سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحقيقات كشفت تعطل جميع أجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة.. النائب العام يعاين موقع سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" ويمنع وكيل وزارة الثقافة و15 آخرين من السفر
تراجع فاروق حسني وزير الثقافة عن تصريحه السبت بأن السلطات الأمنية بمطار القاهرة ضبطت لوحة "زهرة الخشخاش العالمية" التي سرقت من متحف محمد محمود خليل مع شاب إيطالي بمطار القاهرة قبيل سفره للخارج. وقال في تصريحات الأحد إنه تبين له أن المعلومات التي أبلغه بها محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية حول استعادة اللوحة كانت غير دقيقة ولم تتأكد حتى الآن من الجهات المختصة. وكان شعلان أكد في تصريحات أن عدد زوار متحف محمد محمود خليل يوم السبت لم يتجاوز 11 فردا من جنسيات مختلفة, وكان الشاب الايطالي الذي ضبطت معه اللوحة من بين الزائرين وبصحبته فتاة إيطالية، وتم الاشتباه بهما بعد أن لاحظ أحد العاملين أنهما قبيل انتهاء زيارتهما, توجها إلى دورة المياه ثم غادرا المتحف فورا. وكان المستشار عبد المجيد محمود النائب العام أجرى معاينة لموقع سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان الهولندي العالمي فان جوخ بمتحف محمد محمود خليل وذلك للوقوف بنفسه على ملابسات حادث السرقة وكيفية وقوعه. وتوجه النائب العام إلى المتحف صباح الأحد يرافقه المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد ورئيس المكتب الفني وفريق من محققي النيابة العامة، حيث استمعوا إلى أقوال عدد من مسئولي المتحف، وتفقدوا أماكن ومواقع الدخول والخروج، واطلعوا على شروط التأمين والسلامة المقررة ومقتنيات المتحف وأعداد العاملين به وأماكن دخول المترددين عليه. وأمر النائب العام بعد المعاينة بمنع محسن شعلان وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية و 15 آخرين من بينهم مديرة المتحف، وأمناء المتحف والعاملين به من مغادرة البلاد بصورة مؤقتة لحين انتهاء التحقيقات التي تجري معهم في قضية سرقة لوحة الفنان العالمي فان جوخ. وكانت نيابة شمال الجيزة الكلية بدأت مساء السبت تحقيقاتها في حادث السرقة والاستماع إلى أقوال عدد من المسئولين عن المتحف لبحث مواقيت وكيفية بدء العمل اليومي وانتهائه داخل المتحف, وحركة المترددين عليه من العاملين والزائرين بهدف التعرف على مرتكب الحادث ووضع تصور لكيفية وقوعه. وقررت النيابة بإشراف المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية تكليف سلطات الأمن بإجراء تحريات موسعة عن الحادث ومعرفة الجناة وتعقبهم وضبطهم . واستمعت النيابة أيضا إلى أقوال فاروق عبد السلام المشرف على قطاع مكتب وزير الثقافة والذي أدلى بمعلوماته بشأن آليات العمل داخل المتحف والإجراءات المتخذة والمتبعة لتأمينه وحماية ما به من مقتنيات من التلف والسرقة، فيما أقر محسن شعلان بوجود إهمال وتقصير شديدين في تأمين المتحف غير أنه نفى مسئوليته عما وقع من تقصير. وأسفرت التحقيقات المبدئية عن أن مرتكب أو مرتكبي الحادث تمكنوا من سرقة اللوحة باستخدام شفرة حادة (كتر) قطعوا بها اللوحة وانتزعوها من إطارها. كما تبين من التحقيقات أن إدارة المتحف ألغت دون سبب مفهوم دفتر تسجيل الزوار، والمترددين بزعم أن عملية