الستاتيو كمين يكشف لك أشياء قد لا تعرفها عن صديق من لحم ودم أو صديق متخيل كل ما يجمعكما هو رحاب الكيبورد، والقاعدة هي (تعرف فلان؟.. أيوه أعرفه، عندي علي الفيس بوك.. علق علي أي ستاتيو لك؟.. لأ لم يعلق.. تبقي ما تعرفوش)، الستاتيو يجعلك تكتشف كثيرين علي حقيقتهم ويجعلك تؤمن بالمقولة الموجودة علي المرايات الجانبية في السيارات (الأجسام الحقيقية تبدو أكبر مما تراها في المرآة). هناك من يدخل ليعلق بنفسية ضاربي الكرسي في كلوب الفرح.. معارضون علي طريقة عضو الحزب المعارض الذي نجح في الانتخابات فطعن بالتزوير وطالب بالإعادة.. يعارضونك أو يعارضون الاتجاه العام للمناقشة بلا هدف سوي أن تبدو صورته المرافقة للتعليق أكبر ما يمكن، ستكتشف مناضلين إلكترونيين هم التطور الطبيعي للفنان محيي إسماعيل في «خللي بالك من زوزو» لا يقرأون ما كتبته علي الستاتيو لكنهم سيتركون لك رابطًا لجروب (تحداني مسيحي أن أجمع مليون واحد يقولون لا إله إلا الله علي الفيس بوك) وهم نوعية لابد أن تجمعهم في جروب «إنا لله وإنا إليه راجعون». ستقابل الناس الشيك أصحاب الحضور الخفيف علي الروح الذين يعلقون ب Like، أو بابتسامة رقمية:)، ستكتشف أذكياء يضيفون إلي وجهة نظرك أبعادًا جديدة، تعليقهم دائمًا مصحوب برابط لكليب علي اليوتيوب أو مقال في موقع ما يؤيد وجهة نظرك أو يضيف إليها أو يصحح خطأ فيها، ستكتشف السذج الذين يعلقون علي الستاتيو الساخر بجدية ويعلقون علي الستاتيو الجاد باستظراف، ستكتشف معلقين يتحركون بعرض الفيس بوك بنفسية مندوبي المبيعات الذين يقتحمون جلستك في أي مقهي.. لا يهتمون بما كتبته علي الستاتيو لكنهم سيتركون لك رابطًا لجروب (تخفيضات علي منتجات الشموع ) أو جروب (نكتة جديدة كل يوم)، ستكتشف الطيبين الذين يعومون علي موجتك أيًا كانت، فإذا كنت مكتئبًا واسوك، وإذا كنت مرحًا صفقوا لك، وإذا كنت مفكرًا ناقشوك.. لكن سيدفعك إخلاصهم وتفانيهم في التعليق الذي يشبه خيوط العنكبوت التي لا فكاك منها إلي عمل Clear للستاتيو بعد وقت قصير والانسحاب من الموقع شاعرًا بالإجهاد. قد تتعرض لما يجعلك تقسم ألا تكتب ستاتيو مرة أخري أو أن تغلق باب التعليق عليه وقد تنسحب من الفيس بوك كله نهائيًا، لكنك سرعان ما ستعود فقد أصبحت مدمنًا.. في كل مرة تفتح حاسبك الشخصي وتدخل إلي الإنترنت تبدأ رحلتك من محطة الفيس بوك وتنتهي عندها، إذا كنت في العمل فستتسلل إليه كل 10 دقائق لفترة قد تحدد لها مدة نظرة عابرة لكنها تستغرق منك الفترة اللازمة لمتابعة كليب هنا وستاتيو هناك ورابط هنا وديسكشن هناك، أما إذا كان الدخول إليه ممنوعًا في العمل فستحرص عند شراء موبايل في أقرب فرصة علي أن يكون به أبليكشن يسمح لك بالدخول من الموبايل بالإضافة لأهمية أوبشن الكاميرا الملحقة به حتي تجمع أكبر قدر من الصور الواضحة لتحميلها علي حسابك.. أصبحت لا تقول «يالا ناخد صورة للذكري» أصبحت تقول «يالا ناخد صورة الفيس بوك»، تعود إلي بيتك متعبًا تكاد تنام قبل الحادية عشرة فتقول لنفسك «هابص بصة»، بصة تطول إلي ما بعد أذان الفجر، ربما تكون مصحوبة ببعض النسكافيه، تفكر في أمور مستقبلك للدرجة التي تجعلك تصبح عضوًا في جروب «هيحصل إيه في البروفايل بتاعك لو مت»، تحن إلي ذكريات الطفولة فتنضم إلي جروب « إذا كنت من مواليد 81 ادخل وهتفطس من الضحك»، من بين كل 4 Tabs مفتوحين علي جهازك هناك 3 لها علاقة بالفيس بوك، تُكِّون جروبًا ما وتبذل مجهودًا مضنيًا في توسيع قاعدة أعضائه كأنك داخل عركة، تبدو ضيق الأفق أحيانًا فلا تعتبر شخصًا ما صديقك حقا إلا إذا أضافك، تدخل أي مكان به جهاز كمبيوتر وإنترنت فتظل مترقبًا أقرب فرصة يمكنك فيها أن تحتل الجهاز لتدخل إلي حسابك، تعاني من أعراض انسحابية قاتلة إذا انقطعت خدمة الإنترنت عن منزلك.. ربما تتسلل بالترننج إلي أقرب سايبر لمنزلك لتحصل علي الجرعة، تلتقي بشخص لا تعرفه، يستوقفك في الشارع ويقدم لك نفسه ب «أنا مجدي زملكاوي أنا عندك علي الفيس بوك»، يمتلئ يومك بأحداث كثيرة تفكر طوال الوقت فيها من وجهة نظر «ها قول عنها إيه علي الفيس بوك»، تبدو صامتًا في حياتك العادية لكنك نموذج الرجل الرغاي علي الفيس بوك، ليت إدمانك توقف عند حدود نفسك لكنك للأسف قمت بإغواء صديق واحد علي الأقل بالانضمام للفيس بوك. بمرور الوقت ستصبح مثل كثيرين مصابًا بشيزوفرينيا ما، هناك نسختان منك، واحدة حقيقية والأخري فيسبكاوية، ستدقق النظر يومًا فتكتشف أن أصدقاءك علي الفيس بوك أضعاف أصدقائك الحقيقيين.. لا تنزعج فأعضاء جروب «محبي رواية عمارة يعقوبيان» أضعاف أعضاء جروب «محبي الدكتور علاء الأسواني».