مع كل الاحترام والامتنان لوسائل الإعلام العربية والعالمية على تغطياتها (للي بيعملوه العيال بتوع الدستور)، إلا أن هناك بعض التفاصيل (المصرية) الصميمة يمكن أن نعذرها عليها. فعبارة (العيال بتوع الدستور) دخلت الميثولوجيا الشعبية المصرية من أوسع أبوابها مثل عبارة (واحشني) و(معلش) و(كليشن كان) و(بعضشي) و(كمان شوية) و(شخليلة) و(شخشيخة) و(هلبت) و(بعافية شوية) و(ده) و(كده) و(بتاع)، بس مش بتاع أحمد فؤاد نجم طبعا، وممكن برضه يبقى بتاعه – كل واحد وضميره وكل واحد وثقافته فقصيدة البتاع بتاعة نجم رائعة وأعطت البتاع أبعادا جديدة وإضافية. قد تكون العبارة من كلمة واحدة أو من كلمتين أو أكثر. وعبارتنا الأخيرة مكونة من 3 كلمات تشعرك بالشبع اللغوي والاجتماعي والثقافي، و"النفس المصري" قبل كل شيء. أراهن على أن (العيال بتوع الدستور) هيدخلوا كتب ومذكرات كليات الإعلام في مصر. وهيدخلوا، أو دخلوا خلاص، كتب التاريخ التي أوردت تاريخ مصر عام 2010. ستدخل سيرتهم كتبا كثيرة في مجالات متعددة. وإذا كان إبراهيم عيسى (يا أخي مجرد شخص وخلاص بقى، فكونا منه وخلونا نشوف مصالحنا ومصالحكم)، فمعنى ذلك أن كل شيء باطل وخال من القيمة والمعنى. أرجوك، قبل أن تتبول في رأسي وتسخر مني وتستهر بي، خذ ولو ربع موقف من مواقف إبراهيم عيسى وتعالي قل لي (يا عم سيبكو منه بقى، دا هيدبر أموره هو وإبراهيم منصور ويسيبوكوا). عيب اختشي على دمك. واحترمني إن لم تكن تحترم نفسك، يا وغد. (العيال بتوع الدستور) كل واحد منهم بسبعين أو بسمعمئة أو بسبعة آلاف من أولئك الأوغاد الذين يصطادون في الماء العكر ويخلطون بين اللحم والذباب، وبين العقل ومخ القطة. كل ما يحدث في الجلسات الخاصة شيء، وما يعلن شيء آخر. وبالتالي يجبرنا كل ذلك على استخدام ألفاظ كلنا نعرفها ونسمعها في حواري مصر وأزقتها. ولكننا سنقمع في أنفسنا هذه الخصلة المصرية الحميدة بالتعبير ليس بأصوات لها معناها أو بمفردات تغنينا عن كتب النعت والوصف. سنلتزم بالأدب والأخلاق، لأننا نرى أن تجربة (العيال دول ولاد ال.. بتوع الدستور) يجب ألا تقترن بأي ألفاظ أو أصوات خارجة عن السياق العام، على الرغم من أن الجميع، بمن فيهم مدرسو المدارس وأصحابها ورؤساء الأحزاب يستخدمونها. لا أحد من الأصدقاء الأوغاد يصدق إلى الآن أن (العيال بتوع الدستور) و(الدستور) و(إبراهيم عيسى (حاجة واحدة). المدهش أن كثيرين منهم جلسوا مع عيسى و(العيال بتوع الدستور)، وعمل بعضهم معهم. ولكن الحقد والفشل وما خفي كان أعظم، يجبرونهم على اتخاذ مواقف مثيرة للشبهات، وعلى ترديد جمل تم تجهيزها في أماكن مظلمة وأسانسيرات لا يوجد بها أرقام الطوابق. إبراهيم، يا أصدقائي، الأوغاد، لا يدعي البطولة، ولا يدعي المهنية، ولا يعمل لحساب أحد حتى ولو أصدر عفوا عنه. إبراهيم عيسى (شغال عند الدستور والعيال اللي شغاله فيه). هو كده وخلاص. تراهنوني إنهم هيدخلوا الكتب؟ هنشوف! سيبوا (العيال بتوع الدستور في حالهم) أنا عارف إن (الزن ع الودان أنيل من السحر) بس (العيال) أخدوا موقف، وهذا أقل ما يمكن أن نشكرهم عليه ونشاركهم فيه. ليه الزن والوسوسة ودق الأسافين؟! إنتوا فاكرين يعني إن فيه حد فيهم طمعان في منصب يهوذا؟ فيه حد منهم عاوز يبقى صاحب سلسلة مطاعم أو مدارس، أو حتى رئيس حزب؟ كل ما في الأمر إن ظروفهم المهببة (ذاتيا وموضوعيا) خلتهم يمسكوا الفاس ويشقوا طريق لأجيال جايه. دوختونا معاكم وهريتونا بالظرف الذاتي والظرف الموضوعي. وأهه الظرفين شغالين دلوقت، فيه حد بيتكلم عن الظرفين، ولا الكلام شغال عن الأظرف والمظارف؟! المجلس الأعلى للصحافة لم يتدخل إلى الآن، والحكومة عايشه في وادي حلفا. ومجلس الشعب مش موجود تقريبا، ونوابه طبعا معاه، الله يعمر بيتهم.. الجماعة مشغولين بالانتخابات اللي جاية، وكأن أزمة الدستور شغالة في كوبنهاجن أو خلف سور الصين العظيم. وكأن (العيال بتوع الدستور ومعاهم خالد البلشي وإبراهيم منصور وإبراهيم عيسى) دول رعايا لجمهورية جزر القمر العتيدة ويجب ألا يلتفت إليهم أعضاء مجلس الشعب الذين يختارهم الرعايا المصريون وليس رعايا موزمبيق مثلا. بالذمة مش عيب إن الأقلية المصرية ورعايا مصر في القاهرة والإسكندرية وبقية أقاليم الدولة المصرية (نظريا) تنتخب أعضاء لمجلس يمثل مصالح رعايا دول أخرى؟!