صحيفة إسرائيلية: المدير اليهودي لممتلكات عائلة محمود خليل هرب باللوحة الأصلية من مصر ووضع نسخة مقلدة بدلاً منها فاروق حسني قالت مصادر قضائية ل«الدستور» إن فاروق حسني- وزير الثقافة- طلب من المستشار عبدالمجيد محمود - النائب العام- في اتصال هاتفي المثول أمام النيابة للإدلاء بأقواله حول واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من داخل متحف محمود خليل. وأشارت المصادر إلي أن الوزير أكد أنه سيتوجه إلي نيابة شمال الجيزة للإدلاء بأقواله خلال ساعات. من ناحية أخري فجر خبير في أنظمة المراقبة والإنذار مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده أن لوحة «زهرة الخشخاش» التي سرقت مؤخراً من متحف محمود خليل ليست النسخة الأصلية للوحة الفنان العالمي فان جوخ، وقال إن اللوحة الأصلية لم ترجع إلي مصر في المرة الأولي التي سرقت فيها قبل نحو ثلاثين عاماً. وأكد د.عبد الحميد عمران- الخبير الذي تولي تأمين ووضع أنظمة الإنذار للعديد من المتاحف المصرية- أن اللوحة الأصلية بيعت بعد سرقتها للمرة الأولي في عام 1978 بمزاد سري بالعاصمة البريطانية لندن، بمبلغ 45 مليون دولار، مشيراً إلي أن وسائل إعلام غربية أشارت إلي ذلك وقتها. وأشار عمران إلي أن الخبراء الفرنسيين الذين تولوا فحص اللوحة عقب عودتها للمرة الأولي بفرنسا أكدوا عدم وجود شهاداتها الأصلية "البصمة" التي توثق علاماتها المميزة وتاريخ انتقالاتها، واعتمدوا في تقريرهم علي المعاينة البصرية، قبل أن تخرج أنباء بيع اللوحة التي عادت إلي مصر وقتها بطريقة غامضة لم يعلن عن تفاصيلها. وأضاف أن مواقع إنترنت متخصصة في اللوحات المسروقة أكدت مؤخرا أن اللوحة المعروضة بمتحف محمود خليل ليست النسخة الأصلية من "زهرة الخشخاش"، وأن اللوحة الأصلية بيعت في مزاد سري بلندن بعد سرقتها من مصر بعامين، وبعد أن أعلنت السلطات المصرية عن استعادة اللوحة في 1979 بعام واحد. وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن اللوحة التي تمت سرقتها من متحف محمود خليل قد تكون "مزيفة"، وأكدت الصحيفة العبرية في تقرير لمحللها السياسي "بني تسيبار" الذي زار مصر أكثر من مرة، أن عائلة خليل كان لها مدير يهودي لممتلكاتها يدعي موصيري، ورجحت «هاآرتس» أن يكون مدير ممتلكات العائلة قد أخذ لوحاتها الأصلية ووضع أخري مقلدة بدلا منها قبل رحيله من مصر في زمن الرئيس جمال عبد الناصر. وقال بني تسيبار في تقريره إنه رافق خلال إحدي زياراته لمصر باحثة فنون إسرائيلية تعمل أستاذة بجامعة تل أبيب، وأكد أنها وقفت خلال زيارتهما لمتحف محمود خليل أمام لوحة "زهرة الخشخاش" وقالت له فجأة "هذه اللوحة ليست لوحة فان جوخ الشهيرة"، وأضاف أن خبيراً فنياً آخر بجامعة حيفا أخبره عن عمليات التزييف والتزوير التي تعرضت لها لوحات فان جوخ. جدير بالذكر أن ريتشارد موصيري الذي ذكره تقرير «هاآرتس» كان صديق محمود خليل، صاحب المتحف الشهير، بجانب عمله كمدير لممتلكات عائلته، وبحسب روايات المقربين من خليل فإنه كان معتاداً علي حضور مزادات ومعارض اللوحات العالمية بصحبة موصيري الذي خرج من مصر، وترددت أنباء عن قيامه بسرقة بعض اللوحات المملوكة لخليل، واستبدالها بأخري مزيفة، وهروبه باللوحات الأصلية خارج البلاد.