قدر ما انقطع الصوت الرسمي من أي استجابة لدعوة الاكتفاء قدر ما تفجر التأييد الشعبي لدعم اكتتاب يجدد تاريخ المشاركات الشعبية لمقاومة الاحتلال ولدعم إنشاء كيان يؤدي المهمة المقدسة الغائبة للدفاع عن حقوق الفلاحين - حقيقة أن حقوق أغلب المصريين مهدرة ومضيعة - ولكن النصيب الأكبر من الانتهاك كان للفلاحين بقدر دورهم كعصب حقيقي لقوة مصر وكان إنشاء رابطة للفلاحين من أهم الدعوات ودعوة الأستاذ نصيف عريان وهو من كبار الباحثين المخلصين والمتخصصين في قضايا الزراعة وعمل مستشاراً لاتحاد الفلاحين، ما مصير هذا الإتحاد والخطوات القانونية الجادة لإنشاء بنك للفلاح يتكون رأسماله من اكتتاب المصريين ومن رموز من الرأسمالية الوطنية علي أن يكون الفلاح 10 ملايين فلاح في مصر، الأساس في المؤسسين وحملة الأسهم وزراع القمح. ذكرني القارئ الأستاذ عبدالعزيز والي بما فعله المصريون أوائل القرن لمناصرة عمر المختار والثورة الليبية خاصة أبناء المنياوبني سويف عندما جمعوا أموال الحج واشتروا بها أسلحة وأقماحاً وغذاء للثوار - لا تقل حماية أمن مصر الحيوي والقومي عن أي فريضة من فرائض الجهاد - وأدعو فضيلة المفتي لتبني الدعوة ومؤسسة مصر الخير لتكون في مقدمة المؤسسات الأهلية الشريكة في تحقيق الاكتفاء - بالمناسبة هناك 000.68 فدان من أراضي الأوقاف تحت أيدي وزارة الأوقاف لماذا لا تكون رءوس أموال عينية للاكتتاب بالإضافة إلي القاعدة العلمية للمشروع الإرشادي الإنمائي للعمارة الإنسانية، هذه القاعدة التي كانت علي رأس المطالب التي تقدمنا بها - د. زينب الديب وكاتبة هذه السطور للنائب العام - وتتكون هذه القاعدة من الحقول الإرشادية والآبار والمواقع المعمارية والورش والمكاتب الفنية ومعاصر الزيوت وأسطول السيارات بالإضافة إلي ما أنجز لصالح المشروع من دراسات وأبحاث للتربة والمياه الجوفية والوديان وبعضها لم تطرقها قدم من قبل وقامت بهذه الدراسات هيئة المساحة والجيولوجيا ومركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية وغيرها مما سرق ونهب ووزع علي مستثمرين!! علاوة علي بذور الإكثار التي رباها المشروع خلال سنوات ومنعت من الوصول للفلاحين. أحدث الهيئات والجماعات التي تضامنت مع بلاغ النائب العام حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات، من المتضامنين أيضا قراء أعزاء من بني سويف حكوا لي وقائع حادثة غريبة حدثت في محافظتهم عندما فوجئوا بوجوه غريبة تنزل بني سويف لأول مرة وتشتري محاصيل فدادين القمح وهي مازالت خضراء في الأرض وتدفع في الفدان 000.15 جنيه وأن البعض تقدم بمذكرة لأجهزة أمنية لمراقبة ما يحدث خاصة بعد أن شاهدوا في الليل نيراناً كأنها جبال تحترق، وفي النهار اكتشفوا أنها حقول القمح وقد احترفت بالكامل.. يقولون إن الأجهزة الأمنية توصلت إلي مدبر الحرائق وأنه اعترف أنه يعمل لصالح دولة عظمي وأن أوراق التحقيق طويت وقيل إنه تنفيذ لأوامر عليا..!! هل يشارك الإصرار الرسمي علي استحالة تحقيق الاكتفاء رغم توفر جميع الشهادات والإثباتات العلمية والتطبيقية علي تحقيقه في تقديم الإجابة؟!! إذا كان النظام محاصراً ومأموراً أن يحترم ويدعم السيادة الأمريكية وسياساتها للسيطرة علي الحبوب والمحاصيل الاستراتيجية وعلي رأسها القمح باعتبارها من أسلحة إخضاع وتبعية الشعوب، فالمصريون والزخم الشعبي الذي تفجر حول الدعوة للاكتتاب ولدعم الفلاح برابطة وبنك يقود الاكتتاب والإرادة الوطنية التي أضاءت اظلام اللحظات التي نعيشها ستهزم الحصار وكما كان إنشاء بنك في عشرينيات القرن الماضي جزءاً من مشروع الاستقلال فستكون زراعة القمح بأيدي الفلاحين وبالمناهج العلمية الأمينة عليهم وبرءوس الأموال الوطنية وبالاكتتاب الشعبي من خلال أسهم علي أن يكون الفلاح في مقدمة ملاك الأسهم والبنك ولعلنا في مقال قادم نثبت عدم صحة ما يدعيه مسئولون لتبرير عدم الاكتفاء بسبب نقص الأراضي والمياه!! المهم أن تحشد هذه القوي الإرادة الشعبية والثروات الطبيعية والبشرية والعلمية التي تفيض بها مصر لتكون عصباً لمشروع جديد للتحرير والاستقلال - مع الاعتذار لعصب النظام الحائز وشاركوني الرهان أن إرادة هذه الأمة ستهزم الهيمنة والسادة من توابعها ومنفذي خططها الشيطانية.