لابد من التحدث عن الموسيقي في مسلسل «كابتن عفت - حكايات وبنعيشها» لليلي علوي، فإلي جانب الأداء الراقي لليلي علوي لدرجة أنك لا تتخيل أي ممثلة أخري في دور «كابتن عفت»، إذ إنها تستمر في «بلع» كل من يشاركها المشهد، وإلي جانب التصوير المتقن وجودة الصورة العالية، وإلي جانب الأحداث البسيطة التي تمثل دفئاً مفقودًا في دراما رمضان والجمل الحوارية السلسة، لم يكن ليخرج ذلك كله سوي بالاستخدام الموسيقي المتميز جداً في المسلسل والتي ألفها عمرو صلاح، فمنذ أن بدأت الدراما المصرية، ودائماً ما تجد الموسيقي ذاتها في جميع المشاهد، أو أن يتم إعداد مقطوعات موسيقية يتم استخدامها طيلة المسلسل، فهذه المقطوعة للمشاهد الحزينة، وهذه المقطوعة لمشاهد الصراعات، ومهما كانت حلاوة هذه المقطوعة، فإنها تصيبك بالملل لسماعها علي مدي ثلاثين حلقة، كما أنها تحرق أحداث المشهد! فبمجرد أن تبدأ وتسمع نوتتها الموسيقية الأولي حتي تعرف كيف سيكون المشهد وما هو مغزي أحداثه، بينما مسلسل ثلاثون حلقة، هو مساحة مليئة بالأحداث والمشاهد التي من المستحيل أن تتشابه، فمستحيل أن يكون الحزن واحدًا في كل مشاهد المسلسل، ومستحيل أن تكون السعادة واحدة، وهو ما أدركه المخرج «سميح النقاش»، فعامل كل مشهد باستقلال، فرأينا صورة غير مملة، لعبت فيها الموسيقي بشكل غير مباشر دور العامل المجدد في المشهد، والأهم من ذلك كان فهم دور كل آلة، فنجد في مشهد حضور كابتن عفت للدورة التدريبية لتدريب كرة القدم موسيقي الروك الخفيفة بمقطوعات قصيرة للجيتار الكهربائي الحماسي جداً، والبيز جيتار في الخلفية، وفي المشهد التالي نجد ليلي علوي تتحدث مع فتاة في النادي عن قصة حبها فنجد موسيقي البيانو الهادئة التي تعدك نفسيًا للمشهد، وفي المشاهد الكوميدية نجد موسيقي معدة بالكيبورد لتناسب المشهد، بدون اللجوء لفكرة «مشهد حزين حط الموسيقي بتاعة الحزن»! فقد استطاع الاستخدام الجيد للموسيقي في «كابتن عفت» أن يعد مشاهديه نفسياً لما سيشاهدونه من صورة راقية.