لم يكن مصطفى السلاب مثل كمال الشاذلي في دهاليز صنع السياسة ونظام الحكم والبرلمان إلا أن الأيام القليلة التي فصلت بين خبر وفاة الاثنين جعلت من رجال الأعمال المشاركين في جنازة مصطفى السلاب يربطون بين الاثنين خاصة وأنهما ارتبطا معا بأمر ما وهو احتلال مناصب قوية داخل البرلمان وتقديم خدمات لأهالي دائرتهم التي يخوضون بها الانتخابات , وتزامن وفاة الاثنين جعلت عدد من رجال الأعمال يفكرون في " الموت " الذي يتركون به كل شئ حتى أن بعضهم لم ينتبه إلى من شارك في الجنازة من كبار المسئولين , كيف ينعكس هذا التفكير هذا ما يفرق من شخص لآخر . السلاب تولى أول منصب سياسى له عام 1991 كعضو اللجنة الاقتصادية فى الأمانة العامة للحزب الوطنى، كان نموذج لارتباط البيزنس بالسياسة داخل البرلمان أكثر من الشاذلي لأنه دخل إلى السياسة كرجل أعمال يمتلك احدى كبرى الشركات في صناعة السيراميك واستمر في مجاله على مدى سنوات صعوده في المناصب السياسية من عضوية لجنة الصناعة والتجارة، ثم رئيسا لجمعية مستثمرى العبور، ورئيسا للاتحاد العام للمستثمرين، ووكيلا للجنة الاقتصادية بمجلس الشعب، وعضو المجالس المتخصصة و أمانة السياسات , ولد فى مدينة شربين، محافظة الدقهلية، عام 1952 , واستطاع الفوز بمقعد الفئات عن دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة في انتخابات مجلس الشعب منذ 2002 بعد نجاحه فى الانتخابات التكميلية، واستمر احتفاظه بالمقعد فى 2005، بعد أن خاض معركة انتخابية شرسة أمام مرشحة الإخوان المسلمين مكارم الديرى، وحصل على المقعد فى انتخابات الإعادة. ومجال عمله بقطاع السيراميك حيث الصناعة التي تضم أقطاب في السياسة والاقتصاد وهم أحمد عز الذي يمتلك مصنع الجوهرة ومحمد أبو العينين سيراميكا كليوباترا والسلاب سيراميكا رويال , ولك أن تتخيل أن الثلاثة رغم تقاطع عملهم بنفس القطاع فهم من المقربين من بعضهم البعض ولم تسمع مثلا عن خلاف ما بين أي من الأطراف الثلاثة مع العلم أن من الممكن أن كل من الثلاثة ينتج نوع محدد من السيراميك لا يحعله يتنافس أو يؤثر على الآخر . وكان السلاب من الداعمين لموقف أحمد عز في تمرير تعديلات قانون حماية المنافسة دون مادة اعفاء المبلغ عن المخالفات مطالبا بأن يتم فرض نصف العقوبة عليه وهي التعديلات التي كانت محل خلاف ما بين رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الذي كان يرغب في تفعيل القانون وأحمد عز الذي رغب في عدم فتح الباب أمام الشكاوى الكيدية بين الشركات بالقطاع الواحد , والسلاب استخدم نفس المبرر في تمرير الموافقة على هذه المادة , وانتقد السلاب رشيد محمد رشيد في موقفه من الأزمة المالية العالمية والتصريحات التي دعا فيها التجار للتخلص من المخزون لديهم ولوبنصف الثمن وقال أن التاجر الذي ينفذ هذا سوف يفلس . السلاب أيضا كان هو صاحب اقتراح اطلاق اسم الزعماء الثلاثة " عبدالناصر – السادات – مبارك " على المطارات في مصر , وفي أزمته مع محافظ القاهرة كان يتساءل حول الضمانات التي تحمي أي نائب من محافظ أو مسئول , والقوة التي كان يتمتع بها السلاب كرجل أعمال داخل البرلمان كانت كفيلة بأن يتدخل رئيس الوزراء ويوقف قرارات ازالة عقارات يمتلكها أشقاؤه والتي كان يصر عليها محافظ القاهرة لأنها مخالفة , وقرار نظيف لم يكن يحمل سوى معنين إما أن محافظ القاهرة كان يبغي الانتقام الشخصي من السلاب – وهو ما أعلنه السلاب دفاعا عن عدم هدم المنشأت – بسبب وقوف السلاب ضد قرارات المحافظة بهدم عقارات تابعة لأهالي عزبة الهجانة التي تعد المنطقة الافقر بدائرة مصطفى السلاب بمدسنة نصر , وأحمد نظيف أدرك ذلك , والموقف الثاني هو ذلك الذي ثار بسببه جمال زهران وتعارك بسببه مع نواب الوطني خلال مناقشة ازالة عقارات عائلة السلاب بأن محافظ القليوبية فعل نفس الشئ معه .. بما يعني أن فتحي سرور ورئيس الوزراء انحازوا لصالح النائب مصطفى السلاب وجاملوه ضد محافظ القاهرة . كان يرى أنه ليس هناك نائب أقام علاقات تعاقدية بين النواب والحكومة , وحينما سئل حول أحمد عز قال أن عز مساهم في مؤسسة كبرى يديرها لخبرته والقانون لا يجرم ذلك طالما كان مساهم , وحول ما يمثله ذلك من تحايل على القانون قال نصا : " ليس تحايلا، فرجال الأعمال ومنهم عز، أقوى من الحكومة، ولا يحتاجون إليها ". وقال أنه منذ صغره وهو يحب السياسة , ولا يرى مشكلة في أن يكون لرجل أعمال نشاط سياسي وكان ضد مباشرة أى نشاط سياسى له صبغة دينية، لأن الدين عند المسلم والمسيحى المصرى يهون أمامه الدم، وإدخال الدين فى السياسة ووجود أحزاب مبنية على الدين، يؤدى إلى جرائم كبرى . وحول سعي رجال الأعمال لدخول البرلمان لتعظيم مصالحهم والحصول على الحصانة قال أنه لم يشعر أنه عضو مجلس شعب إلا وفت وجوده في المجلس ولم يتأثر في حياته بهذا والتغيير الذي قد يكون حدث هو زيادة احساسه بالمواطن الفقير الذي انتخبه في مؤسسته كرجل أعمال يعد السلاب نموذج لاحدى كبرى الشركات العائلية حيث تولى رئاسة مجلس الإدارة من والده، والتى آلت إليه من جده ويعتمد في ادارتها على نجليه محمد وحسام , ولهذا رغم أزمة اصابته بالنزيف فى المخ أثناء مشاركته فى فعاليات معرض بولونيا الدولى للسيراميك بإيطاليا كانت مؤسسة السلاب أول المعزيين فى وفاة والد المهندس أحمد عز وتهنئة المهندس محمد أبو العينين بتوليه رئيس البرلمان الأورمتوسطى . في حوار له حول السعادة والمال قال أن المال بالنسبة للطبقات المتوسطة والدنيا يشكل نسبة كبيرة للغاية من السعادة .. فإذا كان مع أي شخص ممكن ينمو إلي هذه الطبقات مال وفير فإنه يكون سعيدا بنسبة تصل إلي 90% , أما بالنسبة للطبقات المرتفعة فهناك عوامل أخري.. وأمور مختلفة تؤثر في سعادة الشخص فوق المتوسط مثل أن يعقد صفقة ناجحة أو يحقق نجاحا في رياضة.. أن ينتقل إلي مكان هادئ.