قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن النساء العربيات لعبن دورًا مهمًا في ثورات ما بعد الاستعمار في مصر وتونس والجزائر. وهن ترغبن في عدم تهميشهن في أوج هذا التغير العربي. وذكرت الصحيفة أمثلة للسيدات أثرتن في الثورات العربية التي حدثت في الفترة الأخيرة، وكان من أوائل هؤلاء السيدات، أخت بو عزيزي الرجل الذي أدت تضحيته بنفسه إلى اندلاع ثورة الياسمين التونسية. نقلت الصحيفة عن خديجة شريف – الرئيس السابق للرابطة التونسية للمرأة الديمقراطية – إن ليلي – أخت بو عزيزي - كانت من أبرز المتحدثين للإعلام وأكثرهم قوة وتأثيرًا، وهي تشجع بقوة على المساواة السياسية. ونقلت عن ليلى ما قالته خلال حوار لها مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن أخوها لم يمت بل هو حي في كل شخص منا. فقد فتح أمامهم الكثير من الأبواب والآن أصبح بإمكانهم تنفس الديمقراطية والحرية. وأضافت إن مدى مشاركة السيدات العربيات قد يكون أقل أهمية من السؤال: هل كان من المحتمل اندلاع الثورات الديمقراطية من دون النساء؟ وقالت إن أنشطة السيدات وأصواتهن وشجاعتهن أثرت بطريقة مباشرة وفعالة على الانطلاقة العربية، ولن يكون هناك أي مبرر للديمقراطية الجديدة إذا استبعدت هؤلاء السيدات. فقد خرج الرجال والسيدات في مسيرات يناير وفبراير الاحتجاجية جنبًا إلى جنب. ونقلت عن نوال السعداوي – أحد الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة – إنها شعرت ولأول مرة بالمساواة بين الرجل والمرأة في ميدان التحرير. وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يمثل مرور 100 عام على تقدم المرأة في مجالات التعليم والقانون وحقوق الإنسان والتجارة، نقلت الصحيفة عن ناعومي وولف – مؤلفة كتاب أسطورة الجمال – إنه لطالما كان ينظر للمرأة العربية إما كراقصة شرقية أو ملفحة بالأسود، ولكن الأمر ليس كذلك. وفي حقيقة الأمر، كان لهن دورًا جوهريًا في الثورات العربية الأخيرة والتي أدت في نهاية الأمر إلى الاستقلال وانتصار الديمقراطية. ولكن، يبدو إنه سيتم تهميشهن قريبًا، وهن لا ترغبن في التكرار وشغل المناصب ذاتها سواء كن طبيبات أو مدرسات أو محاميات. كما نقلت عن سهير بلحسن – تونسية ورئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان – إن السيدات شاركتن في ثورة الياسمين لضمان أخذ حقوقهن بعين الاعتبار وإنه سيتم تمثيلهن في المؤسسات السياسية ما بعد الثورة. وعبر التاريخ، كانت تستاء السيدات بشدة من إنه على الرغم من مشاركتهن في الصراعات الوطنية ضد الاستعمار، يتم نسيانهن بمجرد تحقيق الاستقلال. وذكرت كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إنه لا يجب تجاهل دور المرأة بهذا الشكل، حيث لم تتضمن لجنة تعديل الدستور المصري أي رمز نسائي. وانتقدت أيضًا مادة الدستور التي تنص على إنه لا يجوز لرئيس الجمهورية الزواج من غير مصرية، ويعتبر هذا تضمينًا على عدم إمكانية وجود رئيسة للجمهورية. وأشارت إلى إنه عالميًا، تقدمت المرأة في مجال التعليم ومحو الأمية كما في الصين وهونج كونج والهند. وأشارت الدراسات الأمريكية إلى إن الفتيات تشكلن الآن أكثر من 70% من المتفوقين في المدارس الثانوية الأمريكية، في حين تراجعت نسبة الذكور إلى 40%. وقد جلب محو الأمية والتعليم في أوروبا الشمالية وبريطانيا العظمى الإصلاح الاجتماعي المبكر وحقوق المرأة عبر الكنائس والمجتمع الحضري. وقالها ألكسيس دي توكفيل - فيلسوف ومؤرخ أمريكي - في القرن التاسع عشر: "الأم تتمتع بسلطة أكبر." وفي العالم العربي، حصلت المرأة على الكثير من حقوقها فيما يتعلق بالطلاق والميراث والمشاركة المدنية تقريبًا في نفس الفترة التي تمتعت فيها أوروبا الجنوبية بذلك. ولكن، مازالت تعاني المرأة في العالم العربي من عدة مشكلات على رأسها العنف الجنسي وعدم المساواة والتحيز ومن الفجوات ما بين ما يوعدهن به القانون وما يمنحه لهن القضاء.