لا تنخدعوا بخطاب الرئيس فمثله مثل اي خطاب منذ 30 عاما ، مجرد كلام باهت و ماسخ و ليس له معني ، حديث جميل براق يترجمه في نهاية المطاف ترزية قوانين و نواب مزورون لا يجيدون الا التصفيق و التهليل و لعق الاحذية ، نواب لا يمثلون الشعب بل يمثلون علي الشعب . لا تنخدعوا و لا تتراجعوا عن ثورتكم و لا تجعلوا خطاب مبارك وسيلة جديدة لابتزاز الشعب الذي ابتزه طوال 30 سنة من حكم نظامه الاسود ، لا تجعلوه يخيركم بين حريتكم و العيش بكرامة ، و بين سيطرة " الفوضي و البلطجة " التي يرعاها و يقودها نظامه الذي احترف البلطجة طوال 30 سنة . لا تنخدعوا و لا تستسلموا ، فدماء شهداء مصر الابرار التي سالت في الشوارع ليس ثمنها عزل احمد نظيف او تعديل مادتين في الدستور او عدم ترشح الديكتاتور الذي وصل الي 83 عاما و كان يرغب في استكمال حكمه الديكتاتوري حتي يصل الي التسعين ، بل ثمنها الوحيد هو رحيل الديكتاتور بشكل نهائي . لا تنخدعوا بما قاله مبارك ، فإن غبتم عن الشوارع لن تستطيعوا الخروج اليها مرة اخري و سينتقم النظام الديكتاتوري الفاسد من المصريين الذين عارضوه و خرجوا الي الشوارع و فضحوه امام العالم اجمع ، و لن يتعامل معكم الا كعبيد يمكن قمعهم او في افضل الاحوال كقطيع يمكن خداعه و الضحك عليه و التلاعب به و الالتفاف علي مطالبه و اهدافه و تطلعاته . انتم الاعلون ، فانزلوا الي الشوارع بالملايين و دافعوا عن ثورتكم و عن دماء شهدائكم فما النصر الا صبر ساعة و قد اوشك النظام الفاسد الديكتاتوري علي الرحيل و ليس لديه ما يقدمه حقيقة للجماهير غير الخداع و الالتفاف علي مطالب الناس بعد ان فشل في محاولات القمع في اعقاب النصر العظيم الذي حققه الشعب المصري علي كل محاولات قمعه و قهره . لا تنسوا تجربة الديكتاتور التونسي بن علي فقد ظل حتي قبل سقوطه بساعات يقدم التنازلات تلو الاخري في محاولة فاشلة للالتفاف علي مطالب الناس الا ان وعي الشعب التونسي اسقط كل محاولات الخداع قبل ان تنتصر الثورة التونسية الانتصار الاعظم ، لتسقط الديكتاتور الذي اذل الشعب و اهانه و افقره و نهب – هو و اسرته – امواله . الديكتاتور يتراجع و حتي الان لم يقدم اي خطوة كافية تليق بتضحيات الشعب المصري و لا بدمائه التي سالت ولا بشهدائه الابطال الذين سقطوا ، الشعب يريد رحيل مبارك بشكل حاسم و تشكيل حكومة انقاذ وطني و وضع دستور جديد لمصر و حل المجالس المزورة – شعب و شوري و محليات – و حل الحزب الوطني الذي نهب مصر و اسقاط قانون الطواريء بشكل نهائي و الافراج عن جميع المعتقيلن السياسيين و اتاحة حرية تشكيل الاحزاب و حرية اصدار الصحف و تغيير النظام الاجتماعي الي اخر اكثر عدالة و انحيازا لملايين الفقراء و مكافحة حقيقية للفقر و البطالة و محاسبة الفاسدين الذين نهبوا اموال الوطن و اذلوا فقراءه ، فهذا هو الحد الادني الذي يليق برغبة ملايين المصريين في وطن حر و عادل و متقدم يجمع كل ابنائه و لا يقصي منهم احدا . استمروا في ثورتكم و اخرجوا جميعا يوم الجمعة القادم من المساجد و الكنائس ، اخرجوا الي الشوارع و الميادين و اهتفوا بسقوط مبارك و نظامه بالكامل و احلموا بغد افضل تصنعه تضحياتكم و لا تصنعه " منة " الديكتاتور عليكم و لا تنتظروا الفتات الذي يرميه الينا من اذلنا و اهان بلادنا طيلة 30 عاما ، اعلموا ان ازماتكم المالية و الامنية التي تعيشونها الآن لن تنتهي الا بعد رحيل مبارك و انتصار الثورة علي نظامه و عندها ستعود الامور الي طبيعتها ، لقد اوشكت ثورتكم علي الانتصار الحاسم علي الديكتاتور الذي جمع الموظفين " الغلابة " قهرا في الشوارع ليهتفوا باسمه ، فقد اعتاد علي قهر البسطاء لذلك ليس لديه مانع من ان يضحي بدماء المصريين و ان يجعلهم يدخلون في اشتباكات طاحنة و قاتلة من اجل ان يبقي علي مقعده الزائل ، لذلك اصبح نزول الملايين الي الشوارع هو الامل الوحيد لانقاذ هذا الوطن من نظام " فاشي و فاسد " يسعي الي حرقه و القضاء علي اهله قبل ان يتركه و يرحل غير مأسوف عليه .