إن لم يكن ما حدث فضيحة فبماذا تسمونها؟ والغريب في الأمر أنك إن كلمت المسئول من دول يلهيك واللي فيه يجيبو فيك، أو كما قالت أم دعبس. أساتذة حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات نظموا وقفة في جامعة عين شمس تطالب بإبعاد الحرس الجامعي عن الجامعة بناء على حكم المحكمة. الأساتذة المحترمين لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم كانوا يوزعوا صورة الحكم داخل حرم الجامعة، وفجأة ظهر البلطجية. سنج ومطاوي وجنازير واعتداءات على الأساتذة والطلبة موثقة بالصور وبالفيديو وبالحالات أيضاً ومنهم حالة زميلنا محمد البديوي الصحفي باليوم السابع. البديوي ذهب لرئيس الجامعة ليشكو له الاعتداء فقال له الدكتور المبجل المحترم الصنديد : "عاجبك اللي بيعملوا الأساتذة تحت ده"؟!!!. الولد خرج لقسم الوايلي فوجد محضراً معداً ضده كتب فيه اسمه بصورة خاطئة واحتجزه ضابط الاسم بعد أن قام بتعديل الاسم بنفسه في المحضر، وحين قال له انه صحفي رد الضابط المغوار حامي الحما ووحش الفلا: ما يهمنيش صحفي.. أنا بكلبش وزرا بنفسي. لأ جامد يا باشا. وكلبشت كام وزير سعادتك؟..، وهل الكلابوش كان مصري واللا صيني؟..، والأهم من كل ذلك هل تم الإعلان عن حالات الوزراء الذين كلبشتهم سعادتك أم أنها كانت قرصة ودن للوزير ليعود بعدها لوزارته وهو متعلم الأدب، كلنا نعرف أن الوزير الذي لم يربه أبوه وأمه تربيه كلابشات القسم.سؤال كمان: هل سعادتك لسعت سيادة الوزير على قفاه وأنت تقول له بمنتهى الاحترام : انجر قدامي يا روح امك يا فندم ؟ أم أن الوزير كان مؤدب وماشي بالذوق؟. الحرس وجد البلطجية والسنج والمطاوي والجنازير ولم يتدخل، فهل دخلوا بموافقة الحرس أو بالاتفاق معهم؟ رئيس الجامعة قلب الآية ليصبح الجاني مجني عليه والمجني عليه والمضروب من أساتذة وطلاب وصحفيين هم الجناة ومعتادي الإجرام، وكلنا يجب أن نتفهم موقف رئيس الجامعة لأن الأمر أكبر منه وزير التعليم العالي قال أن الأساتذة زودوها حبتين، ولم يخرج ليقل كيف يدخل البلطجية بالسنج والمطاوي للحرم الجامعي.لم يندد. لم يقل أن ما حدث عيب. لم يبارح كرسيه الجلد المبطن في مكتبه المكيف وسط بطانته من المطبلين وحملة التليفونات وناقلي التعليمات لينزل ويهز طول سعادته ويتجه للجامعة التي شهدت فتحاً جديداً في عصره بوجود بلطجية ومسجلين خطر دخلوا بأوامر من جهة ما لن نسميها لكن سأدع لك يا عزيزي القارئ فرصة أن تعرفها بذكائك. لا تنسى أن ما حدث في جامعة عين شمس حدث بالنص أيضاً قبل نحو عامين في نفس الجامعة، وفي نفس المكان، وتحت رئاسة الرجل الفذ المسمى بالدكتور أحمد زكي بدر والذي كافأه النظام بأن أصبح وزيراً للتربية والتعليم، وهو ما يعني أن رئيس الجامعة الحالي أصبح مرشحاً وبقوة بعد أحداث البلطجة التي شهدتها جامعته في وجوده لمنصب وزاري في الحكومة القادمة. لن أصدق طبعاً أن التحقيقات التي يطالب البعض بها ستؤدي لأي شئ، ولن يقبض على بلطجي واحد ممن روعوا الطلبة وقلبوا الجامعة إلى مزبلة، وحتى بعد الأخبار التي أثيرت حجول طلب جهات سيادية التحقيق في الأمر – وبالمناسبة لا أصدق هذه الأخبار أبداً – لن يصل الموضوع لنهاية. اللي انضرب انضرب، واللي انبسط انبسط، والبلطجية في انتظار أوامر جديدة من أي باشا سيقابلهم ويطلب منهم ذلك، وما أكثر الباشوات في بلدنا، واسألوا رفع المسئولية.. أو اسألوا عنها.