تخويل بعض العاملين بمديرية الشئون الصحية بالبحيرة صفة مأموري الضبط القضائي    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 20-5-2024 في محافظة قنا    «التأمين الصحي الشامل» تتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق    وزير الإسكان: إيقاف وإزالة مخالفات بناء في الشروق والعبور وسوهاج الجديدة    تموين الإسكندرية: توريد أكثر من 72 ألف طن قمح للصوامع    ميثاق الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي يتجاوز العقبة الأخيرة.. واستمرار الدفع صوب تشديد القواعد    بعد التتويج.. الزمالك يتخطى الأهلى فى الكونفدرالية    «الداخلية»: ضبط 18 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تداول 146 ألف طن بضائع استراتيجية بميناء الإسكندرية    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة «الحلول الابتكارية لتحقيق التنمية المستدامة»    «جبالي» يحيل 6 مشروعات قوانين للجان النوعية بالبرلمان    كولر يجتمع مع جهازه المعاون استعدادا لمواجهة العودة أمام الترجي    تشاهدون اليوم.. بولونيا يستضيف يوفنتوس والمصري يواجه إنبى    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    جامعة بنها تنظم المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا.. 22 مايو    السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة النصب علي المواطنين بالقاهرة    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة وموعد انتهاء الموجة الحارة    تصدى لمحاولة سرقة منزله.. مدمن يقتل عامل بطلق ناري في قنا    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم".. الشروط والرابط    في ذكرى رحيله.. محطات في حياة ملك الكوميديا الفنان «سمير غانم»    تقديم خدمات طبية ل 1528 مواطنًا بقافلة مجانية في كفر الشيخ    «الرعاية الصحية» تعلن حصول مستشفى الرمد ببورسعيد على الاعتراف الدولي    جبالي يفتتح أعمال الجلسة العامة لاستكمال مناقشة مشروع قانون تطوير المنشآت الصحية    مظاهرات أمام الكنيست اليوم للمطالبة بانتخابات فورية واستبدال حكومة نتنياهو    المركزي الصيني يبقي على معدلات الفائدة الرئيسية للقروض دون تغيير    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم    تربية رياضية بنها تحصل على المركز الأول في المهرجان الفنى للمسرحية    أتزوج أم أجعل امى تحج؟.. وكيل وزارة الأوقاف يوضح    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    خبير في العلاقات الدولية: إسرائيل تستخدم سلاح الجوع لكسر صمود الشعب الفلسطيني    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    لمرضى الضغط المرتفع.. احذر هذه الأطعمة خلال الموجة الحارة    قبل نظر جلسة الاستئناف على حبسه، اعترافات المتسبب في مصرع أشرف عبد الغفور    طريقة عمل العدس بجبة بمكونات بسيطة    دعاء النبي للتخفيف من الحرارة المرتفعة    اليوم.. محاكمة طبيب نساء بتهمة إجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته عقب تحطم المروحية    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    أحمد عبدالحليم: الزمالك جدد طموحه بالكونفدرالية.. وفخور بجمهور الابيض    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توماس جورجسيان يكتب: الحمد الله .. العيال كبرت
نشر في الدستور الأصلي يوم 16 - 10 - 2010

لن أنسى أبدا يوم الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 وأنا متأكد أن كثيرين من قراء وعشاق "الدستور" بشكل خاص والصحافة المصرية بشكل عام لن ينسوا أبدا هذا التاريخ.
طبعا كانت صدمة بكل المقاييس. ورغم أن موتها (موت الدستور) وأقولها بصراحة - كان منتظرا في أي لحظة، الا أن حدوثه (كالقدر المستعجل!!) كانت وستظل صدمة. والصدمة أخرستني لأيام خصوصا أنني بعد أن أرسلت آخر مقال لي بعنوان "فلنتأمل المحظور ووجوهنا" مبكرا الى حد ما - بدأت في كتابة مقال جديد بعنوان " لسه الأغاني ممكنة". فجاءت الأخبار وتلاحقت التصريحات وتدافعت الأحداث وتضاربت التعليقات والتفسيرات لكي تشلني- وتجهض مقالي مضمونا وتوجها وكمان تخرج لسانها لي قائلة " خللي الأغاني تنفعك – شوف مين حيسمح أو حيسمع أغانيكم".وطبعا السكوت في حالتي في الأيام الماضية لم تكن "علامة الرضا" – بل صدمة العاجز أو عجز المصدوم- أو كلاهما معا.
موت أي صحيفة في حد ذاته حدث يجب أن نقف أمامه - فما بالك لو كان موتها اغتيالا- قتلا مع سبق الاصرار والترصد. وكانت الدستورعزيزة وصديقة وأنا قارئ لها .. وأنا كاتب بها. ونعم، تعددت الحكايات والحجج .. الا أن الموت واحد. وطبعا سنعيش ونفتكر- ونحزن وأكيد حنغضب ونعترض – كما فعل المحررين والمحررات وطالبوا بعودة "ريس السفينة لكي تبحر كما كانت". وفعل القراء بامتناعهم عن شراء الدستور- الميتة والمشوهة.
