تلقيت بالأمس مكالمة من الصديق إبراهيم منصور، رئيس التحرير التنفيذي ل«الدستور». قال إبراهيم: أنت تكتب معنا عموداً يومياً منذ أول يناير تحت اسم «رحرحة»..أليس كذلك؟. قلت: بلي. قال: اليوم عرفت أن هناك عموداً بهذا الاسم نفسه يكتب بصحيفة القاهرة الأسبوعية. قلت: ليس لديّ علم بهذا الأمر لأنني لا أقرأ جريدة القاهرة منذ سنوات نتيجة ابتعادي عن مصر كثيراً ولو كنت أعرف لاخترت اسماً آخر وفي استطاعتي اختراع اسم جديد كل يوم لو أردت..ثم أضفت متسائلاً: ومن الذي يكتب عموداً بهذا الاسم يا تري؟. أجاب إبراهيم: إنه الأستاذ عاصم حنفي. هتفت علي الفور: يا إلهي!..عاصم حنفي الصديق العزيز والكاتب الجميل الذي أحبه وأقرأ له منذ كنت طالباً بالجامعة. قال: هو بعينه. قلت: وهل كنت تعلم أنت بهذا الأمر؟. قال: لا يمكن وإلا كنت نبهتك منذ البداية. قلت: إذن فلنغير عنوان العمود منذ هذه اللحظة وليكن الاسم الجديد هو: «مش فارقة معاي» وهو اسم أحببته كثيراً وظللت أكتب تحته لمدة عام كامل بمجلة أخبار النجوم قبل أن أتوقف لأسباب لا أذكرها. والحقيقة أنني عندما اخترت عنوان رحرحة ليكون اسماً للعمود اليومي ب«الدستور» كنت أجهل تماماً أن الكاتب الموهوب صاحب الصولات والجولات في دنيا الكتابة الساخرة عاصم حنفي يكتب عموداً بهذا الاسم، ولعاصم حنفي مكانة في نفسي وأنا من قرائه القدماء الذين أحبوه وتعلقوا به منذ سنوات طويلة، وأنا متأكد أن عاصم يصدقني لأنه يعلم أنني لا يمكن أن أسطو علي اسم لا يخصني، والسبب أنني ببساطة لست أكتع أو عاجزاً عن اختيار اسم خاص بي..كل الحكاية أن هذا الاسم استخدمته منذ سنوات في الكتابة بالعديد من الصحف العربية التي أكتب بها دون أن أدري أن واحداً من أفضل الكتاب الذين أحبهم يستخدمه، ولو أن أحداً من «الدستور» قد نبهني لتصرفت علي الفور والمسألة ليست صعبة أبداً، ولكن من الواضح أن الزملاء ب«الدستور» أيضاً يحبون عاصم حنفي ويقرأون له دون أن يشغلهم اسم العمود . والحقيقة أن هذه فرصة طيبة لأعرب لعاصم عن محبتي وتقديري له ومواقفه منذ السبعينيات عندما سافر إلي لندن ليعمل مع محمود السعدني ويبدأ رحلته في دنيا الكتابة التي أوصلته إلي قلوب القراء..و فرصة أيضاً لأهمس في أذنه بأن رجلاً مثله لا يصح أن يجعل صلته بالقراء من خلال صحف خفية، ويجب ألا يقصر نفسه علي الكتابة في روز اليوسف محدودة التوزيع والتأثير بعد أن ولي عصر صلاح حافظ وفتحي غانم وعادل حمودة وصرنا في زمن حباحة. ولا يصح أيضاً أن يبحث عن القراء المفتقدين في روزا فيظنهم موجودين في القاهرة!.