أبحث بعنف، وقوة، ودأب، وهمة، عن أغنية رائعة، تقول كلماتها: أنا باشتغل نفسي، ماحدش بيشتغلني. إلا أنني لا أجد الأغنية، ولا أعلم من الشاعر الجهبذ، العميق، الموجز، المنجز، الذي لخص الحالة المصرية في هاتين الشطرتين. أيا من كان المؤلف.. وفقه الله وسدد خطاه، وهداه إلى ما فيه صلاح دنياه وآخرته. هذه الكلمات الرائعة الرائقة، تنطبق تماما على المشاركين في الانتخابات مجلس الشعب. الناس كلها، بما فيهم المشاركون، يتحدثون عن تزوير الانتخابات، والتأكيد على أن التزوير هذه المرة سيكون للركب، خاصة بعد فتح الانتخاب بالرقم القومي دون مراقبة حقيقية على صناديق الاقتراع، ومع ذلك، يصر البعض على أن يشتغل نفسه، لأنه لا يقبل بأن يشتغله أحد.
سنتعرف سويا على الأطياف والأحزاب المشاركة في الانتخابات، سنؤجل الحديث عن جماعة الأخوان المسلمين، التي اعترف بها النظام المصري والصحف القومية فور قبول الجماعة بالمشاركة في الانتخابات. آه والله.. ألا تسمى هذه الجماعة في الصحف القومية ب"المحظورة"؟ أرجو منك مراجعة صحيفة الأهرام فور إعلان جماعة الأخوان المسلمين عن مشاركتها في الانتخابات، فقد قامت الصحيفة، ولأول مرة، بالإشارة للجماعة باسمها. ولا أظن أنني سأتحدث عن حزب الوفد... حسبي الله ونعم الوكيل، بس على الله ياخدوا مقاعد عدلة بعد اللي عملوه فينا. لنبدأ بحزب "شباب مصر". إذا كنت سمعت عنه فأنت مثقف، أما أنا فلم أسمع عنه من قبل. يمكنك بسهولة الدخول على موقع حزب شباب مصر، للتعرف على اسم رئيسه: أحمد عبد الهادي، وبرنامجه، و"إنجازاته".
على أي حال، لا داعي لإجهاد عينيك، حزب شباب مصر هو الأول في العالم.. في أي حاجة بقى، إذ يذكر موقع الحزب أنه الأول في العالم الذي يسمح "لمجموعة من الشباب لقيادة حزب معارض". بالرغم من أن والله العظيم المعارضة لا تأتي سوى من الشباب. كما أنه "أول حزب فى العالم تناول عبر برنانجة ثورة تكنولوجيا المعلومات ونتائجها وتداعياتها".. (نداء للمصحح: سيب "برنانجة" دي والنبي). أيضا هو "أول حزب فى العالم إخترع نظام توفير التعليقات على المواقع الإلكترونية"، إلى جانب أنه "أول حزب فى العالم يستغل شبكة المعلومات الدولية الإنترنت لنشر فكره عبر العالم". "كما أن حزب شباب مصر هو أول حزب أسس أول صحيفة رقمية فى العالم يتصفحها القارئ والمتابع كما لو كان يتصفح صحيفة ورقية". طبعا سيعتقد القارئ أن هذا الحزب من أيام فحت البحر، أبدا، لقد تم تأسيس هذا الحزب في الثاني من يوليو سنة 2005، ويقول موقع الحزب أن هذا اليوم "علامة فارقة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية". يكيد الحزب اللائمين في الهوى مؤكدا: "لا نعبأ بكل الذين يهاجموننا لمجرد عرقلة خطواتنا .. ولا نُكبد أنفسنا مشقة عناء الرد عليهم ويكفينا التفاف الجماهير من كل أنحاء مصر حولنا". مين يا عم اللي هاجمك وعرقل خطواتك؟ وأين هي الجماهير الملتفة؟ أعتقد أنني أول امرأة في العاااااالم تحاول - بحقدها - أن تعرقل خطواتكم وتسألكم بمنتهى الصدق: بجد والنبي.. إيه ده؟