دعت الأستاذة سكينة فؤاد إلي تدشين حملة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح. حين تقرأها أو تسمعها، تشعر بمدي الجدية والتفاني في كلامها. هي تشعر أن هذه أهم حملة، والمشروع القومي صاحب الأولوية فوق كل المشاريع في مصر. بالمناسبة، الأمر بالفعل كذلك، لكن هذا ليس موضوعنا. موضوعنا هو أنني مشفقة جدا علي الأستاذة سكينة فؤاد والدكتورة زينب الديب، لأنهما أول مؤذنتين في التاريخ.... في مالطا. السيد جمال مبارك والسيد وزير الزراعة يقولان إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لا يستحييييل أبدا، يا إحنا يا الاكتفاء الذاتي في البلد. السيد الرئيس ذهب إلي واشنطن بصحبة ابنه، حيث تحدث عن مصر اللي يسوي واللي ما يسواش في الصحافة الأمريكية، مؤكدين أن هذه الرحلة ليس لها هدف إلا تمرير التوريث. الشعب يتظاهر ثورة لكرامة مصر المهدرة في مباراة كرة قدم، أو نصرة لدين الله المتجسد في سيدة لا تريد زوجها، ودخل المسلمون والمسيحيون لبعضهم البعض قافية تظاهرات في دور العبادة. قووووم تأتي الأستاذة سكينة فؤاد، والدكتورة زينب الديب آملتين في إقناع كل هؤلاء بتحقيق الاكتفاء الذاتي من لقمة العيش، موضحتين أنه لا يتعلق بالطعام، ولا بسفرة رمضان، وإنما هو أمن قومي، يتصل بالسيادة واستقلال القرار. دي ألفاظ؟ يبدو أنني الوحيدة التي أشفقت علي الأستاذة سكينة فؤاد، وعلي رغبتها العارمة في مشاركة أطياف الشعب معها في هذه الحملة التي أخذتها علي عاتقها منذ خمس سنوات، وتسبب ذلك في إغلاق مقالاتها في الأهرام بالضبة والمفتاح، وبعد أن فقدت الأستاذة سكينة فؤاد كل أمل في صناع القرار، الآن هي تلجأ للشعب. فارتأيت تقديم بعض الاقتراحات التي ربما تلفت النظر لتلك الحملة وسط هذا الزار الذي نعيش فيه: 1- تكوين فريق كرة قدم وإطلاق عليه اسم: فريق الاكتفاء الذاتي من القمح. ثم التفاهم مع المنتخب الجزائري، وإيضاح الأبعاد الاستراتيجية لأهمية فوز هذا الفريق علي المنتخب الجزائري عشرة/ صفر، والدعاء بأن يستجيب المنتخب الجزائري ولا يتربس دماغه، ويمنحنا الفوز في هذه المباراة. 2- الإيعاذ للألتراس الجزائري بخلع البنطالونات لفريق الاكتفاء الذاتي من القمح، وحبذا لو خرج علينا لاعبو الفريق باكين في الفضائيات، صارخين: الإزاز في تي شيرتي.. الإزاز في تي شيرتي. فهي جملة لها مفعول السحر علي جماهير الشعب. 3- إقناع علاء مبارك بإجراء اتصال مع عمرو أديب يردد فيه: اللي ما يحبش القمح ما يلزمناش. 4- إشاعة خبر اختطاف فتاة مسيحية اسمها «قمح» وأسلمتها. مما سيضمن تظاهرات بعشرات الآلاف في الكنيسة لاستعادة: قمح. 5- ثم إشاعة خبر أن «قمح» تم تسليمها للكنيسة، مما سيترتب عليه تظاهرات بعشرات الآلاف في المساجد لاستعادة: قمح. 6- إشاعة خبر اختطاف فتاة مسلمة اسمها «اكتفاء ذاتي» وتنصيرها. 7- إشاعة خبر إعادة «اكتفاء ذاتي» للأزهر. هذه مساهمة بسيطة في حملة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح التي يقترحها مواطنون عاقلون يقطنون معنا في مصحة أمراض عقلية كبيرة. أرجو أخذ الاقتراحات بعين الاعتبار إن كنا جادين في تدشين الحملة.