إعداد- محمد فارس : اهتمت الصحف المحلية و العالمية والشبكات الإخبارية خلال الأيام الثلاث الماضية ، بحادث سرقة لوحة الفنان الهولندي- رائد مدرسة ما بعد الانطباعية في الفن " فانسان فان جوخ" من متحف محمود خليل بالجيزة، والذي تعد أعماله من أكثر الأعمال ارتفاعا في أسعارها. مبارك يتابع حادث سرقة زهرة الخشخاش قالت صحيفة الاهرام ان الرئيس حسني مبارك يتابع تداعيات اختفاء لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل بالجيزة ، وصرح مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء بأن الدكتور أحمد نظيف تلقي تقريرا أمس من وزير الثقافة حول ملابسات الحادث. ومن جهته وجه المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام انتقادات لاذعة إلي مسئولي وزارة الثقافة بعد تفقده للمتحف أمس ، مؤكدا أن حالة التسيب والإهمال الواضحة في إجراءات تأمين المتحف هي السبب الرئيسي وراء سرقة لوحة زهرة الخشخاش من داخله. وأكد النائب العام أن ممثلي النيابة العامة في مصر سبق وأن حذروا من ضعف إجراءات التأمين والحماية للآثار والمقتنيات العالمية منذ واقعة سرقة متحف محمد علي في شبرا عام2009 ، وتقدر القيمة السوقية للوحة المسروقة بنحو55 مليون دولار ، ولا تقدر قيمتها الفنية بثمن بوصفها أشهر أعمال الفنان الراحل فان جوخ. وكشفت المعاينة الميدانية للمتحف عن أوجه قصور فاضحة في تأمينه ، منها تعطل43 كاميرا مراقبة من بين50 كاميرا مجهزة للعمل علي مدي ال24 الساعة ، كما تبين أيضا تعطل جميع أجهزة الإنذار المرتبطة بموقع المقتينات واللوحات النادرة بالمتحف. وعبر المستشار عبد المجيد محمود عن استيائه الشديد إزاء أداء مسئولي المتحف الذين دأبوا علي تسديد محاضر الجرد اليومي للمقتنيات شكليا علي الورق دون التأكد من وجود المقتنيات المسجلة في دفاترهم. وزارة الثقافة تتسرع فى اصدار بيان يؤكد استعادة اللوحة . ومن جهته أصدر فاروق حسني وزير الثقافة ، فور التأكد من سرقة اللوحة قرارا عاجلا بإجراء تحقيق إداري مع المسؤولين في المتحف، ومع قيادات قطاع الفنون التشكيلية في الوزارة، فضلا عن تكليف المستشار القانوني للوزارة وفريق من الشؤون القانونية بمباشرة التحقيق الإداري في موقع الحادث وعرض النتيجة عليه خلال 48 ساعة ، كما أجرى حسني اتصالات عاجلة مع الأجهزة الأمنية لمراقبة منافذ البلاد الجوية والبحرية والبرية. وكانت وزارة الثقافة قد أصدرت بيانا متسرعا أمس الأحد تؤكد فيه على استراد اللوحة من شاب ايطالى ، كان من بين زائرى المتحف ، وذلك ليس صحيحا ، مما وضع الوزارة فى موقف حرج أما الدولة والرأى العام أبضا . شعلان ينفى اصدار الوزارة للبيان المتسرع . نشرت صحيفة المصرى اليوم نفى رئيس قطاع الفنون التشكيلية محسن شعلان أن يكون البيان المتسرع صادرا عن الوزارة، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام المصرية هي التي أذاعت خبر استرداد اللوحة. وأوضح أن اللوحة كانت معلقة في مكانها حتى الساعات الأولى من نهار السبت في حين اكتشف اختفاؤها نحو الواحدة والنصف ظهرا. وأكد أن عدد زوار المتحف يوم السبت لم يتجاوز 11 من جنسيات مختلفة، منهم سائحون إسبان تم تفتيشهم قبل خروجهم من المتحف عقب اكتشاف السرقة ولم يعثر على اللوحة معهم. ووجهت نيابة شمال الجيزة، أمس، تهمة الإهمال الجسيم ل14 من مسؤولى وزارة الثقافة فى واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل، ظهر أمس