الثورة .. الثروة .. حرف واحد يتغير موضعه فتتغير المعاني والنتائج والبلاد . هذا الحرف هو الذي يتحرك في مصر الآن مابين ميدان التحرير وميدان مصطفى محمود .. مابين أبناء الشعب المصري الشرفاء وبين أصحاب المليارات والملايين السارقين الحرامية .. مابين شباب النت وكهول الجمال . هذا الحرف حين يتقدم في "ثورة" يرهب من يريدون تأخيره في "ثروة" .. يعرفون أنه حين يتقدم يحاسبون جميعا عما اقترفوه من سرقات لأموال البنوك والمصانع والأراضي التي بيعت بالملاليم وعما مارسوه في تجارة العملة والمخدرات والسلاح. هذا الحرف "الواو" حين تقدم كشف العمولات التي أخذت في صفقات شراء سيارات الشرطة المصفحة واكتشفنا أنها سيارات بلاستيك مثل لعب الأطفال .. وكشف الفساد بداية من الملايين التي يحصل عليها مساعدو ومستشارو الوزراء ونهاية بالمئات والعشرات التي يحصل عليها أمناء الشرطة وصغار الموظفين في شكل رشوة علنية .. وفي الوسط مابين الملايين والمئات عدة آلاف من المستفيدين الذين نشأوا على ضفاف أصحاب المليارات والملايين من كبار الموظفين وأصحاب المطاعم والمتاجر .. "الواو" كشفت الجميع ولذلك هم يقاتلون حتى آخر نفس وفي المراحل الأخيرة عادة تكون الأفعال مؤسفة والأقوال مضحكة. مابين ميدان التحرير وميدان مصطفى محمود يظهر التليفزيون في صراخ مستمر يعكس التوتر والخوف والرعب .. يبث التليفزيون المصري شائعات مستمرة ليرعب الشعب ومكلمة لربات البيوت وأرباب المعاشات وشباب الحزب الذي لا يحكم وأحزاب الحديقة الخلفية له التي يطلق عليها اسم الدلع "معارضة". والمحطات الفضائية المصرية الخاصة نصبت سيرك يلعب فيه على الحبال مقدمي التليفزيون المصري القدامي حتى لا تختل ميزانيتهم ومقدمي الفضائيات الذين أقاموا فيها واحتلوها وضيوف من صحفي الحزب والداخلية وآخرين يدعون الاستقلالية وضيوف من ديكور المعارضة ... السيرك يدور ليل نهار ونهار وليل والتنطيط من حبل إلى حبل يحدث كل دقيقة .. إذا زادت حركة الثورة يميلون إليها وإذا استيقظ رجال الحكومة وموتى النظام يميلون أكثر ... المشاهدون تعبوا وهو لم يتعبوا فحرفية السيرك في دمهم والكذب عشق ألسنتهم وعشقتهم ألسنتهم .. من كان يدافع عن وزارة الداخلية ويقيم فيها ويحج معها أصبح ينتقدها .. ومن لمع الرئيس في حديث تليفزيوني طويل وسمين حين انحصر عنه الضوء تحدث عن الخروج الآمن .. وحين انحصر عنه أكثر يتحدث عن روعة الشباب .. ومن نجح في مجلس الشعب بالتزوير وانتقل إلى مجلس الشورى بقرار يتحدث عن تزوير الانتخابات. ولأنهم جهلة من عينة "حافظ ومش فاهم" مازالوا يرددون أفكار عفى عليها الزمان من عينة الأخوان يخطفون الثورة ، الأقلية المندسة تريد سرقة الثورة ، هناك جهات أجنبية مشبوهة توزع علب الأكل والأموال وهكذا ... حتى الفضائيات الأجنبية والعربية تذيع الشائعات في صورة أخبار وتروع الجالسين أمام الشاشات . من يرى الشمس في أجمل إشعاعها ويقول لا أراها هو أعمى .. وما أكثر العميان في هذه الأيام مع الاعتذار لفاقدي البصر الذين يرون ببصيرتهم . الشمس مشرقة في ميدان التحرير والثورة دايرة والكفاح دوار