أكد صبري الباجة- القيادي بتحالف المصريين الأمريكيين- أنه رغم ضخامة المعونة الأمريكية والتي بلغت قرابة 60 مليار دولار خلال الثلاثين سنة الماضية، فإن قطاعات عريضة من الشعب المصري لا تشعر بها، ربما بسبب الغموض وعدم الإعلان عن أوجه إنفاقها، مضيفًا خلال إحدي جلسات مؤتمر المصريين الأمريكيين أن غالبية المصريين يشعرون بأن المبادئ الأمريكية الخاصة بالحرية والديمقراطية مجرد شعارات، خاصة عندما تغض البصر عن ممارسات النظام ضد المعارضة الساعية للديمقراطية، وبذلك تبدو أمريكا كأنها مناصرة وداعمة للنظام المصري في ممارسته العنف والتعذيب وكذلك في عدم اتخاذها مواقف إدانة للممارسات الإسرائيلية في غزة. وأضاف الباجة أن الرأي الذي ورد علي لسان أحد المقربين من النظام المصري بأن الرئيس القادم لابد أن يحصل علي موافقة أمريكية وعدم معارضة إسرائيلية تسبب في انطباعات سيئة عن السياسة الأمريكية وتدخلها في شأن مصري خاص، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تصويت أمريكي مبكر في صندوق انتخابات الرئاسة القادمة، مشددًا علي أن المصريين ينظرون لهذه الأقوال باستياء شديد ويرون فيها نوعًا من فرض الإرادة الأمريكية علي حق المصريين في اختيار رئيسهم في انتخابات حرة ونزيهة، دون وصاية أمريكية، لاختيار رئيس يعمل لصالح الشعب المصري وليس لخدمة المصالح الأمريكية. وأشار إلي أن مثل هذا التدخل قد يحقق مصالح أمريكية محدودة ومؤقتة، وأنه علي الإدارة الأمريكية إدراك أن النظم تتغير والرؤساء يموتون، والشعوب هي الباقية ووقتها إذا لم تغير الولاياتالمتحدة سياستها لن تبقي سوي المرارة في حلق الشعب المصري تجاه كل ما هو أمريكي، وهو أمر يجب أن تنظر إليه الإدارة الأمريكية بجدية. وقد حضر الجلسة من الجانب الأمريكي كل من ديفيد مكنيرني- مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط- وديفيد أوتاواي- كبير الباحثين بمركز وودرو ويلسون- ومارينا أوتواي من مؤسسة كارنيجي للسلام. بينما حضر من الجانب المصري عدد من رموز العمل السياسي في مقدمتهم الدكتور سعد الدين إبراهيم والدكتور أسامة الغزالي حرب العالم الدكتور ابراهيم عويس والدكتور نعيم الشربيني والدكتور كمال الصاوي والدكتور مختار كامل والدكتور محمد فريدة والباحث سامر شحاته. أدار الحوار د. مختار كامل وتحدث في البداية د. أسامة الغزالي، وشادي طه - عضو الهيئة العليا للغد - ومحمد نصير- عضو حزب الجبهة، وعضو جمعية الصداقة المصرية الأمريكية- وأشار الدكتور مختار كامل إلي تراجع الإدارة الأمريكية وخفض الأصوات الأمريكية المطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر، وقارن بين الحماس الذي ساد الأوساط الأمريكية لقضية الديمقراطية في مصر في أوقات سابقة والموقف الآن، بينما تحدث الدكتور نعيم الشربيني عن المعونة الأمريكية، قائلا إنها ارتفعت بعد اتفاقية كامب ديفيد لكن الانطباع السائد في الشارع المصري، أن المعونة لا يستفيد بها الشعب، ويعود ذلك إلي أن اختيارات توزيع المعونة علي القطاعات المختلفة تخضع للحكومة المصرية، والتي غالبًا ما توزعها علي الجهات ذات الصلة بها. من جانبه أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي شارك بصفته أستاذًا جامعيًا وناشطًا سياسيًا مرموقًا أنه رغم الانطباع السائد بالعداء لأمريكا بين المصريين والعرب فإن هناك إعجابًا بكل ما هو أمريكي ما عدا سياستها الخارجية، خاصة نحو الصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف إبراهيم أن الذين يروجون للعداء للولايات المتحدة هم الحكام الذين يريدون صرف أنظار شعوبهم عن محاسبتهم والمشاركة في حكم أنفسهم وفي ثروة بلادهم.