الأول، بينهم محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة، وريم أحمد بهير، مديرة المتحف. وأجرى النائب العام تجربة عملية لاختبار نظام تأمين المتحف فاقترب من إحدى اللوحات ووضع يده عليها مرتين، إلا أن أجهزة الإنذار لم تعمل. وقال فى تصريحات صحفية عقب المعاينة إن سور المتحف قصير ويسهل القفز فوقه، واصفاً حراسة المتحف بأنها "شكلية" وتتكون من 7 أفراد أمن فقط فى ظل تعطل أجهزة الإنذار. النيابة : المتهم نفذ جريمته دون ان تشعر به اجهزةالمراقبة والكاميرات وكشفت تحقيقات النيابة عن أن المتهم المجهول دخل الغرفة المخصصة لعرض اللوحة وفى حوزته آلة حادة "كتر" انتزع به اللوحة بعد أن أحضر "كنبة" وصعد فوقها ليتمكن من الوصول إلى اللوحة، ثم خرج من المكان وبحوزته اللوحة وسلاحه الأبيض دون تفتيش، ودون أن ترصده الكاميرات أو تنطلق صافرات الإنذار، وتبين من التحقيقات أن الإجراءات المتبعة فى المتحف لا تشترط تفتيش الزوار أو تسجيل أسمائهم فى الدفاتر. وحمل فاروق حسنى، وزير الثقافة، محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ومسؤولى المتحف، المسؤولية عن اختفاء اللوحة التى تصل قيمتها إلى أكثر من 50 مليون دولار، وأصدر قرارا بوقفهم عن العمل، واتهمهم بالإهمال. النيابة تستدعى 14 مسئولا بوزارة الثقافة أمر المستشار هشام الدرندلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، باستدعاء 14 مسؤولا عن متحف محمد محمود خليل لسؤالهم عن الواقعة، وأسباب تعطل أجهزة الإنذار، ومن بينهم محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وريم أحمد بهير، مديرة المتحف، والقائمة بأعمال مدير المتحف، وأمين عام المتحف، وأفراد الأمن المكلفين بالحراسة والموظفين. وقال فرد الأمن الذى اكتشف السرقة فى التحقيقات إنه علم بها فى الواحدة والنصف، ظهر أمس الأول، وأبلغ المسؤولين عن المتحف بالواقعة، فيما أكد بعض الموظفين فى التحقيقات أن الكاميرات متهالكة، والرقابة منعدمة نهائيا فى المكان. وقال مصدر قضائى إن تهمتى الإهمال العمد والتسبب فى إلحاق ضرر بجهة العمل تنتظران المسؤولين الأربعة عشر، وتكثف أجهزة الأمن فى الجيزة جهودها لكشف غموض الجريمة. السلطات الأمنية بمطار القاهرة تنفى القبض على سارق اللوحة . ونشرت صحيفة الاخبار تقول ، نفت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولى بشكل قاطع المعلومات التى ترددت عن إلقاء القبض على شخصين يحملان الجنسية الإيطالية وبحوزتهما لوحة "زهرة الخشخاش"، وقالت المصادر إنها أبلغت اللواء حمدى عبدالكريم، مساعد أول وزير الداخلية مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية، واللواء عدلى فايد مساعد أول وزير الداخلية مدير الأمن العام، فى تمام الساعة الثانية عشرة من صباح أمس، بأنه لم يتم القبض على أى شخص. وأكدت المصادر أن المعلومات التى وردت فى بيانات وزير الثقافة لم تصدر عن أمن المطار، وأن فاروق حسنى، وزير الثقافة، لم يجرِ أى اتصالات هاتفية مع المسؤولين بأمن المطار ليتأكد من مدى صحة هذه المعلومات قبل أن يعلنها فى بيان رسمى. وأضافت المصادر الأمنية بمطار القاهرة أن اللواء سامى دراز، مساعد أول وزير الداخلية، قرر فرض إجراءات أمنية مشددة فى عمليات فحص وتفتيش السائحين المغادرين خاصة على حقائبهم، وأنه تم تكثيف العمل بالكاميرات وأشعة الفحص الخاصة بفحص الأمتعة، مؤكدة أن اللوحة لم تخرج من مصر حتى الآن