من وقت لآخر يتعرض الصحفيون لأزمات ومشاكل سواء كانت بسبب المناخ التشريعي السيئ الذي يعمل فيه الصحفيون، أم بشأن وجود خلل في علاقات العمل داخل المؤسسات التي يعملون بها خاصة المؤسسات الصغيرة، فبعد مرور أيام علي أزمة صحفيي جريدة «النهار» مع رئيس التحرير الذي هدد بعضهم بالفصل التعسفي واتهم البعض الآخر بسرقة متعلقات من الجريدة، نشبت أزمة جديدة بين صحفيي جريدة «نهضة مصر» وإدارة الجريدة التي قررت بشكل مفاجئ عدم صرف رواتبهم وخصم 50% من رواتب البعض دون مبررات، مما دفع الصحفيين للاعتصام داخل مكتب رئيس التحرير. لم تمض أيام أيضا علي مشكلة صحفيي «نهضة مصر» حتي نشبت مشكلة أخري لصحفيي جريدة «الديار» دفعت خمسة من صحفيي الجريدة لتحرير محضر بقسم شرطة الدقي ضد رئيس تحرير الجريدة يقولون فيه إنه منعهم من العمل ووقف نشر موضوعاتهم الصحفية بهدف منعهم من التقدم للجنة القيد القادمة بالنقابة، كما أنه غير ملتزم بتسديد أي مستحقات مالية خاصة بهم، سواء رواتبهم المتأخرة لأكثر من 15 شهرا أو تأميناتهم التي قاموا بسداد الجزء الأول منها وامتنعت الجريدة عن سداد باقي الأقساط. كل هذه المشاكل التي يتعرض لها الصحفيون لم تكن نقابة الصحفيين طرفاً فيها، باستثناء محاولات فردية من قبل بعض أعضاء مجلس النقابة لتسوية مشاكل الزملاء، وبخلاف تلك المحاولات تظل نقابة الصحفيين بعيدة عن المشاكل التي يعاني منها أعضاؤها، وتترك الصحفيين فريسة لتعسف مؤسساتهم، ولم تتحرك في هذه الأزمات المتكررة سوي عدد الحركات المعنية بهموم الصحفيين وتساندهم أكثر من مساندة النقابة نفسها. الكاتب الصحفي رجائي الميرغني- وكيل نقابة الصحفيين السابق-، يري أن مهمة النقابة هي الدفاع عن مصالح أعضائها وفض نزاعات العمل، وإذا لم يتفهم النقيب والمجلس مسئولياتها كان من الطبيعي أن يتفاقم هذا النوع من المشاكل، خاصة أن أعضاء النقابة أنفسهم فقدوا الثقة في النقابة وهذا أمر خطير جداً. وقال الميرغني ليس معني فقدان الثقة أن ندعو للتسليم بعجز النقابة مجلسا ونقيبا، بل لابد من الضغط الشديد علي المجلس والنقيب حتي يقوم بمهامه، مشيراً إلي أن هذا الأمر كان يحدث في المجالس السابقة. واقترح وكيل النقابة إجراء حوار بين نقابة الصحفيين وملاك الصحف التي تستغل بدل التكنولوجيا الذي تعطيه النقابة للصحفيين، وذلك للتأكد من ممارسة هذه الصحف للصحافة وهل عندها ضمانات لحقوق الصحفيين أم أنها تستغل الجريدة كمنصة للحصول علي الإعلانات ولا علاقة لها بالصحافة. علي الجانب الآخر يؤكد عبد المحسن سلامة -وكيل نقابة الصحفيين- إن النقابة كانت طرفاً في كل المشاكل التي يتعرض لها الزملاء وتسعي لوضع حلول لها، مشيراً إلي أنه اجتمع الاثنين الماضي بصحفيي جريدة «النهار» واستمع إلي مشاكلهم وتصورهم لحل تلك المشاكل، وسوف يطالب رئيس تحرير الجريدة بقبول رؤية النقابة لتسوية الأزمة وإلا سوف تتخذ النقابة ضده أساليب الضغط التي تراها مناسبة. وأكد سلامة أن النقابة من الآن ولاحقاً لن تقبل قيد أي صحفيين جدد من الصحف التي تختلق المشاكل مع الزملاء الصحفيين وتتعسف ضدهم، خاصة تلك الصحف الصغيرة غير المؤهلة للاستمرار في السوق وتعاني من أزمات تعكسها علي الصحفيين العاملين فيها، مشيرا إلي ضرورة انتصار الجماعة الصحفية لمستقبل المهنة من تلك الصحف الصغيرة التي هي خطر علي الصحافة من خلال سعيها لإدخال أشخاص إلي المهنة لا علاقة لهم بالصحافة. وقال سلامة إن النقابة تتحري الدقة في قبول الصحف الجديدة التي تكون غالبا مستوفاة من ناحية الشكل ولكننا لسنا مخبرين حتي نتأكد أن هذه الصحف هدفها فقط الحصول علي البدل من النقابة واستغلاله لابتزاز صحفييها، مقترحا أن تضع كل صحيفة جديده وديعة في البنك لا تقل عن مليون جنية لضمان حقوق الصحفيين حالة حدوث أي مشكلة. فيما قال الكاتب الصحفي سعد هجرس: إن وجود نقابة الصحفيين مرهون بفاعلية الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ومدي وعي الصحفيين بالعمل الجماعي من أجل حل مشاكلهم، مشدداً علي أنه لا يمكن أن نطالب النقابة بدور أكثر فاعلية، دون أن يوجد تحرك وخطة مدروسة للجمعية العمومية التي أصبحت خاملة في الفترة الأخيرة.