بعد ساعات قليلة من انتهاء فترة تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ليلة الأحد صباح الاثنين سارع المستوطنون اليهود الصهاينة في أعمال البناء في ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية.. كما يجري الاستعداد للبدء قريباً بأعمال البناء في 14 مستوطنة حاصلة علي التراخيص اللازمة وسط توقعات بأن يشهد البناء حركة سريعة بدءاً من اليوم أو الغد.. وبعد انتهاء اليهود من احتفالات عيد العرش اليهودي. .. فلم تفلح الجهود التي بُذلت من أجل إثناء إسرائيل في المضي قدماً في بناء المستوطنات وعدم التزامها بقرار التجميد الذي طرحته من قبل مقابل المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. .. والعالم كله يستجدي إسرائيل الآن. .. ولم تفلح محاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع القيادة الإسرائيلية في تمديد قرار تجميد الاستيطان. وعاد موفد السلطة الفلسطينية صائب عريقات إلي رام الله من واشنطن دون أن يتوصل إلي اتفاق مع الإسرائيليين أو الأمريكيين بشأن موضوع الاستيطان واستمرار المفاوضات. وأوضح أن الاحتفالية التي أقامها الرئيس أوباما في أول سبتمبر في البيت الأبيض لتدشين المفاوضات المباشرة في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. وتورط في حضورها الرئيس مبارك وملك الأردن عبدالله لم تفلح في استمرار المفاوضات للوصول إلي حل ولم يعد لها قائمة.. حتي الزيارة الودية التي قام بها عباس ونتنياهو للرئيس مبارك في شرم الشيخ.. وصورة الأهرام التعبيرية أو التكوينية التي لعبوا فيها ليجعلوا الصورة التي الُتقطت في البيت الأبيض وظهر فيها الرئيس الأمريكي في المقدمة ليحل الرئيس مبارك محل أوباما.. والتي كانت مثار «مسخرة» الجميع في الداخل والخارج.. لم تفلح هي الأخري في التأثير في القرار الإسرائيلي في الوقت الذي تقوم فيه القيادة الصهيونية بتوزيع الأدوار.. فها هو وزير الدفاع إيهود باراك يعلن تأييده لمواصلة تجميد البناء الاستيطاني.. إلا أن نتنياهو يرفض ويتملص من أي تعهدات حتي إنه ألغي اجتماعات الحكومة متعللاً بالاحتفال بالأعياد اليهودية «عيد العرش اليهودي» مكتفياً بإصدار بيان تجاهل فيه تماماً قضية البناء الاستيطاني واقتصر علي دعوة الرئيس عباس إلي مواصلة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لما سماه أنه يصب في مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. .. في نفس الوقت الذي اتصل فيه نتنياهو بصديقيه الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله وشرح لهما سبب عدم تمديد تجميد الاستيطان مستنداً إلي متاعب أو مصاعب ائتلافية خاصة بحكومته.. وأخبرهما بأن حكومته هي أقل حكومة تبني في المستوطنات منذ 40 سنة وتعهد لهما بأن يكون البناء في نطاق محدد للغاية، وهو ما دعا الرئيس مبارك وفقاً لما زعمته مصادر إسرائيل إلي أن يخبره أيضاً بأن الرئيس أبومازن يواجه أيضاً متاعب ائتلافية داخل حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني، وهو ما جعل نتنياهو يرد: إن عباس يستطيع أن يتباهي أمام شعبه بأنه حقّق مكسباً جزئياً بأن الاستيطان هبط إلي أدني مستوي له في العقود الأربعة الماضية. أما شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني فيمارس دوره هو الآخر ويقول: إن هناك حالة غموض وعدم وضوح بسبب قضية الاستيطان. .. أما ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني فقد جابها من الآخر.. وقال: إن الفلسطينيين لم يأتوا إلي المفاوضات «بنية حسنة»، بل وافقوا علي المشاركة فيها تحت الضغوط الأمريكية.. والرجل معه حق.. فقد هدد الرئيس الأمريكي الرئيس الفلسطيني أبومازن بأشياء كثيرة منها عدم الاعتداد به والتعامل معه.. فذهب الرجل إلي واشنطن سريعاً.. ليجد نفسه في النهاية عارياً تماماً علي غير ما كان يعتقد أنه مُغطي بقرار الجامعة العربية بالموافقة علي المفاوضات المباشرة ومساندة بعض القادة له وعلي رأسهم الرئيس مبارك وعاهل الأردن ليعود مرة أخري إلي الجامعة العربية التي تكتفي باجتماع اللجنة المتابعة يوم الاثنين المقبل في ظل غياب من القادة العرب عن القضية التي نسوها تماماً.. ومعهم حق.. فهم مشغولون بقضايا أكثر أهمية. .. فمنهم من يسعي إلي تمديد حكمه حتي آخر نفس. .. ومنهم من يسعي إلي توريث ابنه في الحكم. .. ومشغولون بتزوير الانتخابات وقهر مواطنيهم. في مقابل ذلك لا مانع عندهم من التورط في المشارك في احتفاليات ليس لهم دور فيها تحت ضغوط أمريكية، كما قال ليبرمان: إسرائيل لها دور في تلك الضغوط. لقد اختزلوا عملية السلام في تجميد المستوطنات ومع هذا لم يفلحوا في إثناء الصديق الإسرائيلي عن تراجعه عن قرار فك التجميد.