لا يمكن لأحد في مصر أو في العالم العربي أن ينكر قيمة فنان كبير بقامة عادل إمام، ونحن هنا نتحدث عن عادل إمام الفنان المصري العربي الذي قدم في سنوات طوال من عمره فنًا جميلاً أسعد به الملايين من المحيط إلي الخليج. ويخطيء من يتصور أن تلك القيمة الفنية الكبري ذات القامة العالية لعادل إمام قد تكونت من جماهير مصر فقط، بل لا يمكن لأحد أن ينكر أن الشعوب العربية قد أضافت لحبها واحترامها لعادل إمام الكثير مما جعله يمتلك ذلك الرصيد القوي عند الناس. عادل إمام الفنان الذي أيده الكثيرون في فنه ورفض القليلون أيضا فنه، ولا أعرف لماذا يريد عادل إمام أن ينتهك هذا الرصيد القوي عند الناس بتلك الآراء السياسية الغريبة التي يخرج علينا بها في الأيام الأخيرة والتي تخالف الآراء السياسية الجامعة علي مستوي العالم العربي؟!، وكان آخرها ذلك المؤتمر الصحفي الهزيل الذي دعا إليه وكالات أنباء العالم ووسائل الإعلام المحلية وجموع الفنانين والمثقفين ليعلن رفضه ما حدث علي الحدود المصرية الفلسطينية وكانت نتيجته استشهاد جندي مصري برصاص من الجانب الفلسطيني، وأتمني أن يكون قرائي الأعزاء قد شاهدوا معي هذا المؤتمر الصحفي علي شاشات الفضائيات ليكتشفوا أنهم أمام مؤتمر هزيل لم يحضره سوي بعض الفنانين الذين يُعدون علي أصابع اليد الواحدة وليس بينهم نجم إلا واحدًا وخلت مقاعد مسرح الزعيم من أي جمهور حقيقي سواء كان فنانًا أو غير فنان ليساند زعيمنا عادل إمام في آرائه السياسية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تكون قادمة من مجاملة مكشوفة بل مفضوحة للحكومة المصرية، وليس دليلا علي ذلك أكثر من أن الفنان عادل إمام اتخذ نفس موقف الحكومة إزاء تلك المواقف، فالحكومة عندما يجري أي حدث تكون فيه حماس طرفًا علي الحدود المصرية تقوم أقلامها في الصحف المصرية ووسائل الإعلام بنصب الفيلم الذي كان فيه عادل إمام بطلا ليتحسروا علي أموات الشهداء ويطالبوا بالثأر، وفي نفس الوقت عندما يكون الطرف إسرائيليًا وتراق الدماء المصرية بسببه علي الحدود لاتتحرك الحكومة ولا الأشاوس من رجالها لفضح العدو والمطالبة بالثأر.. ونحن هنا نتساءل: لماذا لم نر فناننا العظيم عادل إمام يقيم مؤتمرًا صحفيًا ليتباكي فيه علي الدماء المصرية المراقة بسبب العدو الإسرائيلي علي الحدود المصرية الإسرائيلية؟.. ماذا يريد عادل إمام بعد مؤتمره الذي هاجم فيه الفلسطينيين حتي لو كانت حماس فقط؟!، فنحن نختلف مع حركة حماس ولكن لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن تشكك في أنها فصيل مقاوم محترم، ولكن ربما نختلف معه سياسيًا علي بعض السياسات المطبقة علي الأرض.. أين المصداقية فيما يفعله عادل إمام؟!.. نحن هنا لا نقول له هاجم الإسرائيليين فقط ولكننا علي الأقل نقول له هاجم الاثنين، مع أننا علي يقين كامل بأن دماء الجندي الشهيد المصري الأخير علي الحدود المصرية الإسرائيلية في رقبة كثير من الأطراف مثل الحكومة المصرية التي أدارت أزمة قافلة شريان الحياة بحماقة ليست غريبة وبكبرياء غير معهود وبصلف ليس مستغربًا مما أدي في النهاية إلي وجود شهيد مصري من جراء ذلك ودمه في رقبة حماس إذا أثبتوا فعلا أن الطلقات التي أصابت الشهيد كانت من طرفها.. زعيمنا الكبير لم ينظر إلي الحكاية بمجملها، كل الذي رآه أن جنديًا مصريًا تم استشهاده وحماس متهمة في ذلك، وكان عليه أن يناضل وأن يذهب إلي المسرح ليقيم عليه مؤتمرا هزيلا لا يحضره أحد ويستغل مهارته التمثيلية الكبري في تمثيل مشهد رجل حماس وهو يضرب الجندي المصري بالرصاص، ولا أعرف ماذا قدم عادل إمام إلينا من خلال موقفه هذا؟!.. فكل الذي يفعله في الفترة الأخيرة أنه يبذل مجهودًا خرافيا لإنقاص رصيده عند جماهيره العربية والمصرية تحت دعوي أنه يدافع عن مصر ومصر بريئة من هذا الدفاع، وإذا كانت مصر منكسرة هذه الأيام فسيأتي اليوم الذي تنتفض فيه لترجع مره أخري مصر الشامخة زعيمة العروبة.. مصر المؤمنة بدورها العربي والتي تعلم جيدا أن أمنها القومي مرتبط ارتباطًا كبيرًا بالأمن القومي العربي، ولا أعرف لماذا هاجمت وسائل الإعلام المصرية لاعب الكرة التونسي الكبير طارق دياب عندما أكد أن العروبة ماتت ودفنت مع عبدالناصر؟!، وأن هنا أتساءل: لماذا يُهاجم الرجل مع أنه أصاب كبد الحقيقة؟!، فعلا العروبة ماتت واسألوا عادل إمام عما يفعله من هجوم علي القضية الفلسطينية تحت مظلة الدفاع عن مصر، ثم أليس تشفي الجماهير المصرية من هزيمة الجزائر من مالاوي تأكيدًا علي أن العروبة ماتت ومافعلته الجزائر في أزمتها الكروية الأخيرة مع مصر أيضا دليل علي موت العروبة؟!.. إنني أقترح علي الفنان عادل إمام أن يقدم لنا فيلما تحت عنوان (موت العروبة). ورحم الله جمال عبد الناصر.