تجده في كل حدث وطني.. يحضر ويشارك ويحث المواطنين علي المشاركة والمعارضة والرفض للسياسات الفاسدة. .. لا يكتفي بوجوده بالإسكندرية وشعبيته هناك.. وإنما يحمل أوراقه في يده ويركب القطار أو «الديزل» كما يقول أهل الإسكندرية ليشارك المواطنين همومهم الحياتية ويكشف ويفضح فساد الزمرة الحاكمة.. حتي أصبح معروفاً في جميع أرجاء مصر بمواقفه السياسية البارزة والحاسمة والكاشفة والمعارضة للفساد والإفساد.. والتزوير.. والاحتكار. إنه أبو العز الحريري. إنه نائب الشعب الذي مازال يحتفظ بهذا اللقب حتي الآن رغم إقصائه عن البرلمان لأسباب باتت معروفة للجميع. .. دخل مجلس الشعب شاباً وكان من أصغر الأعضاء في برلمان 1976 «هو من مواليد 1948» ممثلاً لدائرته كرموز بالإسكندرية ليصبح نائباً عن الشعب وليس كرموز أو الإسكندرية فقط.. وذلك بمواقفه المشهودة في البرلمان، والذي أزعج السلطة الحاكمة وقتها تلك الانتخابات «1976» التي تعد حتي الآن هي الأكثر نزاهة بين كل الانتخابات التي جرت في مصر.. وهو ما لم يتحمله الرئيس السادات وقتئذ. فقد وقف أبوالعز مع عدد من نواب المجلس في تلك الدورة وعلي رأسهم المرحوم محمود القاضي والمستشار ممتاز نصار ضد الرئيس أنور السادات «رب العائلة». .. وقفوا ضد سياساته الفاسدة «السداح مداح». .. وضد تصالحه مع إسرائيل. .. وضد كامب ديفيد. .. فلم يعجب الأمر الرئيس السادات وأصدر قراراً بحل مجلس 76 لإسقاط هؤلاء النواب، وتأتي بعد ذلك برلمانات مزورة لا يعارض فيها أحد الرئيس. .. لم يؤثر فيه السجن والاعتقال والحرمان من عضوية البرلمان.. فقد اعتقله السادات في 5 سبتمبر عام 1981 مع 1531 من الشخصيات الوطنية من جميع القوي السياسية. .. لم يلن كما فعل غيره لينال من كعكة النظام أي نصيب. .. عاد إلي البرلمان مرة أخري عام 2000 مع الإشراف القضائي علي الانتخابات ليمثل أهل دائرته كرموز في الإسكندرية الذين أعادوه إلي البرلمان.. وليمارس دوره الوطني كنائب عن عموم مصر وليس دائرته وحدها. .. مارس جميع حقوقه الدستورية.. في انتقاد السلطة التنفيذية، وتسلح بحقه في استخدام الأدوات البرلمانية من أسئلة وطلبات إحاطة واستجوابات كاشفاً فساد النظام والحزب الوطني. .. دخل العديد من المعارك مع كبار الشخصيات والمسئولين سواء في الحكومة أو الحزب الوطني. .. اشتبك مع أحمد عز في بداية صعوده وسيطرته علي الحزب الوطني من خلال صداقته لمبارك الابن وتشكيل لجنة سياسات جمال مبارك، فقدم العديد من الاستجوابات ضد أحمد عز كاشفاً وفاضحاً استيلاءه علي شركة حديد الدخيلة بالتواطؤ مع الحكومة ليصبح المحتكر الأول للتحديد، ويتحكم في أسعار الحديد.. وكل السلع المتعلقة به. لم يكتف بنقده الحزب الوطني ورجاله المحتكرين وإنما انتقد سياسات حزب التجمع الذي ينتمي إليه، رافضاً أي تنازل عن سياسة الحزب الداعية إلي التغيير، وانتقد صفقات الحزب مع الحزب الوطني والحكومة.. وشراء الدماغ من التزوير الذي تمارسه السلطة مقابل تعيين هنا أو هناك!! .. وحتي الآن نجده حريصاً علي المشاركة في كل الأحداث ومهموماً بقضايا المواطنين الغلابة... ولكل هذه الأسباب.. قامت قوات الأمن باعتقال أبوالعز الحريري.. لإسكاته وإسكات غيره عن الوقوف ضد السياسات الفاسدة للنظام. .. وضد الديكتاتورية والاستبداد. .. وضد التوريث وعودة سيطرة رأس المال علي الحكم. .. وضد الطوارئ. .. وضد تزوير الانتخابات. .. وضد بيع الغاز لإسرائيل بأبخس الأسعار. .. وضد الغلاء. .. وضد المحتكرين. .. وضد بيع أراضي الدولة بالفساد والإفساد. .. وضد نهب ثروات مصر والأجيال القادمة.