية والفارقة فإن وراءها «الصفتى» و «سلطان».. عناد «حسام» حتى الآن ليس فى صالحه فى حين أن «العناد» البرتغالى أعلن تفوقه (راجع إصراره وصبره على «فلافيو» مثلا). يراهن الداهية العجوز فى ولايته الثالثة ب 6 من حرسه القديم وبعضهم أعلن جوزيه نفسه بعد رحيله بأن عمرهم الافتراضى قد انتهى (جمعة - معوض- تريكة - بركات - متعب - فتحى) فى حين أكمل العميد التحدى ب 6 من نجومه الشباب (شيكابالا - حازم إمام - محمد إبراهيم - عمر جابر - عرفات - علاء على) فلمن ستكون الكلمة العليا الخبرة أم الشباب. فى المشوار الصعب الذى يتخلله تحدٍ أفريقى قادم. التوءم حسن هزما جوزيه من مدرجات بورسعيد أدرينالين جوزيه بذكاء شديد نجح العجوز «جوزيه» فى الشطب على تصريحاته الجريئة والصادمة التى أكدها عقب تركه للأهلى وقبل رحلته فى إنجولا عبر مجلة «سوبر الإماراتية» واتهم فيها الصحفيين المصريين بأنهم لايفقهون شيئاً فى كرة القدم وذهب إلى ماهو أبعد بوصفهم بأنهم سيئون كصحفيين وكأشخاص رداً على سؤال اتهام الصحافة المصرية له بتدمير الأهلى.. جوزيه اعترف أيضا فى حوار آخربنفس المجلة أنه ترك الأهلى لأن لاعبيه «كبروا» بينما وصف حارس المرمى عصام الحضرى بأنه يخون عائلته من أجل المال.. ذكاء «جوزيه» مع نفس الصحفيين نجح فى إدارة الدفة لصالحه بالتركيز على ذكرى النصر الأسطورى ضد الزمالك وبأن قوته تنحصر فى لاعب واحد هو شيكابالا.. جوزيه فى نفس الحوار حلل الشخصية المصرية فى أنها عاطفية وأن الأدرينالين يتحكم فى الوضع النفسى لهم،وهى نفس الثغرة التى جاء بها.. بعكس اندفاع «حسام» ومعه توءمه أحيانا وافتقاده التركيز اللازم أثناء مواجهته أى مطبات لأن الذى قد يؤثر فى خططه وسط منافسات عنيفة وشرسة فى الدور الثانى الحاسم تحتاج إلى ذكاء ودهاء كبيرين. من القاهرة إلى دبى الحرب النفسية التى أعلنها «جوزيه» فى المؤتمر الصحفى ستكون الفصل الأول وعنوان المنافسة وحديث الشارع الكروى فترة طويلة.. أما الفصل الثانى منها فقد بدأ قبل استئناف الدورى فى «دبى» فور وصول الزمالك إلى مقر معسكره التمهيدى قبل الدور الثانى من الدورى حيث صرح العميد هناك يوم الثلاثاء الماضى أن البرتغالى يتمتع بشخصية خاصة ولكنه محظوظ، وتحقيقه للبطولات مع الأهلى كان وراءه تراجع مستوى الزمالك وأقرب المنافسين له وتذكيره بأن الجولة الأولى بينهما كمدربين قد حسمها أثناء توليه المصرى البورسعيدى والفوز عليه 0/2 .. وأن المشهد سيتكرر وهو فى الزمالك. لكن السؤال الأهم هو: إلى أين يقود الداهية العجوز والعميد الأسطورة الناديين «هل نحن على أعتاب فتنة كروية» عنوانها جوزيه والعميد «الأهلى والزمالك سابقا».