والدستور ليست مجرد صحيفة – وطبعا ليست مجرد ورق وحبر و"شوية محررين أو عيال" ( وطبعا مش عايز أجيب سيرة الراجل أو رجله) و"شوية اعلانات" وان "أي حد يمكن يجي يقفل الجورنال ويطلعه بكره".و"ياسلام عالمفهومية وقلة الحيلة والتخبط وأي كلام وطحينة" – فينك يا صديقنا عم حسين علشان تقول كمان " هو معقول الكلام ده اتقال من ناس متعلمة وشافت الدنيا أو اللي حتى ممكن يجيبوا الدنيا لغاية عندهم بفلوسهم – هم سابوا ايه لل .." وطبعا ابراهيم عيسى كان وما يزال "الدستور" – الفكرة والانجاز والتوهج والجرأة والمصارحة والانطلاق والطبخة الصحفية المميزة والطعامة والنضاجة والواحة الابداعية التي تحتضن الأقلام والأفكار وتفتح لهم الآفاق والأعماق – دون قيود وحواجز وعقد وكلاكيع. وعلي فكرة أكثر حاجة أكرهها في حياتي أن أكتب كلمات تبدو كرثاء أو بكاء علي أطلال أو وداع عزيز.
واذا قيل كثيرا "أن الضربة التي لا تقتلني تقويني" وأن "عند الشدائد تظهر معادن البشر". فقد كشف محررو ومحررات "الدستور" عن معدنهم. وكان لهم موقف وكلمة واعتراض واعتصام ومطالبة وعدم قبول لمنطق "أهي ماشية" " و"كلها أكل عيش وسبوبة". وأنا أتحدث عن مجموعة تم "وصمهم" في وقت ما خلال الأيام الماضية بأنهم " شوية عيال" ولو .. طلعوا عيال جدعان - لهم ولهن طبعا القدرة على الحلم والرغبة في تحقيق الأحلام واصلاح حالهم وحال المجتمع وايمان في بكره . وبرافو للعيال اللي كبروا – رغم أنف ال..
بالمناسبة لم ألتقي بهم وجها لوجه كثيرا الا أن بعد قراءة كتاباتهم وبعد لقاءات عابرة تمت معهم ومعهن، لا أجد شيئا غريبا في أننا يجب ان نقر ونعترف بأن العيال كبرت – وهم بالمناسبة في مواقفهم الأخيرة كبروا أكثر وأكثر فى نظرنا. ايوه العيال كبرت وهي دي سنة الحياة. الا أن ما يؤلمني كثيرا هو أن أجد بعض الكبار – سنا ومقاما – يصغرون ويتصرفون تصرفات عيال وكثيرا ما يتراجعون عما قالوه وفعلوه و"هببوه" ..ويقولون انهم زعلانين "من العيال اللي لهم كلمة وموقف"
ومهما كان الحزن أو كان الغضب خليك أنت الكبير
وهم .. ممكن ياخدوا منك الناي ويكسروه – ويمنعوك من العزف والغنا
ولو..
طالما أنت لسه عايز تعزف وقادر تغني – تسكت ليه؟
الناي انكسر نجيب غيره – المكان ضيق هنا نشوف مكان أوسع شويه
الوقت مش مناسب دلوقتي – خلاص بعد شوية ارجع تاني
وأنت عارف ان فيه ناس عايزة تسمعك – وبتطرب بغناك والأهم ان ربنا خلقك عشان تغني واوعي تكتم غنوتك
ايوه "لسه الأغاني ممكنة" و"عيش وخللي غيرك يعيش"
وفي كل الأحوال خدني على قد قلبي
وخليهم يموتوا بغيظهم ونفوسهم المريضة الكارهة والكريهة – اللي قاعدين بيقولوا أو نفسهم يقولوا " هو احنا مالنا" و"الانفلات أو السعار الاعلامي" و"الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح"
وأنا (بينى وبينكم ) في انتظار الدستور الجديد وابراهيم عيسى وابراهيم منصور وكل الذين نوروا حياتنا وزينوا دنيانا بالكلمة والرسمة والجدعنة والمفهومية والنكهة المصرية والمعشقة والفضفضة والرحرحة والطبطبة و"شد الودن" و"وخز الضمير" وطبعا "الحماس لبكره اللي حيكون أفضل من نهارده"
كل ده حصل ومش عايزيننا نحزن ونغضب لما اتوقفت "الدستور" اللي بنعرفها وبنحبها وبنعشقها و"اللي اتعودنا عليها" و"اللي بقت مننا"
ليه "ما عندناش دم للدرجة دي"!!
ده العيال كبرت – مش شايفين؟
ما تشيلوا النضارة السودا
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.