قل لي من يمولك، أقل لك من أنت. وعلي رأي المخضرمين في الوسط الفني: المنتج هو صاحب الشغل الوحيد. بدونه تبقي أخطر المشاريع الفنية مجرد أفكار علي الورق هو وحده يتمتع بحق الفيتو. وعلي من يتحدي إرادته أن يتعلم كيف يسدد علي داير المليم فاتورة التغريد خارج السرب. يحدث هذا نفسه علي نطاق أوسع في السياسة، كما ذكرت هنا الأربعاء الماضي عن مسلسل الجماعة الذي خطف النوم من عيون الكثيرين. استعان وحيد حامد بكل هذا الطوفان من المعلومات الموثقة تاريخياً، ليضع منذ البداية النقاط علي الحروف غير عابئ بكم الصياح الذي سيثيره العمل. لا شيء يبعث علي الاستغراب فلقد كان ارتياد حقول الأغلام دائمًا هو الرياضة المفضلة لدي وحيد حامد، وهو ما دفعه إلي أن يحكي بدون لف أو دوران كيف أن حسن البنا، أو فضيلة المرشد كما اشترط هو علي أتباعه أن ينادوه، اعتاد علي تلقي التبرعات السخية من المدير الفرنسي لشركة قناة السويس، كانت الشركة تتصرف في الواقع هكذا بالنيابة عن مجمل المصالح الغربية في مصر والمنطقة عموماً ولم تقتصر مصادر التمويل علي المدير الفرنسي لشركة قناة السويس بل تجاوزته لتشمل أيضاً العائلة المالكة ذات التوجه الوهابي في السعودية فضلاً عن المندوب السامي البريطاني في القاهرة الذي اعتبر أن الجماعة هي الحل السحري لضرب الوحدة الوطنية التي أراقت المحتل أثناء ثورة 1919 تحت شعار: عاش الهلال مع الصليب. وسرعان ما امتدت الأصابع الأمريكية لتعبث هي الأخري في الظلام الوثائق المفرج عنها حديثاً من وزارتي الخارجية في لندن وواشنطن عن تلك الفترة هي التي أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن جسد الجماعة المترهل بالطبع ليس كل الشباب المضللين داخل الجماعة علي علم بهذه العلاقات التحت أرضية أغلبهم ينطبق عليه المثل القائل: الصبيان ما يعرفوش لمعلم الكبير. ما يثير السخرية حقاً هو تلك العقلية ذات البعدين التي لا تعترف بالتعددية أو التنوع. كل من يختلف مع الجماعة الفاشية التي تريد العودة بنا إلي ليل القرون الوسطي، لابد أن يكون من مؤيدي النظام المستبد الذي ينضح فساداً. هو خلاص مافيش اختيارات تانية؟ إما الإيدز أو السرطان؟ لماذا لا نجرب تمزيق ورقة الامتحان والبحث عن الحل خارج المقرر؟