تسجيل الأسماء تمثل إزعاج للسياح الأجانب، وكشفت التحقيقات المبدئية أيضا عن تعطل البوابات الإلكترونية لكشف الأجسام المعدنية، وكذا تعطل كاميرات المراقبة الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى تعطل أجهزة الإنذار من السرقات. وكان وزير الثقافة فور اكتشاف السرقة قد اكتفى بإجراء تحقيق إداري مع كل المسئولين بالمتحف وقيادات قطاع الفنون التشكيلية حول سرقة اللوحة قبل أن يحيل الجميع إلى النيابة الإدارية بدلا من النيابة العامة . وفى مطار القاهرة تفرض سلطات المطار الأمنية إجراءات أمنية مشددة على الركاب المسافرين إلى الخارج لمنع محاولات تهريب اللوحة. وقالت المصادر إنه تم زيادة التواجد الأمني على منافذ السفر وتوسيع عمليات الاشتباه والتفتيش اليدوي بالتعاون مع رجال وحدة المضبوطات الأثرية بالمطار مع عدم استثناء أحد من عمليات التفتيش سواء في صالة كبار الزوار أو صالة رقم أربعة المخصصة للطائرات الخاصة، إلى جانب وضع بعض الأسماء المشبوهة على قوائم الجوازات من أجل تشديد فحصهم لمنع أية محاولات تحايل لتهريب اللوحة، كما تشمل عمليات الفحص كل طرود البضائع المغادرة والمشحونة من قرية البضائع أو الحقائب الدبلوماسية وذلك بالتعاون مع كل الجهات المختصة. وقال أحمد الراوي رئيس وحدات المضبوطات الأثرية بالمنافذ في تصريح أمس إنه تم استدعاء رجال الآثار لفحص عدة لوحات وأعمال فنية كانت بصحبة راكبين أمريكيين، الأول كان متجها إلى نيويورك على طائرة شركة "دلتا"، والثاني كان في طريقه إلى واشنطن على الطائرة الايطالية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة عبر روما، وتم فك البراويز للوحات المصاحبة لهما وتفتيشها، ولم يتم العثور على شيء، وتم السماح للراكبين بالسفر بلوحاتهما. وأضاف الراوي أن تعليمات مشددة صدرت لرجال وحدة المضبوطات الأثرية بكل المنافذ بالتواجد طوال 24 ساعة والتعاون مع رجال الأمن لمنع محاولات تهريب اللوحة الشهيرة يشار إلى أن حادث سرقة اللوحة وقع ظهر السبت أثناء فترة الزيارة الرسمية للمتحف، وهي المرة الثانية التي تتعرض لها اللوحة من نفس المتحف في عام 1978 على يد لص يدعى حسن العسال، ثم أعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة غامضة وهو ما جعل البعض يردد أن الغرض من السرقة كان نسخ اللوحة وأن الموجودة في المتحف "المسروقة" هي النسخة المقلدة بينما اللوحة الأصلية هربت إلى الخارج. وكشفت المعلومات الأولية أن اللوحة المسروقة تعادل قيمتها نحو 55 مليون دولار أمريكي، إلا أن متخصصين أكدوا أنها تنتمي إلى تلك الإبداعات التي لا تقدر بثمن في التراث العالمي حيث يعتقد أن فان جوخ (1853- 1890) رسمها عام 1887 قبل 3 سنوات من مقتله بطلق ناري. وأثيرت حول "زهرة الخشخاش" ضجة كبيرة عام 1988 حين أعلن الكاتب الراحل يوسف إدريس في صحيفة "الأهرام" أن اللوحة الموجودة بالمتحف نسخة مزيفة وأن الأصلية بيعت في إحدى أكبر صالات المزادات بلندن بمبلغ 43 مليون دولار. ويعد متحف محمد محمود خليل واحدا من أهم المتاحف في مصر وهو في الأصل قصر لصاحبه جمع فيه مختارات من كنوز الفن العالمي ثم وهبه مزارا ومتحفا للمتذوقين ويقع المتحف بالعاصمة القاهرة. ويحتوي المتحف على روائع الفن وكان لافتتاحه صدى عالمي اهتمت به كل الأوساط الفنية على المستويين المحلي والعالمي.