حضراتكم هل شاهدتم العصب؟! عصب سياسات الحكومة والحزب الحاكم - أقصد الفلاح كما وصفه أمين لجنة السياسات في لقاء دعائي لحزبه - الأهرام 8/9!! هل شاهدتم وسمعتم بالصوت والصورة كيف أصبحت حياته وأحواله وأحوال أرضه وزرعه كما تحدث عنها الفلاح الفصيح عبد الحميد الخولي وهو يعرض عينات القمح التي جاء بها وعرضها في برنامج «مانشيت» ومنها عينات من قمح مستورد والحشرات تتقافز داخله - هل سمعتم عن نسب البروتين والجيلوتين التي تجعله غير صالح لصناعة الخبز لولا خلطه بالقمح المصري الممنوع الاكتفاء منه علاوة علي ما تسببه هذه الأقماح المستوردة من أمراض خطيرة.. هل سمعتم عن محصول الذرة الذي تطرحه الغيطان هذا العام - أغلبية السيقان القزمة بلا كوز ذرة والتفحم يضرب أغلب المحصول نتيجة البذور الفاسدة التي يشتريها عصب سياسات الحزب والحكومة من الجمعيات الزراعية، وأفسدت محصول آلاف الأفدنة في العديد من المحافظات شمال وجنوب مصر.. المصائب تحاصر الفلاحين إلا استجابات رسمية بتصريحات مخدرة من نوعية اجتماع مجلس الوزراء لتحقيق الاكتفاء بنسبة 75% من القمح، كيف ونسبة الاكتفاء الآن لا تتجاوز 35%!! وكيف ومازالوا يطلقون ادعاءات محدودية المياه والأراضي!! الباحثون عن الاكتفاء لم يتفضل واحد منهم ويدعو الباحثة العالمة المصرية ويطالب بالتحقيق فيما نشر موثقا بالصوت والصورة لمشروعها العبقري فيما حققه من جودة وطاقة إنتاجية للحقل غير مسبوقة لم يتفضل مسئول واحد ويجيب عن الأسئلة الخطيرة التي طرحناها حول اختفاء بذور الإكثار التي تم إعدادها وتربيتها خلال سنوات ومن يمتلك قوة ونفوذ أن يخترق الخطة الرسمية للدولة ويوقف مشروعاً مدرجاً عليها؟! يتأكد كل يوم أن أخطر ما ازدهر في مصر خلال الربع الأخير من القرن الماضي والسنوات العشر من هذا القرن هي مخططات إيقاف كل مشروع هدد بحوث تنمية حقيقية ويدعم قوة المصريين وفي مقدمتها ازدهار الأرض الزراعية والاكتفاء منها - لم يكن احتضان البذور وترويضها وزراعتها تعني للمصريين منذ فجر تاريخهم الثراء المادي ولكن الثراء المعنوي والإيماني والاتصال بالطبيعة والخالق الواحد.. جزء أساسي من التدمير الذي يحدث للمصريين الآن وراءه اقتلاع بذرة الأمن الغذائي والحيوي من الأرض واقتلاع بذور الضمير والقيم والعقيدة التي كانت جذور حضارته العظيمة. من الصلاة الأولي للمصري القديم المؤمن والموحد منذ ما قبل الأديان. يا أيها الواحد الظاهر يا من تأتينا إلي حقل الحياة كانت الحياة عندهم حقلاً والأصل زرعاً وسر الوجود والقوة والاستمرارية يكمن فيهم وفي قوتهم والخراب والتخريب والإبادة في القضاء عليهم.