حتي هذه اللحظة لم يخيّب سامح عاشور - النائب الأول لرئيس الحزب الناصري ونقيب محاميي مصر السابق - آمال الكثيرين الذين انتظروا أن يعود صوت الحزب العربي الديمقراطي الناصري عالياً وواضحاً ورافضاً أيضاً. فعاشور الذي أعلن منذ أيام أن ائتلاف الأحزاب السياسية سيطالب بإشراف قضائي كامل علي الانتخابات وبتعديل جديد لنص المادة 76 من الدستور لإلغاء كل القيود المانعة للترشيح لموقع رئيس الجمهورية، هذا الحديث حرك أمنيات أن تتحرك الأحزاب - وعلي رأسها الحزب الناصري - من أجل خطوات حقيقية وفاعلة وضاغطة علي السلطة، فيما يتعلق بقضية التحول الديمقراطي. عاشور هو أحد الوجوه التي يرشحها العديد من الكوادر السياسية لخوض معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، ورغم أن عاشور مازال ينفي رغبته أو نيته في خوض المعركة فإن الأمور تسير في اتجاه خوضه للمعركة في حالة إذا ما قرر الناصري أن يطرح أحد المرشحين للمنافسة علي الموقع المهم فالرجل حتي الآن أحد أبرز الوجوه داخل الحزب، وهو النائب الأول للرئيس فضلاً عن وجوده علي رأس النقابة العامة للمحامين لمدة تقارب الثماني سنوات جعلت من عاشور شخصية معروفة جماهيرياً ويتمتع ب كاريزما خاصة تميز بها وسط التيار الناصري. تجربة عاشور النقابية والمهنية تستحق إعادة الاعتبار لها بعد أن تم تشويهها من قبل خصوم الرجل، فرغم إخفاق عاشور في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة فإن التاريخ يشهد أن تجربته النقابية حققت الكثير لمهنة المحاماة ولدور النقابة علي المستوي الوطني. وتبدو أوضاع وأحوال نقابة المحامين الآن مقارنة بفترة عاشور في صالح الرجل، فقد كان صادماً أن تبدو النقابة الآن في خصومة مع التيارات الوطنية وأن تغلق أبوابها في وجه كل الداعين إلي محكمات للفساد أو لمصدري الغاز وقد كان لافتاً أن يقول أحد أعضاء مجلس النقابة إن هناك توجهاً «ضد لجنة الحريات» بالذات في إشارة لا تخلو من مغزي. الأمر الآخر أن النقابة في عصر عاشور لم تعان أزمات مالية، وهو ما حدث الآن بأرقام أعلنتها لجنة الشريعة بالنقابة، وقد كانت النقابة لا تعاني نقصاً في الخدمات، بينما يتظاهر المحامون الآن من أجل استخراج الكارنيه أو الحصول علي ورقة مختومة بختم النقابة. لذلك يبدو أن العديد من المحامين سيكونون مطالبين برد الاعتبار لتجربة عاشور النقابية، كما ينتظر آخرون أن تكون تجربة عاشور - كنائب أول لرئيس الحزب الناصري - بنفس نجاح تجربته النقابية وهنا لن يستفيد المحامون فقط، بل إن الفائدة ستصل إلي كل مصر من أقصاها إلي أقصاها.