عن طريق مطار القاهرة منذ الإبلاغ عن سرقتها. فاروق حسنى إتصل بالرئيس مبارك وأبلغه خبر عودة اللوحة . وردا على تضارب البيانات الصادرة من وزارة الثقافة حول عودة اللوحة مرة أخرى ، أكد وزير الثقافة، ، ان مصدر المعلومات عن عودة اللوحة هو محسن شعلان، الذى اتصل به "مهللا" وأبلغه بالعثور على اللوحة، وبعدها اتصل عدد من الصحفيين لتهنئة الوزير بالعثور عليها. وأشار "حسنى" إلى أن الرئيس مبارك يتابع الموقف بنفسه، وقال: "اتصلت بالرئيس وأبلغته خبر عودة اللوحة، استنادا للمعلومات التى وصلتنى، وبعد ذلك أبلغت مكتبه بأن هذه المعلومات غير دقيقة". وقال محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لصحيفة الشروق إن اللوحة سرقت بطريقة سهلة وبدائية جدا حيث تم قصها من على البرواز، الذى يحملها، مضيفا أن اللوحة كانت تشارك مؤخرا فى معرض كبير فى إيطاليا، وعادت منذ أيام لمكانها بالمتحف بالقاهرة. وأوضح شعلان أن "المتحف فى مرحلة تطوير، لذلك كانت كاميرات المراقبة والأجهزة الأمنية معطلة، وكان من المفترض أن يتم إغلاقه خلال الشهر الجارى، تمهيدا لبدء أعمال التطوير". الصحف العالمية تلقى الضوء على الحادث وألقت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية الضوء علي حادث سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" التي تعتبر أحد أشهر لوحات فان جوخ "للمرة الثانية". وأضافت الصحيفة أن سرقة اللوحة سببت إحراجا كبيرا لمسئولي المتحف الذين يخضعون طبقا لتقارير مصرية إلي تحقيق حول الحادث. واختلفت تقديرات التقارير الإخبارية العالمية حول ثمن اللوحة فمنهم من وضعها فوق الثلاثين مليون دولار، فيما وضعها آخرون عند55 مليون دولار. وأشارت الصحيفة إلي أن اللوحة تقدر ب32 مليون دولا. وذكرت أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها اللوحة للسرقة من هذا المتحف. فقد كانت المرة الأولي في عام 1978 وعثرت عليها السلطات بعد ذلك بعامين في مكان لم يكشف عنه في الكويت. - قمية مقتنيات متحف محمود خليل تقد ب 7 مليارات جنيه وفى نفس السياق قالت شبكة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية المتخصصة إن اللوحة تقدر بحوالي 55 مليون دولار، مشيرة إلي أن متحف محمود خليل يضم 304 لوحات لنحو 143 فنانا تقدر قيمتها بسبعة مليارات جنيه مصري أو ما يعادل 1.2 مليار دولار. وتابعت الوكالة أن المتحف يعرض لوحات بينها خمس لوحات أصلية للفنان الفرنسي أوجست رينوار. صالة كريستى للمزادات : اللوحة مهمة لأنها تمثل نقطة تحول لفان جوخ . وقالت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية البريطانية إن فان جوخ رسم معظم الأعمال التي اشتهر بها في 29 شهرا من النشاط المحموم قبل أن ينتحر في عام 1890 عن عمر يناهز ال 37 عاما. ونقلت الشبكة عن كونور جوردن من صالة كريستي للمزادات في نيويورك القول إن لوحة"«زهرة الخشخاش" مهمة لأنها تمثل نقطة تحول في أسلوب رسم فان جوخ. زيادة التواجد الأمنى فى منافذ السفر . ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية قولها بأنه تم زيادة التواجد الأمني على منافذ السفر وتوسيع عمليات الاشتباه والتفتيش اليدوي بالتعاون مع رجال وحدة المضبوطات الأثرية بالمطار مع عدم استثناء أحد من عمليات التفتيش سواء في صالة كبار الزوار أو صالة رقم أربعة المخصصة للطائرات الخاصة، إلى جانب وضع بعض الأسماء المشبوهة على قوائم الجوازات من أجل تشديد فحصهم لمنع أي محاولات تحايل لتهريب اللوحة. كما تشمل عمليات الفحص كل طرود البضائع المغادرة والمشحونة من قرية البضائع أو الحقائب الدبلوماسية وذلك بالتعاون مع كل الجهات المختصة. رئيس وحدة المضبوطات نعمل لمنع تهريب اللوحة جارج مصر . ونشرت جريدة الحياة اللندنية تحت عنوان " أنباء متضاربة عن مصير اللوحة المسروقة في القاهرة" قول احمد الرواي، رئيس وحدات المضبوطات الأثرية بالمنافذ، إنه تم استدعاء رجال الآثار لفحص عدة لوحات وأعمال فنية كانت بصحبة راكبين أمريكيين، الأول كان متجها إلى نيويورك على طائرة شركة "دلتا"، والثاني كان في طريقه إلى واشنطن على الطائرة الايطالية المتجهة إلى أمريكا عبر روما. وتم فك البراويز للوحات المصاحبة لهما وتفتيشها، ولم يتم العثور على شيء وسمح للراكبين بالسفر بلوحاتهم. وأضاف الراوي أن تعليمات مشددة صدرت لرجال وحدة المضبوطات الأثرية بكل المنافذ بالمكوث طوال 24 ساعة والتعاون مع رجال الأمن لمنع محاولات تهريب اللوحة الشهيرة. نشأة متحف محمود خليل وحرمه . ويعود المتحف في الأصل الى قصر لمحمد محمود خليل الذي اشتهر بعشقه للفنون، واقتنائه لوحات أشهر فناني العالم، وكان راعيا للحركة التشكيلية، فضلا عن تأسيسه جمعية محبي الفنون الجميلة مع الأمير يوسف كمال عام 1924، ثم تولى رئاستها عام 1925. ويرجع بناء القصر إلى عام 1915، تطل واجهته الشرقية على النيل في حين يعلو مدخل القصر من تلك الواجهة هيكل معدني زجاجي اعتُبر تحفة معمارية. وتستغل الأدوار الأرضي والأول والثاني لعرض مقتنيات المتحف، أما الدور تحت الأرضي فتشغله الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث. وظل القصر منذ إنشائه مسكنا لأسرة خليل ومقرا لمجموعته الفنية الثمينة، إلا أنه تنفيذا لوصية زوجته الفرنسية املين هكتور لوس تحول القصر في يوليو 1962 إلى متحف يحمل اسمه. ومن أشهر الأعمال في المتحف تمثال "نداء السلاح" للفنان رودان ، ولوحة "الحياة والموت" لغوغان ، بالاضافة الى 9 لوحات لجان باتيست كامي. أما لوحة "زهرة الخشخاش"، فأثيرت ضجة كبيرة حولها عام 1988 حين أعلن الكاتب الراحل يوسف إدريس في صحيفة الأهرام أن اللوحة الموجودة في المتحف نسخة مزيفة وأن الأصلية بيعت في إحدى صالات المزادات في لندن بمبلغ 43 مليون دولار، حيث كانت اللوحة نفسها قد تعرضت لعملية سرقة غامضة عام 1978 وأعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة أكثر غموضا، وهو ما أعطى انطباعا أن غرض السرقة كان نسخ اللوحة وتهريب الأصلية للخارج، إلا أنه بعد الكشف على اللوحة من جانب متخصصين فرنسيين ثبت أنها أصلية. وتوضع "زهرة الخشخاش" في الدور الأول بالمتحف في قاعة بمفردها؛ وتم طلاء الغرفة باللون الداكن، ووضعت مجموعة من المقاعد لإتاحة الفرصة لرؤيتها والاستمتاع بها. يذكر أن لوحات تعرضت للسرقة في الفترة الأخيرة في مصر، منها لوحتان لحامد ندا سرقتا من دار الأوبرا في سبتمبر 2008 ولكن التشكيلي المصري هشام قنديل مدير أتيليه جدة للفنون التشكيلية في السعودية أعادهما بعد علمه بخبر السرقة. كما سرقت تسع لوحات أثرية ترجع لعصر أسرة محمد علي في مارس 2009 من قصر محمد على بمنطقة شبرا الخيمة ، إلا أنه عثر عليها بعد عشرة أيام. وأشارت وزارة الثقافة آنذاك إلى أن الجهات الأمنية تلقت اتصالا من مجهول للإبلاغ عن مكان اللوحات ، من دون تحديد المكان الذي عثر فيه على اللوحات ولا من هم اللصوص.