هو تطبيق حرفي لجملة نائب الشعب المستقل، يتفنن في إثبات ولائه للناس ويدفع بالطبع ضريبة انحيازه الدائم والكامل للحق، أن تجده علي رأس أي استطلاع لتقييم أداء النواب في مجلس الشعب. إنه النائب المستقل جمال زهران الذي دخل مجلس الشعب في انتخابات 2005 وحتمًا لن يخرج منه في أي انتخابات نزيهة تحترم حق المواطن في اختيار من يمثله، ولم لا وقد دخل الرجل معارك طويلة مع الحكومة من أجل احترام المواطن ووقف الفساد، كما دخل معركة طويلة مع المستشار عدلي حسين- محافظ القليوبية- دعمها بالمستندات التي تكفي لإقالة أي مسئول في أي بلد غير مصر، ولم يثبت أحد عليه يومًا دخوله في صراع علي مصلحة شخصية أو تورطه في صفقة استغل فيها صفته نائباً يحمل حصانة. آخر جولات زهران كشفه عن قرب تقدمه باقتراح لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية بحيث تتوافر فيه ضمانات علي نزاهة العملية الانتخابية، وإن أكد أن فكرة تعديل الدستور أكثر من مستحيلة. ولد زهران في «بهتيم» بحي شرق شبرا الخيمة، تفوق في دراسته الثانوية وحصل علي مجموع كبير أهّله لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتي تفوق فيها أيضًا وحصل علي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية، ويشغل حاليًا منصب أستاذ ورئس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس.. وعندما نجح زهران في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شرق شبرا الخيمة مستقلاً، ورفض أن ينضم للحزب الوطني مثل كثير من المستقلين مؤكدًا أن الناخبين أتوا به مستقلاً ولو كانوا يريدون الحزب الوطني لصوتوا لمرشحه الذي نافسه في الانتخابات. يدافع الدكتور جمال زهران عن حق الإعلام في الحصول علي المعلومات ووقف كثيرًا تحت القبة للدفاع عن قضايا الصحفيين حتي إنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس الوزراء بصفته وزير شئون الأزهر لمطالبته بإصدار قراره بعزل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بسبب تصريحاته التي طالب فيها بتطبيق عقوبة الجلد علي الصحفيين، وقال زهران في طلب الإحاطة إن طنطاوي الذي يمثل التيار السلفي الرجعي أصبح فتنة في المجتمع تذكرنا بتاجر البندقية الذي كان يرجع علي المدين المعسر ليقطع جزءًا من جسد المدين استيفاءً لديونه.. وأضاف زهران في طلب الإحاطة أن فتوي شيخ الأزهر تمثل عودة للعصور الوسطي يسعي من خلالها للتغطية علي ممارسات الحكومة والحزب الوطني ضد الصحفيين. وسبق أن لوح زهران بالاستقالة احتجاجاً علي قيام الحكومة بإرسال فيض من التشريعات قبل نهاية الدورة البرلمانية بهدف تمريرها في عجلة وللهروب من انتقادات النواب مستغلاً وجود أغلبية للحزب الوطني داخل البرلمان.. وتساءل زهران وقتها: كيف نقرأ آلاف الصفحات في عدة ساعات؟