زعم السفير المستقيل لتونس لدى اليونسكو المازري حداد أن الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي أعرب له قبيل ساعات من هروبه إلى خارج البلاد، عن مخاوفه من وصول المتطرفين الإسلاميين إلى السلطة في تونس، في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية بزعامة الشيخ راشد الغنوشي. جاء ذلك خلال حوار هاتفي زعم حداد أنه جري بينه وبين زين العابدين بعد أن قدم استقالته من منصبه في اليونسكو الجمعة 14-1- 2011 على خلفية الاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهدتها تونس لقرابة الشهر، وبعد أيام من مناشدته بن علي "وقف حمام الدم في تونس". وقال السفير حداد في تصريحات لقناة الجزيرة أن "بن علي " أخبره خلال المحادثة الهاتفية أنه يرفض استقالته، كما عبر الرئيس التونسي السابق له في الوقت نفسه في إطار محاولاته لثنيه عن الاستقالة أنه "يخشى من وصول الإخوانجية إلى السلطة في تونس" وقال له: "هل ترضون أن يصل الإخوانجية للحكم؟". وبدا واضحا أن بن علي ظل يستخدم حتى آخر لحظة في حكمه "فزاعة" الإسلاميين، أي التخويف من خطرهم في حال وصولهم للحكم، لتحقيق أغراضه السياسية. ويعرف عن زين العابدين بن علي، بأنه كان يقدم نفسه للغرب أنه يحمي المنطقة من الإسلاميين حتي لا يصلوا إلى السلطة، وهذا ما يفسر الصمت الغربي عن قمعه وجرائمه مع الشعب التونسي الذي عانى خلال فترة حكم رئيسه الهارب التي امتدت لنحو ربع قرن..