ليس سراً أن نذكر أن «حسن يوسف» لم يتم تكريمه ومع سبق الإصرار والترصد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما المصرية اللذين تشرف عليهما وزارة الثقافة المصرية بسبب ذقنه.. ليست ذقنه تحديداً ولكن بما تحمله هذا الذقن من تداعيات لأن وزير الثقافة «فاروق حسني» اعتبر أن ذقن «حسن يوسف» وصعوده علي المسرح يعني مباركة من الدولة لأصحاب الذقون، وهي بالتأكيد رؤية قاصرة لا يراها سوي فقط الوزير؟! اسم حسن يوسف مطروح دائماً مع كل التكريم تقيمه الدولة إلا أنها سرعان ما تتراجع عن هذا التكريم. كان قد اتصل «بحسن يوسف» قبل نحو خمس سنوات أعضاء من المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي وأخبروه بأن الدولة سوف تكرمه فوافق ثم في اللحظات الأخيرة تم استبعاده بعد أن راجعوا الوزير ولم يقل أحد صراحة أن السبب هو ذقن «حسن يوسف» إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنها ذقن الأستاذ «حسن» لا أتصور أن الدولة علي المستوي الرسمي تضع «حسن يوسف» في قائمة الممنوعين من التكريم بدليل أن وزارة الإعلام من خلال مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون قد سارعت بتكريمه قبل ثلاثة أعوام، من الواضح أن منع تكريم «حسن» هو اجتهاد شخصي أو قناعة شخصية من فاروق حسني. مهرجان القاهرة السينمائي يضع قاعدة التكريم للكبار طبقاً لعامل الزمن وهكذا تم تكريم جيل «كمال الشناوي» ثم انتقل إلي جيل «محمود يسن»، وبعد ذلك جيل «محمود حميدة» وسقط اسم «حسن يوسف».. كان «حسن يوسف» قد أعلن توقفه عن تمثيل الأدوار الاجتماعية واكتفي خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة فقط بالمسلسلات الدينية، وبرغم أن هذه في النهاية قناعاته وأنا علي المستوي الشخصي اختلفت مع هذا الاختيار إلا أن من حقه أن يطلق ذقنه أو يحلقها أو يمثل أعمال دينية فقط، ولكن ليس من حق الدولة أن تسقط تاريخ «حسن يوسف» وكأنه ماعداش علي دنيا الإبداع في مصر لأننا نكرم «حسن يوسف» التاريخ والعطاء. عاد «حسن يوسف» إلي الأدوار الاجتماعية في رمضان ومهما كانت لي أو لكم علي مسلسل «زهرة» من ملاحظات فإن الأهم هو أن «حسن» قد عاد إلي ممارسة فن التمثيل بمعناه الأشمل، وهو أن يقدم دوراً درامياً به ضعف مثل كل البشر. لو حذفنا من تاريخ «حسن يوسف» أعماله الأخيرة سواء اتفقنا أو اختلفنا علي المستوي فهو صاحب قامة وقيمة عالية يستحق التكريم لهذا التاريخ. وأمام وزارة الثقافة الفرصة لإصلاح هذا الخطأ الفادح والفاضح في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي القادم بتكريم لائق بهذا الفنان الكبير ولا أتصور أن ثمن التكريم هو حلاقة ذقنه!!