هل المصحف هو كلام الله وما الفرق بين القرآن الكريم والمصحف؟ وما أسماء القرآن الكريم؟القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل علي قلب الرسول صلي الله عليه وسلم لهداية البشر وهي رسالة نورانية لإخراجهم من الظلمات من النور، والقرآن الكريم في اللغة هو مصدر مرادف للقراءة ثم أصبح هذا المعني المصدري اسما للكلام المعجز والمنزل علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم من باب إطلاق المصدر. بينما يقول علماء اللغة أنه كلام الله المنزل علي سيدنا محمد المكتوب في المصاحف والمنقول بالتواتر وقد حمل القرآن الكريم العديد من الأسماء القرآنية وكذلك البشرية فقد ذكر لفظ القرآن صريح في كتاب الله فقال تعالي «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاًفا كثيرًا». وقد ورد لفظ القرآن في 43 موضعًا وهي من أكثر الأسماء التي أطلقت علي كتاب الله المنزل علي الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك فأطلق عليه لفظ القرآن عملا بقول الله «قرآنا أنزلناه». بينما ورد لفظ الفرقان في 4 مواضع فقال تعالي « شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان» وكان لفظ الذكر من الأسماء التي وردت في تسمية كتاب الله وردت في 4 مواضع ومنها «ص والقرآن ذي الذكر» بينما جاء بلفظة الكتاب في 68 موضعًا «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين» ولكنه لم يرد لفظ المصحف كاسم صريح في القرآن الكريم. ولكن من الذي أطلق لفظ المصحف علي القرآن الكريم؟ يقال إن لفظ المصحف يطلق علي كل ما يجمع بين دفتي كتاب من صفحات مهمة ذات قيمة، ولكن متي أطلق مصطلح المصحف علي القرآن الكريم؟ ولماذا تحول لمصطلح شائع يطلقه العوام علي كتاب الله؟ في ذلك اختلفت الروايات فهناك من يري أن هذا اللفظ قيل في عهد أمير المؤمنين أبي بكر الصديق بعدما جمع القرآن الكريم وهذا ما يؤكده ما ورد بقول الإمام السيوطي في كتاب الإتقان أنه لما جمعوا القران الكريم فكتبوه علي ورق فقال أبو بكر: التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر وقال بعضهم المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف». لذلك لم يكن المصحف يطلق علي كتاب الله في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وإنما سمي بذلك في عهد أبي بكر. وهناك رأي آخر يري أن المصحف أطلق علي القرآن الكريم عندما جمعه عثمان بن عفان في صورته النهائية. كما ورد في الكتاب بمعني آخر فقد ورد في القرآن الكريم تعبيراً عن الكتب الأولي فقال تعالي «أن هذا لفي الصحف الأولي صحف إبراهيم وموسي» ويقول المفسرون إن تلك الصحف - أي الكتب - كانت في متناول القرشيين لذا اتخذها الله تعالي حجة عليهم. والحال نفسه مع التوراة الأصلية التي احتج الله تعالي بها علي اليهود في المدينة وقال لهم (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) وكان استخدام هذا المصطلح شائعًا منذ الجاهلية ولكنه أطلق علي القرآن الكريم لأنه أول كتاب كامل في الأديان بينما كان يطلق علي اليهود أهل الكتاب لأنهم كانوا يجيدون الكتابة، بينما جعلوا كتابهم في قراطيس يبدون بعضها ويخفون بعضها وكانت لفظة الصحيفة تطلق علي «صحيفة المتلمس» وهو اسم لأحد الشعراء.