وضع "خالد الصاوي" قاعدة وأعلنها في كل الصحف وهي أن أجره يزداد من عمل إلى آخر بنسبة 10% يذكرني "الصاوي" بمقولة "عزيز عثمان" الخالدة في اسكتش ليلى مراد "اللي يقدر على قلبي".. مربوط ع الدرجة التاسعة و الناس درجات ومرشح آخد الثامنة غير العلاوات.. وبما أنه يقدم عادة في العام فيلم ومسلسل فإنه يستحق أن يظل مربوطاً على علاوة 10%!! الأجور في الحياة الفنية تتغير وفقاً لثمن الفنان في السوق وغالباً فإن نجاح العمل الأخير هو الذي يدفع شركات الإنتاج للتعاقد مع النجم وفقاً لما حققه من إيرادات سابقة ولا أحد يحدد نسبة الزيادة إلا أن الأمر لا يخلو بالتأكيد من قفزات وقد يرتفع أجر الفنان مرة واحدة إلى رقم لم يكن يحلم به ثم يأتي فيلم آخر تنهار إيراداته فيعيش في هذه الحالة كابوس يهدده في أعز ما يملك!! "عادل إمام" بعد أن تعثرت إيرادات فيلمه الأخير "بوبوس" ووجد أكثر من شركة إنتاج تتردد في إنتاج فيلمه الجديد "فرقة ناجي عطا الله" استبدل السيناريو بآخر "زهايمر" ووافق على تخفيض الأجر إلى 10 مليون جنيه.. "عادل" كان قد حصل في "بوبوس" على 16 مليون.. ربما كان أذكى فنان عرفته الشاشة المصرية في التعامل مع قانون السوق هو "نور الشريف" يعلم "نور" بالضبط كيف يتوافق مع المتغيرات حتى أنه عندما تدهور إنتاج السينما المصرية في منتصف التسعينيات وتناقص المعدل إلى نسبة تجاوزت 70% بدون أن يطلب منه أحد صار نور يتقاضى 30% فقط من أجره.. على الجانب الآخر نجحت "غادة عبد الرازق في تسويق نفسها عندما أقيم مؤخراً مزاد على عليها وتضاعف أجرها إلى 12 مليون جنيه تتقاضاه عن مسلسل "سمارة" بعد نجاحها التجاري في "زهرة".. في الحياة الفنية دائماً ما تحدث قفزات في الأرقام أشبه بلعبة السلم والثعبان مثلاً بعد أن كان "محمد هنيدي" يتقاضى بضعة آلاف قليلة ربما لا تتجاوز أصابع اليد أو اليدين في أفلامه وآخرها "إسماعيلية رايح جاي" في عام 1997.. عندما حدثت تلك الثورة في الإيرادات التي حققها "هنيدي" في فيلم "إسماعيلية" بعدها انتقل إلى "صعيدي في الجامعة الأمريكية" و "همام في أمستردام" وصار في قائمة نجوم الملايين وما حدث مع "هنيدي" تكرر مع "محمد سعد" بعد "اللمبي" و "حلمي" بعد "ميدو مشاكل" و"مكي" بعد "إتش دبور". كانت نصيحة "مارلون براندو" لجاك نيكلسون هي أن يعرف بالضبط ما الذي يساويه عند شركات الإنتاج وبعد ذلك يخفض من أجره قليلاً حتى تتسع أمامه الاختيارات الفنية.. "محمود حميدة" قال لي أن أغلب الأدوار التي أحبها قدمها مجاناً.. قلت له والآن هل تفعل ذلك أجابني أتحدث عن أفلامي قبل خمس سنوات؟! لا أعتقد أن هناك نجم آخر فعل مثل "حميدة".. ورغم ذلك فإن "خالد الصاوي" ونسبة 10% أراها تشبه بالتأكيد خطواته الفنية.. النجاح قد تختلف درجاته كما أن الفشل تختلف درجاته وأتصور أن "الصاوي" في هذه المرحلة غير معرض لقفزة من تلك التي تدفعه للأمام ليحتل مقدمة الصف ويجد نفسه يضاعف أجره بالملايين.. كما أنه غير مهدد بأن يطيح به عمل فني ويقذف به خارج دائرة النجومية.. علاوة ال 10% لا يمكن تطبيقها إلا على "الصاوي" فقط لأن بها ملامحه وهو التقدم خطوة خطوة للناس وللشباك.. والبركة في القليلة!!